مرحبًا بك يا عزيزتي..
أقدر مشاعرك، وأتفهم ما تعانيه من حزن وقلق على ابنتك.
إن مشكلتنا الكبيرة في مجتمعاتنا العربية على الخصوص يا عزيزتي هي عدم احترام الحدود، وتلبيس الأدوار، مما يتسبب في اضطراب النفسيات، وفشل العلاقات.
لذا فإن جهاد ابنتك سيكون عظيمًا لوضع هذه الحدود وفرض احترامها على الجميع، وهي ستحتاج وقتًا وحكمة وتلطف وصبربمكاييل عظيمة أيضًا لتنفيذ لك، بما لا يضر علاقتها بزوجها.
يمكنها أن تكون لأهل زوجك (مثل) ابنتهم وليس ابنتهم بالفعل، وما يطلبونه منها هو واجب الإبنة الحقيقية .
يمكنها أن تكون مثل ابنتهم وهي هكذا بالفعل من خلال(حدود) وليس على المشاع، فلن ولا يمكن ومن الصعب قطع العلاقة أو جعلها جافة وغير جيدة فهذا ليس في المصلحة البتة، وكذلك ليس جيدًا أن تختلط الأوراق تمامًا، الوسط خير دائمًا، لكنه الأصعب، لكنه ما يجب أن تسعى إليه بذكاء الأنثى وتتفقين عليه مع زوجها وتبدأ في تنفيذه بحكمة وصبر، .
ومعرفة أن هذا لن يتم في وفت قصير، فهي تتعامل مع بشر لهم مشاعر وسيتخذون مواقف ولديهم تفسيراتهم الخاصة، فلابد أن تكون مستعدة نفسيًا لقبول مقاومتهم، ورفضهم، بل وتخطيئها في تصرفاتها ومواقفها وأفكارها، وبقدر متانتها النفسية ستتفهم، وتتعامل، وتصمد، وتتجاوز.
على ابنتك أيضًا ألا تعتبر زوجها طرفًا في المشكلة، وتحسن علاقتها به، إذ لابد أن تكون الأجواء والمشاعربينما طيبة كأزواج قدر المستطاع، فهذا هوالأساس الذي ستبني عليه كل ما هو آت، وهذه هي أهم علاقة في حياتها الآن يتوجب عليها الحفاظ عليها، وليكن بينهما حوارات هادئة وعاقلة وحنونة بشأن "حياتما"، وأهمية الخصوصية فيها، وأن ذلك مسئوليتهما معًا ، وأن ذلك لا يعني علاقة سيئة بأسرته، لابد من التحدث عن أهله بحب وحرص على علاقتها بهم ولكن باتزان.
في العلاقة مع أهل الزوج يا عزيزتي ستحتاج ابنتك كثيرًا للضبط لمشاعرها، والحكمة، واللطف، والذكاء، والجهاد، للحيلولة دون كسر الحدود، فأمثال هذه العلاقات تتيح ذلك، وفي ظل العادات والتقاليد فإن ذلك يتم بسهولة ثم تبدأ المعاناة التي لا يشعر بها أحد من هؤلاء المخترقين للحدود.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.