كثيرًا ما نخطيء ثم تعود تائبين، فكيف يعرف الإنسان أن توبته مقبولة بإذن الله؟.
هناك علامات إن وجدت فاعلم أن توبتك قد قُبلت، ومن ذلك (الإخلاص ـ وهو أن يقصد بتوبته وجه الله عز وجل -، ثم الإقلاع عن الذنب، ثم الندم على فعله، ثم العزم على عدم الرجوع إليه، ثم عليه أن يوقع التوبة في وقت القبول -وهي بفضل الله- تقبل في كل وقت إلا في حالتين: إذا بلغت الروح الحلقوم، وإذا طلعت الشمس من مغربها.
فإذا وفقك الله إلى التوبة، فينبغي أن يكون حالك بين رجاء قبول التوبة، ومخافة العقاب من الله تعالى، فذلك أدعى لأن يغفر الله لك ويرحمك، لكن لا مانع من أن يكون هناك علامات تدل على قبول التوبة يستأنس العبد بها.
علامات قبول التوبة
راجع نفسك جيدًا، إن رأيت هذه العلامات فأكمل في طريق التوبة ولا تيأس من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الفاسقون كما بين المولى عز وجل في قوله تعالى: «أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ» (التوبة 104).
فعلى المسلم أن يتأكد من هذه العلامات: (أن يثبت على الطاعة بعد التوبة -كأن تكون متقطعًا في الصلاة ثم تنتظم عليها-، وأيضًا حينما تستجد عندك طاعات مثل صيام الاتنين والخميس أو قيام الليل، وحينما تشعر بنشوة مختلفة كلما سمعت القرآن، وحينما تقوم للصلاة غير كسلان، وحينما تغضب وتحزن جدًا إذا تذكرت معاصيك، وحينما تحب أهل الطاعة، وتتكره أهل المعصية وتبتعد عنهم، وحينما يكون قلبك أكثر رقة، وحينما تتخيل الجنة والنار كثيرًا، فتسعى لفعل الجنة وتهرب من أفعال النار، وحينما تسعد من الحديث في أمور الدين، وحينا تحاول التفقه في الدين، وحينما تجد طرق الخير تتفتح لك بسهولة وطرق الشر تغلق، فاعلم أنك تسير في الاتجاه الصحيح.
اقرأ أيضا:
تعرف على آخر وقت التكبير في عيد الأضحىالمداومة على الطاعة
أيضًا من أكثر علامات قبول التوبة، أن تكون موفقًا للطاعة دومًا، فمن رأى أنه موفق للطاعات وعمل الخيرات وهو مخلص في ذلك لله تعالى فليبشر، فهذا من دلائل رضا الله عنه في تلك الحال ولا يأمن مكر الله بل يسأل الله الثبات وحُسن الخاتمة، ومن رأى من نفسه حب المعاصي والإصرار عليها وعدم التوفيق لكثير من الخير فهذا -والعياذ بالله- من دلائل غضب الله عليه، فليتدارك ذلك بتوبة نصوح لعل الله يوفقه إليها فيختم له بخير.
وليس من علامات قبول التوبة أن تعود الأحوال التي زالت عن الشخص إليه، بل قد يقبل الله توبته ولا يبسط له في رزقه مثل ما كان أولاً، المهم أن يتوب المرء إلى الله تعالى وينيب إليه، فإن بسط له فذلك من نعم الله عليه، وإن لم يبسط له فقد أنعم عليه بنعم أخرى قد يكون غافلا عنها، وهي صحة البدن مثلاً، ونعمة الإسلام التي هي أعظم النعم، ونعمة التوفيق إلى التوبة.