من عاش في حياة النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة نال خيرًا كثيرا، ولمَ لا وقد تكحلت عينه برؤية النور المبين الذي أرسله الله رحمة للعالمين.
نفحات العيش مع رسول الله:
ومن نفحات العيش مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يحل المعضلات من المشاكل ويسهل كل عسير ويجب عن تساؤلات من يسأل ويعلم الناس أمور الدين التي تقيهم من العذاب يوم القيامة..
وفي هذه السطور نلمح لمزية جميلة وكرامة عالية لمن عاش في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وهي أن هناك أناسا ماتوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى عليهم رسول الله صلاة الجنازة ودعا لهم وتبع جنازتهم.
قصة المرأة التي كانت تنظف مسجد الرسول:
وممن صلى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بل حرص على ذلك لما علم أنها ماتت ودفنت قصة تلك المرأة السوداء التي كانت تتعهد مسجد رسول الله بإماطة القذى منه وتنظيفه .. فما قصتها؟
روى مسلم في صحيحه هذا الموقف النبوي عن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن امرأة سوداء كانت تقم (تنظف) المسجد ـ أو شاباً ـ ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأل عنها ـ أو عنه ـ فقالوا: مات (ماتت) قال: أفلا كنتم آذنتموني (أعلمتموني)، قال: فكأنهم صَغَّروا أمرَها (أو أمرَه)، فقال: دُلُّوني على قبرها، فدَلُّوه، فصلى عليها، ثم قال: إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله تعالى يُنوِّرُها لهم بصلاتي عليهم) راه مسلم.
وفي رواية للنسائي وصححها الألباني عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال: (اشتكت امرأة بالعوالي مسكينة, فكان النبي صلى الله عليه وسلم يسألهم عنها, وقال: إن ماتت فلا تدفنوها حتى أصلى عليها, فتوفيت, فجاءوا بها إلى المدينة, بعد العتمة, فوجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نام, فكرهوا أن يوقظوه, فصلوا عليها, ودفنوها ببقيع الغرقد, فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءوا, فسألهم عنها, فقالوا: قد دفنت يا رسول الله, وقد جئناك, فوجدناك نائماً, فكرهنا أن نوقظك, قال: فانطلقوا، فانطلق يمشي, ومشوا معه, حتى أروه قبرها, فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم, وصفوا وراءه, فصلى عليها, وكبر أربعا). وفي رواية عن ثابت عن أبى رافع عن أبى هريرة رضي الله عنه أن: (رجلاً أسود أو امرأة سوداء).
لا تحقرن من المعروف شيئًا:
وبهذا يتبين فضل عمل الخير ولو كان صغيرًا في نظرك بأن تحرص عليه وتحثه على الغير ولا تحقرن من المعروف شيئًا فإماطة الأذى والتقاط القذى من المسجد وإن كن أمرا صغيرا في نظر البعض فإن له ثوابا كبيرا عظيما يظهر هذا من حرص النبي على السؤال عمن كان يفعل ذلك وهو ما يعني أنه كان يتابعه ويسر بهذا الفعل لو هذا سأل عنه أو عنها حينما افتقده .
وزاد من حرصه لما علم بموته أنه استنكر على الصحابة عدم إخبارهم بالأمر ثم ذهب لقبرها ودعا لها وهو ما يعني فضل هذا العمل الذي كان يقوم به هذا الرجل أو تلك المرأة على اختلاف الروايات.