الحزن والبكاء وفقدان الاهتمام بالهوايات هي أبرز أعراض الاكتئاب، لكن هناك ثلاثة أعراض أخرى أقل شيوعًا يجب أن تكون على دراية بها.

ويكتسب الأمر أهمية بالنظر إلى أن حوالي واحد من كل 10 أشخاص يعاني من الاكتئاب على مدار حياته.

ويؤثر الاكتئاب على الأشخاص من جميع الأجناس والأعمار - بما فيهم الأطفال - ويمكن أن تظهر الأعراض بشكل مختلف من شخص لآخر.

وكشفت الدكتورة رينا، الطبيبة النفسية لصحيفة "ذا صن" عن بعض الأعراض غير الشائعة التي قد تساعد على اكتشاف الإصابة بالاكتئاب بين أحد أفراد أسرتك.

-زيادة الإنتاجية

بينما يرتبط الاكتئاب عمومًا بانخفاض الحافز والإنتاجية، فقد يعاني بعض الأشخاص من التأثير المعاكس.

قالت الدكتورة رينا: "قد يلقون بأنفسهم في العمل أو المشاريع أو الأنشطة الأخرى كطريقة لإلهاء أنفسهم عن آلامهم العاطفية الكامنة. هذا التركيز المفرط على الإنجاز يمكن أن يكون وسيلة للهروب من الأفكار والعواطف السلبية مؤقتًا".

لذا نصحت الطبيبة النفسية بضرورة الانتباه إلى ما إذا كانت زيادة الإنتاجية مدفوعة بالوفاء الحقيقي، أو ما إذا كان ذلك لتجنب معالجة المشكلات الأساسية.

وأوضحت قائلة: "شجع من تحب على الحفاظ على توازن صحي بين العمل والحياة وطلب الدعم إذا لزم الأمر".

- الدعابة غير اللائقة

يستخدم الكثير منا الفكاهة في التعامل مع المواقف العصيبة، إلا أن الإفراط في المزاح غالبًا ما تكون وسيلة للسخرية من جانب الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب عن مشاعرهم الحقيقية.

قد يكون من الصعب التفريق بين الدعابة الحقيقية والصراخ طلبًا للمساعدة، لذلك من المهم ملاحظة الأنماط والتغييرات في السلوك.

وأضافت الطبيبة النفسية: "إذا كنت تشك في أن شخصًا ما قد يستخدم الدعابة لإخفاء اكتئابه، فعبّر بلطف عن قلقك ووفر مساحة آمنة له للانفتاح".

- حساسية غير عادية للنقد

بينما يميل الأشخاص المصابون بالاكتئاب إلى الانتقاص من الذات، فإنهم أيضًا أكثر حساسية تجاه النقد من الآخرين. قد يتفاعلون أيضًا بقوة مع ما يعتقدون أنه نقد - حتى لو كان بناءً أو حسن النية.

وقالت الدكتورة رينا: "يمكن أن تنبع هذه الحساسية من زيادة الشك الذاتي والتصور السلبي عن أنفسهم". وشددت على أنه "من المهم أن تكون على دراية بكيفية تقديم الملاحظات وتقديم الدعم والتفهم عندما يعبرون عن شعورهم بالأذى من النقد".

اقرأ أيضا:

تخيرتها جميلة ففوجئت بقبحها.. كيف نخدع أنفسنا ونفشل في الاختيار؟

الأعراض الشائعة الأخرى التي يجب البحث عنها

وفقُا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية ببريطانيا، فإن هناك العديد من أعراض الاكتئاب، كلما زادت احتمالية الإصابة به.

وفيما يلي أعراض الاكتئاب الأخرى، وفقًا للمعهد الوطني للصحة العقلية ببريطانيا:

-المزاج الحزين أو القلق المستمر.
-مشاعر اليأس أو التشاؤم.
-التهيج.
-الشعور بالذنب أو انعدام القيمة أو العجز.
-فقدان الاهتمام أو الاستمتاع بالهوايات والأنشطة.
-قلة الطاقة أو التعب.
-التحرك أو التحدث ببطء أكثر.
-الشعور بالضيق أو صعوبة الجلوس.
-صعوبة التركيز أو التذكر أو اتخاذ القرارات.
-صعوبة النوم أو الاستيقاظ في الصباح الباكر أو الإفراط في النوم.
-تغيرات في الشهية و/ أو الوزن.
-خواطر موت أو انتحار أو محاولات انتحار
-أوجاع أو آلام أو صداع أو تقلصات أو مشاكل في الجهاز الهضمي بدون سبب جسدي واضح و/ أو لا تخف حتى مع العلاج

نصائح حول كيفية مساعدة أحد أفراد الأسرة

يصعب أحيانًا معرفة كيفية مساعدة شخص يعاني من الاكتئاب، إذا كنت تعتقد أن شخصًا ما تحبه يعاني من مزاج متدني، حاول التحدث معه حول هذا الموضوع، كما تنصح الدكتورة رينا.

وقالت: "من المهم التعامل مع المحادثة بحساسية وتعاطف".

وفيما يلي أفضل الطرق لدعم الشخص الذي يعاني من الاكتئاب، بحسب الدكتورة رينا:

- مساحة آمنة:

من المهم أن تحقق من صحة مشاعر وتجارب من تحب، حتى يشعر أنه ليس بمفرده. ونصحت الدكتورة رينا: "شجع الحوار المفتوح واجعله يعرف أنك موجود للاستماع دون حكم أو نقد".

- ثقف نفسك:

يمكنك قراءة المزيد عن الاكتئاب لفهم ما قد يمر به شخص عزيز عليك بشكل أفضل. وأوضحت الطبيبة النفسية: "يمكن أن يساعدك ذلك في تقديم دعم مستنير وتقليل وصمة العار".

. شجع على طلب المساعدة:

تنصح الدكتورة رينا، قائلة: "حاول إقناعه بطلب المساعدة من مقدم خدمات الصحة العقلية (...) اعرض المساعدة في العثور على الموارد أو تحديد المواعيد أو مرافقته في جلسات العلاج إذا لزم الأمر".

-ادعم العادات الصحية:

شجع من تحب على الانخراط في الأنشطة التي يستمتع بها، والحفاظ على نظام غذائي متوازن، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وممارسة الرعاية الذاتية.

يمكنك حتى محاولة عرض مشاركته في هذه الأنشطة لمنحه المزيد من الدعم.

-الاتصال المنتظم:

ابق على اتصال مع من يعاني من الاكتئاب بشكل منتظم، مع تقديم الدعم له، وتذكيره بأنه ليس وحده، كما تنصح الدكتورة رينا.