أنا فتاة جامعية عمري 28 عامًا، وتقدم لخطبتي منذ 8 أعوام زميل لي في الجامعة، وأحسست وقتها أن والدته لم تحبني وغير راضية عن الزيجة، وأضف له تعسر الحالة المالية لخطيبي مما أفشل مشروع الزواج وافترقنا بعد 3 أعوام من الصبر على معاملة سيئة من والدته.
ذهبت للعمل في بلدة بعيدة عن خطيبي، وبعد مرور عامين تقابلنا مرة أخرى، وقد حصل خطيبي السابق على فرصة عمل جديدة وجيدة، وفي المدينة نفسها التي أعمل بها، وقررنا العودة لبعضنا وإتمام مشروع زواجنا الذي فشل من قبل.
المشكلة أننا فوجئنا برفض والديه، واتهامهم لي بأنني تركت ابنهم في وقت ضيقه المالي وعسرته بدلًا من الصبر ومساعدته، فطلب خطيبي السابق أن أتقابل مع والديه، وكانت المقابلة من جهتهم جافة، وباردة، وكلها اتهامات ومعاملة سيئة ومع ذلك صبرت على ها كله ومن أجل خطيبي قمت وقبلت رأسيهما.
بعدها عرفت منه أنهم وافقوا مبدئيًا، فتحدثت مع أهلي وكنت متوجسة وخائفة من الرفض فإذا بهم يوافقون،
ويقولون لي أن الزواج أرزاق، ومادام الله فتح بابه الآن فلا داعي لفتح أبواب المشكلة في الماضي، فقد تغير الأمر، ولا مانع من اتمام الزيجة، ففرحت، ولكن فرحتي لم تتم لأنني فوجئت بخطيبي السابق يخبرني أن والديه سافرا وسيقضيان عدة أشهر في الاستجمام خارج البلاد.
شعرت بحزن و ظلم شديدين بسبب عدم مبالاتهما بنا، وكشر خاطري وابنهم، وربما يعني تصرفهم هكذا رفضهم للزيجة بعد عودتهما من السفر.
ما العمل؟ هل من حق والديّ زوجي هذه المماطلة، وهذه المعاملات؟
الرد:
مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
الوضوح في مثل هذه الحالات هو المطلوب بلاشك، ليضرح والديّ خطيبك السابق برفضهم للزيجة وابداء الأسباب فهذا حق ابنهم، أو الموافقة.
لابد من الوضوح والحسم، ولا بأس أن تنتظرا عودتهم، للإفصاح عن رأيهم وموقفهم بوضوح، وبعدها يمكن التفكير في الخطوات التالية.
من الأفضل أن يكون هناك رضى عن الزواج من أهل الطرفين، الزوج، والزوجة، فالزواج هو علاقة عميقة تشمل عائلتين وليس طرفين أو شخصين فقط، ولكن عندما يتعذر هذا بسبب سوء تفكير أو تصرف من قبل الأهل، فلابد من اتخاذ اجراءات أخرى مختلفة، يرضي فيها الطرف من أهله رافضين للزيجة والديه، وفي الوقت نفسه يحسم أمره ويتحمل مسئوليته عن قرار الزواج، وتبعاته، في ظل رفض الأهل، وهو في مجتمعاتنا يكون أسهل في حالة أن يكون هذا الطرف هو الزوج أو الرجل.
الكرة يا عزيزتي ليست في ملعبك ولا ملعب أهلك، انتظري عودة والديّ خطيبك السابق، وموقفه، فالكرة في ملعبه.
بعدها، لابد من الرضى و"القبول" لقدر الله أيًا كان، ففي هذا سيكون الخير لك.
إن استطاع خطيبك اتخاذ موقف رجولي قوي، وحاسم، وبر والديه بعيدًا عن مشروع زواجه، وتحمل مسئوليته كاملة، فخير وبركة، وإن ضعف وعجز عن هذا، فأيضًا خير وبركة، وسيغن الله كلًا من سعته، شخصًا مناسبًأ، وأفضل.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اظهار أخبار متعلقة
اظهار أخبار متعلقة