شهدت بريطانيا خلال الأسابيع الأخيرة، انتشار مرض قاتل يسمى البكتيريا العقدية "Strep A"، والتي تؤدي إلى الإصابة بالحمى القرمزية، مما أدى إلى وفاة 15 طفلاً في سن المدرسة حتى الآن.

ما هي بكتيريا Strep A؟

هي بكتيريا تسبب مجموعة من العدوى، من بينها التهاب الحلق والتهاب اللوزتين والقوباء - وهي عدوى جلدية، ويمكن أن تسبب أيضًا الحمى القرمزية.

ويمكن لهذه البكتيريا، التي لا تسبب أي أعراض أن تصل إلى الحلق والجلد والجهاز التنفسي. وفي حين أن الغالبية العظمى من هذه العدوى خفيفة نسبيًا، إلا أنها يمكن أن تؤدي في بعض الأحيان إلى الحمى الروماتيزمية التي قد تكون قاتلة إذا لم يتم علاجها.

يمكن للبكتيريا، في حالات نادرة للغاية، أن تسبب مرضًا مميتًا يسمى مرض المكورات العقدية الغازية من المجموعة أ (iGAS)، بحسب تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل".

ما هو مرض المكورات العقدية؟ 

يحدث مرض المكورات العقدية من المجموعة أ عندما تخترق البكتيريا عمق الجسم، مثل الدم أو العضلات العميقة أو الرئتين.

ويعتبر التهاب اللفافة الناخر ومتلازمة الصدمة السمية العقدية من أكثر أشكال الأمراض الغازية شدة، ولكنها نادرة.

ويُعرف التهاب اللفافة الناخر أيضًا باسم "مرض أكل اللحم"، ويمكن أن يحدث في حالة إصابة الجرح بالعدوى.

ومتلازمة الصدمة السمية العقدية هي عدوى تتطور بسرعة وتتسبب في انخفاض ضغط الدم/ الصدمة وتلف الأعضاء مثل الكلى والكبد والرئتين، وهذا النوع من الصدمات السامة يمكن أن تؤدي إلى الوفاة بشكل مرتفع.

ما هي أعراض بكتيريا Strep A ؟

على الرغم من أن بكتيريا Strep A يمكن أن تسبب الكثير من الأمراض الخطيرة المختلفة، إلا أن لها بعض الأعراض التقليدية، التي تشمل الطفح الجلدي، والتهاب الحلق، واحمرار الخدين، وآلام في العضلات، وحمى شديدة، والإرهاق، والتهاب في الأذن، وتقرحات على الجلد.

وتستمر الأعراض لمدة أسبوع، وفقًا لهيئة الخدمات الصحية ببريطانيا. لكن قد لاتظهر أي أعراض على البعض، لكنهم عرضة للإصابة بالبكتيريا مثل أولئك الذين يعانون من أعراض ظاهرة. وعادة ما يستغرق المرض من يومين إلى خمسة أيام بعد التعرض للبكتيريا.

القوباء هي عدوى جلدية تبدأ بقروح أو بثور حمراء ثم تنفجر، متسببة بقعًا قشرية ذهبية. ويمكن علاج العدوى بالمضادات الحيوية.

غالبًا ما تشبه أعراض الحمى القرمزية الإنفلونزا، بما في ذلك ارتفاع درجة الحرارة والتهاب الحلق وتورم غدد الرقبة.

يظهر الطفح الجلدي بعد 12 إلى 48 ساعة، ويبدأ على الصدر والمعدة ثم ينتشر. وتظهر أيضًا طبقة بيضاء على اللسان تتقشر، مما يصيب اللسان بالاحمرار والانتفاخ ونتوءات صغيرة (تسمى غالبًا "لسان الفراولة").

تشمل علامات التهاب اللفافة الناخر الحمى (ارتفاع درجة الحرارة فوق 38 درجة مئوية) والألم الشديد والتورم والاحمرار في موقع الجرح.

قد تشمل العلامات والأعراض المبكرة للصدمة السامة الحمى والدوخة والارتباك وانخفاض ضغط الدم والطفح الجلدي وآلام البطن.

متى يجب رؤية الطبيب؟

يختلف التهاب الحلق العقدي عن التهاب الحلق العادي ويمكن أن يحدث الألم بسرعة كبيرة. ويُوصى بمراجعة الطبيب إذا لم يتحسن التهاب الحلق بعد أسبوع، أو عند المعاناة من ارتفاع في درجة الحرارة، أو الشعور بالحرارة والارتجاف.

يجب أيضًا على الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة مثل أولئك الذين يتلقون العلاج الكيميائي مراجعة الطبيب.

اظهار أخبار متعلقة

كيف تنتشر البكتيريا؟ 

تنتشر البكتيريا القاتلة من خلال قطرات السعال والعطس والتحدث والتلامس مع الآفات الجلدية المصابة. يمكن أن تنتقل من شخص لآخر عن طريق الاتصال الوثيق مثل التقبيل أو ملامسة الجلد.

