حينما تكون الصورة بألف كلمة.. الراحمون يرحمهم الرحمن

بقلم | فريق التحرير | الثلاثاء 24 اكتوبر 2023 - 11:49 م

من الصفات التى دعا لها الاسلام صفة الرحمة وهي ليست كلمة تقال ولا مظهرا عاريا من المضمون.. الرحمة ليست خطبة جمعة ولا محاضرة عليمة ولا رسائل بين الأصدقاء لكنها خلق أصيل متربع في قلوب الراحمين...

الرحمة صفة إنسانية:

الرحمة طبع وجبلة الرحمة صفة أصيلة من يرحم ومن يعتاد أن يرحم قد لا يتصور العيش بدونه كل همه الرحمة بالآخرين يشعر بآلامهم ويحس بأوجاعهم يتقلب بالليل وهو يتألم بحال من لم يستطيع نجدتهم ولام يقر على الوفاء بطلباتهم ..

ولقد بلغت الرحمة منزلة عظيمة جدا فالإسلام الذي هو دين الرحمة حتى بين الله أن من يَرحَم يُرحم وأن الراحمين يرحمهم الله آمرًا بالتراحم بين الناس جميعًا ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء..

وتظهر أهمية صفة لرحمة كونها صفة أصيلة لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم انظر إليه وهو يقول إنما أنا رحمة مهداة.

مفهوم الرحمة في الإسلام:
ولقد بين الرسول المراد بالرحمة وانها صفة إنسانية ولا ينبغي أن تفوت مسلم فضلا على أي إنسان آخر فهي جماع الخير .. بين مفهومها للصحابة حين قال أحدهم : فقالوا: يا رسولَ اللهِ كلُّنا رَحِيمٌ، فقال لهم الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم وهو يوجه ويصحح:(إنَّهُ ليس بِرَحْمَةِ أَحَدِكُمْ صاحبَهُ، ولَكِنَّها رَحْمَةُ العَامَّةِ)، فكم من الناس تجده رحيما عطوفا بأهل بيته وأقربائه، وإذا خرج إلى الناس خرج بوجه عبوس يَنهر ويَسُب ويَشتِم ويلعن المارين، وكذلك العكس صحيح.. من الناي من يرحم نم يعرف ويقسوا على من يجهل من يعطف على معارفه وذوي قرابته ويعنف غيرهم بل إن فينا من لا يرحم حتى أقاربه والأدهى من لا يرحم نفسه ويعرضها لسخط الله تعالى بارتكاب ما حرم الله.

ومن براعة الإسلام وسبقه فقد دعا للتخلق بهذا الخلق الجميل ولم يقصره على إنسان دون إنسان لكنها رحمة العامة وهي لرحمة بالناس جميعا دون تفرقة.. ولم يقتصر مفهوم الرحمة في الإسلام على الإنسان بل تعدى للحيوان والنباتات وغير ذبك من الكائنات ألا نرهقها ولا نكلفها فوق الطاقة ولا نستخدمها إلا في الغرض الذي يصلح لها ..

الرحمة بالحيوانات:

ومن رحمته بالحيوانات قصة الجمل فعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال: (أردفني (حملني) رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خلفه، فأسر إليَّ حديثاً لا أخبر به أحداً أبدا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب ما استتر به في حاجته هدف أو حائش نخل (مجموعة)، فدخل يوما حائطاً (بستانا) من حيطان الأنصار، فإذا جمل قد أتاه فجرجر وذرفت عيناه، قال بَهْز وعفان: فلما رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم حَنَّ وذرفت عيناه، فمسح رسول الله لى الله عليه وسلم سَرَاته وذِفْراه (ظهره وأذنيه) فسكن، فقال: من صاحب الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال: هو لي يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: أما تتقى الله في هذه البهيمة التي ملككها الله، إنه شكا إلىَّ أنك تجيعه وتدئبه (تتعبه)) رواه أبو داود وصححه الألباني

ومن رحمته بالنباتات أن رتب على سقيها ورعايتها أجرا عظيما فيأكل من إنسان أو طير مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْساً إلاَّ كانَ مَا أُكِلَ مِنْهُ لهُ صَدَقَةً، وَمَا سُرِقَ مِنْه لَه صدقَةً، وَلاَ يرْزؤه أَحَدٌ إلاَّ كَانَ لَهُ صَدَقَةً رواه مسلم.

الرحمة من صفات أهل الإيمان:

وهذه الصورة التي معنا والتي جسدت بما لا يدع مجالا للشك معنى الرحمة التي نحتاجها اليوم ولا غنى لنا عنها لنخفف عن بعضنا أعباء الحياة ويرحم بعضنا على بعض ويعطف بعضنا على بعض ويرأف بعضنا ببعض هذه هي الرحمة التي أردها الإسلام والتي هي دليل إيمانك النبي يقول صلى الله عليه وسلم:(لَنْ تُؤْمِنُوا حتى تراحمُوا)، ويقول أيضا: (لَيسَ مِنّا مَن لم يَرحَمْ صَغيرَنا ويَعرِفْ حَقَّ كَبيرِنا).