مرحبًا بك يا عزيزتي ..
لاشك أن أختك تورطت، وأصبحت بلا حول ولا قوة، غريق ألقى بنفسه في بحر بلا سابق معرفة بالعوم، غريق عنيد، لذا لاتريد من أحد أن يتدخل في مشكلتها، فهي تعلم منذ البداية حقيقة الورطة والخطأ، وتعلم أنها وقعت على وثيقة الطلاق يوم وقعت على وثيقة الزواج.
الخائف لا ينجو يا عزيزتي، فالخوف من العنوسة لا ينجي منها، بل على العكس، وهو ما حدث لأختك، والحل في المواجهة يا عزيزتي وليس الاستسلام للمخاوف، فألم مواجهة النفس بحقيقة الأخطاء، وضرورة التوقف وايجاد حلول، والبدء في خطوات فعلية مجدية وبلا خوف أفضل كثيرًا من ألم الاستمرار في هذا الخوف بلا نهاية.
أما الزواج فهو وسيلة لتحقيق السعادة، وإشباع الاحتياجات الجسدية والنفسية والاجتماعية، وليس " هدفًا " في حد ذاته، والثمن الذي تدفعه أختك الآن دفعه وسيدفعه كل من يجعل الزواج هدفًا لا وسيلة.
لا أعرف المرحلة الدراسية التي وصلت لها أختك، ولكن أيًا كانت دراستها لابد أن تقف مع نفسها وقفة شجاعة، مسئولة، كإنسان، وكأم، وتغلق صفحة اختيار خاطئ لا أمل على مايبدو في اصلاحه، وتفتح لنفسها صفحة جديدة، لشخص جديد، ايجابي، يخطيء ليتعلم، وينضج ويصحح مساره، لا يعاند، وينعزل، ويحبط، ويكتئب، بل تنفتح على العالم من حولها وتبحث عن عمل ومصدر دخل يدر عليها مالًا تستغني به وابنتها عن هذا الزوج المستهتر.
هذا ما يجب أن تعلمه، وتفعله أختك، وما أرجوه أن يكون لك دور ما في توصيله لها بدون لوم ولا توبيخ ولا نصح، فهي جريح وغريق وتحتاج لمن يمد يد العون، والدعم، بتفهم، ولطف، وصبر.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.