على عكس ما يعتقد الكثيرون، فإن الشعور بالخوف الشديد عند مشاهدة أفلام الرعب على سبيل المثال، قد يكون في الواقع مفيدًا، وليس سيئًا على الإطلاق، وفقًا لباحثين.
أوضح الباحث الدكتور رامنارين بودو، طبيب نفسي للأطفال في مركز ميلتون إس هيرشي الطبي بولاية بنسلفانيا الأمريكية، "إنها تسمى "مفارقة الرعب"، لأن الناس يحاولون عمومًا تجنب الأشياء التي تجعلهم غير مرتاحين. فلماذا يستمتع الناس بأشياء مثل أفلام الرعب البشعة حقًا؟".
وقال بودو إن "إحدى النظريات هي أنها تساعد في التأقلم، البشر مجهزون بآليات لاواعية متأصلة بعمق تساعدهم على الاستجابة للتوتر، موصولة بالأوقات التي قد (يشعرون) فيها بالخطر في الخارج".
وأضاف في بيان صحفي للمركز: بالنسبة لشخص يشاهد (فيلم الرعب) "ذا إكسورسيست"، لديه تنشيط لما يسمى بالجهاز العصبي الودي، والذي يمكن أن يسبب أشياء مثل زيادة معدل ضربات القلب ومعدل التنفس. في بعض الأحيان يمكن أن يسبب شعورًا سيئًا بالغثيان. التعرق. نوعًا ما مثل نوبة هلع".
وشدد على أنه "قد يكون ذلك جيدًا، لأنه بالنسبة لبعض الأشخاص، من الممتع أن يتم تشغيل آليات القتال أو الطيران هذه دون أي خطر حقيقي، على غرار ركوب الأفعوانية" موضحًا أنه "قد يساعد حتى في قدرة الشخص على التعامل مع المواقف المجهدة في الحياة الواقعية".
اظهار أخبار متعلقة
العلاج بالتعرض
من جهتها، قالت الباحثة هانا نام، طالبة الطب في السنة الثالثة بكلية الطب بولاية بنسلفانيا، إن هذه التجارب قد توفر أيضًا نوعًا من العلاج بالتعرض، مما يقلل الخوف بمرور الوقت.
وأضافت في البيان: "يمكنك تطبيق هذه التكتيكات على سيناريوهات الحياة الواقعية. وجدت أيضًا أنه يمكن أن يكون شكلاً من أشكال تخفيف التوتر لبعض الناس".
بالنسبة للبعض، قد يساعد في تخفيف التوتر، مثلما حدث في ذروة تفشي وباء كوفيد - 19، عندما زادت نسبة مشاهدة الأفلام المخيفة، أما بالنسبة للآخرين، فيمكن أن يكون أكثر من اللازم، وفقًا لما أوردته وكالة "يو بي آي".
وأشار بودو إلى أن "العديد من الدراسات أظهرت أن التعرض المباشر المستمر - خاصة بين الشباب - لمواد رسومية، يقلل من التعاطف ويزيد من العدوانية. لذلك، علينا حقًا أن نكون حذرين بشأن مقدار تعرضنا لهذا النوع من التحفيز".
وأوضح أن كثيرًا من الناس لديهم عتبات أقل للصدمات، إما لأن هذا هو حالهم أو بسبب تجارب الصدمات السابقة. قد يشمل ذلك الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق أو مشاكل التحكم في الانفعالات، بالإضافة إلى اضطرابات القلب أو الجهاز التنفسي.
واقترح كل من بودو ونام، التعاطف مع مشاهدي أفلام الرعب، والتأكد من أن الجميع مرتاحون ولا يتعين على أحد إثبات شجاعتهم، وألا تحكم على أولئك الذين يحبون تلك النوعية من الأفلام.
قال بلاين واترلو، متخصص محتوى الويب والتصميم في النظام الصحي بولاية بنسلفانيا، الذي يستضيف بودكاست عن أفلام الرعب: "الرعب يسمح لنا بالتخلص من أسوأ مخاوفنا، بالتأكيد".
وأضاف في البيان: "هناك الكثير حول هذا النوع الذي يستكشف الحالة البشرية بطريقة يمكن أن تساعد المشاهدين على الشعور بأنهم ينظرون إليهم كما هم. الرعب يحتضن عيوب أن تكون إنسانًا بطريقة لا يمنحنا العالم مساحة لاستكشافها، وهذا جميل".