وفي حالات نادرة، تنتشر من خلال الطعام الذي لم يتم التعامل معه بشكل صحيح. ومن المرجح أن تنتشر البكتيريا في الأماكن المزدحمة، مثل المدارس ودور الحضانة أو في المنزل إذا أصيب أحد أفراد الأسرة.

ويُنصح الأشخاص الذين يعانون من تقرحات الجلد القوباء بعدم مشاركة الفانيلات أو الملاءات أو المناشف مع الآخرين. ويجب أيضًا غسل الألعاب أو تنظيفها للمساعدة في منع انتشارها. كما يجب غسل الأيدي بشكل متكرر والسعال في منديل ورقي.

كيفية العلاج؟

تُعالج عدوى بكتيريا (Strep A) مثل الحمى القرمزية والقوباء بالمضادات الحيوية. بعد 24 ساعة كاملة من تناول المضادات الحيوية، يتم القضاء على العدوى.

يجب على أي شخص يعتقد أنه مصاب بمرض المكورات العقدية من المجموعة أ أن يطلب المساعدة الطبية على الفور، إذ قد يكون بحاجة إلى المضادات الحيوية والأدوية الأخرى والعناية الطبية المكثفة. ولايوجد لقاح متوفر لهذه البكتيريا القاتلة.

هل يمكن أن تقتل؟

تسبب معظم حالات بكتيريا (Strep A) مرضًا خفيفًا مثل التهاب الحلق، لكن في بعض الحالات ، يمكن أن تكون مهددة للحياة. وعادة ما تحتاج الأشكال الحادة من المرض إلى العلاج في المستشفى.

تاريخيًا، قتلت الحمى القرمزية حوالي 20 في المائة من الأشخاص المصابين بها.

وفي العصر الفيكتوري، بين عامي 1820 و 1880، كان هناك جائحة عالمي للحمى القرمزية. كما كان هناك العديد من الأوبئة الشديدة في أوروبا وأمريكا الشمالية.

ومنذ اكتشاف البنسلين في عام 1928 في مستشفى سانت ماري بلندن، بواسطة ألكسندر فليمنج، انخفض عدد الوفيات بشكل كبير. ويبلغ معدل الوفيات الآن أقل من واحد في المائة.

اقرأ أيضا:

لهذا السبب.. أدمغة البشر أصبحت أكبر من السابق

هل بعض الناس أكثر عرضة للإصابة؟ 

تنتشر بكتيريا (Strep A) خصوصًا عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 15 عامًا. كما أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا معرضون بشكل خاص للإصابة. ويكون الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة – مرضى الإيدز أو السرطان أو أي شخص خضع لعملية زرع أعضاء - معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بالبكتيريا,


كما أن الاتصال بشخص مصاب يزيد فرصة الإصابة بالبكتيريا.

هل تساعد الكمامة في منع الإصابة؟

كما هو الحال مع الفيروسات الأخرى التي تنتشر من خلال السعال والعطس، قد تشكل الكمامات عامل وقاية ضد العدوى. ومع ذلك، فإنها لن تستطيع منعها من خلال قنوات أخرى، مثل ملامسة الجلد للجلد. وكما هو الحال مع كوفيد – 19، فهي ليست طريقة مضمونة لوقف انتقال العدوى.

هل الإغلاق سبب تفشي Strep A؟

تتزايد بكتيريا (Strep A) جنبًا إلى جنب مع مجموعة من الفيروسات الأخرى في الشتاء، مثل الأنفلونزا بمستويات لم نشهدها منذ سنوات. ويعتقد بعض الخبراء أن عمليات الإغلاق إبان كوفيد – 19 تكون مسؤولة عن الارتفاع.

ويرجع ذلك إلى أن عمليات الإغلاق المتكررة وغسل اليدين وارتداء الأقنعة وإغلاق المدارس في عام 2020 وأوائل عام 2021 حدت من تعرض البريطانيين لمجموعة من مسببات الأمراض الموسمية التي كانوا سيصطادونها عادةً.

ويعتقد الخبراء أن هذا يجعل جهاز المناعة لدى كبار السن أضعف نسبيًا، ويمكن أن يؤدي إلى ارتفاع في عدد حالات الإصابة، فيما يُطلق عليه اسم "ديون المناعة"، والذي يعتقد أيضًا أنه يقف وراء "التهاب الكبد الحاد مجهول المصدر" الذي ظهر في وقت سابق من هذا العام، وتسبب في أكثر من 150 حالة إصابة غامضة على مستوى العالم في أكثر من 12 دولة.

واكتشف في النهاية أن سبب تفشي المرض هو خلل يسمى الفيروس المرتبط بالغدة 2 (AAV2)، وهذا الفيروس غالبًا ما يصاحب مرضًا يشبه الأنفلونزا الفيروس الغدي. لكن بعض الخبراء يعتقدون أن عمليات الإغلاق ربما ساهمت في ذلك. وقالوا إن القيود الوبائية ربما أضعفت مناعة الأطفال بسبب انخفاض الاختلاط الاجتماعي، مما جعلهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس الغدي، مما يعني أن الفيروسات الغدية "الطبيعية" يمكن أن تسبب أيضًا نتائج خطيرة.