ربما هناك من تدفع ثمن جرم لم ترتكبه، بل هي الضحية في الأساس، لذئب بشري سلبها عذريتها، وعلى الرغم من أنه لاذنب لها فيما حصل، إلا أنها لا تستطيع مواجهة المجتمع، أو تخبر أحدًا بأنها فقدت أعز ما تملك، فتكون النتيجة أنه قد يتقرب منها أحدهم طلبًا للزواج، فكيف بها تفعل؟.. هل تخبره بفاجعتها أم لا، وكيف لو أخبرته، ماذا سيفعل، هل سيستر عليها، أم يفضحها بين الناس؟، وماذا لو لو لم تخبره، واكتشف هو الأمر في (ليلة الزواج)؟، فماذا سيفعل، هل ستكون النتيجة فضيحة ما بعدها فضيحة، أم يسترها؟، والحقيقة للأسف في مثل هذه المواقف قليل جدًا جدًا من يستر، وكثيرون هم من يفضحون.. فماذا تفعل هذه الفتاة؟.
لا تخبريه!
يفتي العلماء، بأنه لو تعرضت فتاة لاعتداء جنسي أفقدها عذريتها ولا علم لأحد بالأمر ، عندما يتقدم لها شخص لا يجب عليها إخباره، ولا ينبغي له ذلك، فهي ما تزال بِكرًا شرعًا، وغشاء البكارة قد يُفض بأسباب عدة، والبكر هي المرأة التي لم تتزوج، ولا يزول عنها هذا الوصف بزوال غشاء البكارة، بل بالزواج، فإذا تزوجت ودخل بها الزوج صارت ثيبًا، فإذا اشترط الخاطب أن تكون المخطوبة بِكرًا فليس له أكثر من كونها لم يسبق لها الزواج، ولم تُعرف بزنا، فهذا هو الأمر الظاهر، أما غشاء البكارة نفسه فأمر باطن لا يعرف إلا من جهة المرأة نفسها، وقد أمر الشارع بالستر على النفس وعلى الغير فلا ينبغي كشف ستر الله، كما في الصحيح (من ستر مسلما ستره الله)، وفيه (فمن ستره الله فهو إلى الله).
اقرأ أيضا:
تشهد لله بالوحدانية.. هذه بشرى النبي لخروجك من القبرزواج شرعي
أما حقيقة الزواج، فهو شرعي، وليس عليه أي غبار أو ما يشوبه، حتى لو أخفت عليه حقيقة ما حدث لها، فالأصل أنها تابت إلى الله توبة نصوحًا، وتعرضت لمأساة ربما لم يتعرض لها إلا القليل، بسبب قلة ضمير بعض الشباب هذه الأيام، أما إذا أراد الزوج فسخ عقد الزواج فله ذلك، إلا أنه عليه سترها، لأن الستر مبدأ إسلامي عظيم، ولا يجوز له أن يبتزها، لأن الابتزاز لا دين له.. وأما فيما يخص الفتاة ذاتها، فإن نصيحة العلماء لها: "لا يجب عليك أن تخبري زوجك بما كان منك من فِعل الفاحشة ـ بل ولا يجوز هذا أصلا ـ وعليك أن تستتري بستر الله وأن تكتمي ذلك عن جميع الناس، وأكثري من التوبة والاستغفار أن يسترك الله في الدنيا والآخرة وأن يغفر لك ذنوبك ويكفر عنك سيئاتك، ثم عليك بالإكثار من الأعمال الصالحة المكفرة من الصلاة والصيام والصدقة".
