مرحبًا بك يا عزيزتي..
لقد قبلت زوجك يا عزيزتي قلبًا وقالبًا فلم ستكرهينه الآن؟!
لإرضاء الناس؟!
وماذا عمن خلق زوجك وخلقك والناس؟!
إن رضى الناس غاية لا تدرك، ففيم السعي نحو ارضائهم، إنهم لا يرضون، ومعاييرهم ليست قرآنًا، وهم ليسوا دائمين، وهم لا ينفعونك ولن يضرون، ومتى نفع أو أصاب رأي الناس يا عزيزتي، ومتى تم لأحد ارضاء كل أحد؟!
الحل عندك، لا تسمعي لأحد، مشكلتك أنك تسمعين وتقتنعين، ربما لضعف في شخصيتك، ولا تسعي لإرضاء أحد، ولا تسكتي عند اللمز والهمز فضلًا عن التصريح، أوقفي هذه الوقاحة، ردي بثقة وأناقة، مرة ومرة ومرة وسيصمتون ولن يجرحوا مشاعرك ومن بعد مشاعر ابنتك التي لا حول لها ولا قوة، إنك لو لاقدر الله مكثت هكذا - متأسفة ولديك شعور بالعار أو الخزي أو الخجل - فستجلبين الأمرين لإبنتك، ستكرهك وتكره نفسها وشكلها وحياتها بسببك لا الناس.
أما لو كبرت ووجدتك قوية، ووجدت نفسها مقبولة عندك ووالدها فستواجه العالم كله كما واجهت أنت الأمر نفسه، والعكس بالعكس، فأفيقي يا عزيزتي من الإنجراف في هذا المنزلق، فزوجك هو اختيارك بشكله وقيمه وأخلاقه وعائلته وظروفه، وحقيقة العلاقة الزوجية والحياة كلها لا تعتمد الشكل فحسب، فغدًا تسعدين بمواهب ابنتك ومهاراتها وقدراتها ومشاعرها وشكلها أيضًا، فقط اهتمي بها بنظافتها الشخصية وهندامها ، بصحتها وأناقتها ورياضتها، وهذا من حيث الشكل.
أنت بحاجة لتحسين علاقتك بنفسك، تحسين علاقتك بربك، تحسين علاقتك بأمومتك، لا تكفري النعمة، ودعك من المجتمع المحيط بك فهو على ما يبدو غير واع وعنصري، ولتعلمي أننا نعيش في مجتمعات تشوهت بفعل هوس الصورة المثالية للجمال وهذا ليس موجودًا سوى بالفوتوشوب.
إن استطعت تغيير محيطك ما أمكن فبها ونعمت وإلا فالمواجهة، والثقة، والتواصل الصحي مع نفسك وزوجك وابنتك، تغلبي يا عزيزتي على وسوسة الناس وجهلهم وجاهليتهم واصمدي ، واثبتي وجودك وابنتك قلبًا وقالبًا، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.