مرحبًا بك عزيزتي ..
أقدر مشاعرك وما تعانين منه وأنت محقة تمامًا، ولكن ولدك هذا هو النتيجة الحلوة وربما أحلى نتيجة لهذه الحماقة!
نعم.
هذه هي الحقيقة، التي يجب أن تعترفي بها، وتنظري لها هكذا، بدلًا من مشاعر الذنب التي ستملأ نفسك بالحزن وتعطل تفكيرك في امكانية وطرق الاحتواء لكليهما، وعقد علاقة والدية صحية مع ولدك تخفف ولو قليلًا من وطأة علاقته الجافة أو الصعبة مع والده.
ولدك مراهق، يمر بمرحلة تقلب هرموني وفكري عنيفة، فشخصيته تتكون، وانفعالاته قريبة، وللأسف والده أيضًا على مشارف شيخوخة أضف لها شخصيته الصعبة، وأنت بين هذا السندان والمطرقة لابد أن تتدربي على كيفية الاتزان لنفسك، أولًا، ولحياتك الأسرية معهم.
لا اعرف أيهما سيكون الحديث معه أسهل، وأكثر ضمانًا للاستجابة لكنك ستحتاجين لاحتواء كلًا منهم بعيدًا عن الآخر، والحديث مع كلًا منهم بعيدًا عن الآخر، واستخدام طريقة "السندويتش" وفيها تذكرين محاسن من تتحدثين معه ومميزاته، وتضعين عيوب تعامله مع الآخر وهو هنا الوالد والابن في المنتصف ثم تختمي حديثك بالثناء مرة أخرى على الشخص وحسن ظنك به وبرجاحة عقله وقدرته على التغيير وتحسين العلاقة، وهكذا.
هذا في رأيي ما يمكنك فعله، أنت حمامة السلام الحيادية التي تبذل الجهد للإصلاح وتقريب المسافات بلطف، وفقط.
وغدًا ينضج ولدك ويصل لمرحلة الرشد، والرجولة، والمسئولية، والزمن جزء من العلاج والأمل أيضًا في تحسن العلاقة، فخيوط العلاقة ليست كلها في يديك، وما عليك هو احسان استخدام ما في يديك واستطاعتك.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.