أخبار

لهذا السبب.. أدمغة البشر أصبحت أكبر من السابق

مفاجأة حول الاستحمام يوميًا.. ليس له أي فائدة صحية حقيقية!

مظلوم في البيت والعمل ومع الناس؟.. روشتة نبوية تدخلك الجنة

الزم المروءة لنجاتك في الدنيا والتقوى للنجاة في الآخرة

هل يؤاخذنا الله بما استقر في النفوس؟ ولم نترجمه إلى أفعال؟ (الشعراوي يجيب)

3حقوق لو فعلتها لوجدت الله عندك يفتح لك أبواب كل شيء

ما هي حقوق الزوج بعد اكتشافه مرض زوجته؟

مسح الرسول على وجهه.. فكان يضيء في البيت المظلم

حسن الظن بالله سفينة النجاة في بحر الظلمات.. تعرف على صوره

هل الإنسان ظلم نفسه بتحمل الأمانة من الله؟.. تعرف على المفهوم الصحيح للآية

د. عمرو خالد يكتب: رسالة لكل محبط أو مكتئب من الأحداث.. ورد قرآني عظيم لكل من يشك في إرادة الله

بقلم | د. عمرو خالد | الجمعة 10 نوفمبر 2023 - 10:25 ص

تعتصر قلوبنا ألمًا وحزنًا إزاء ما يتعرض له أهلنا في فلسطين من عدوان متواصل، حصد ولا زال يحصد أرواح الآلاف من أشقائنا الفلسطينيين، لكن ما حصل فجر مشاعر إيمانية متباينة بين أناس ازدادوا ثباتًا في إيمانهم، وآخرين اهتز إيمانهم من هول العدوان الغاشم الذي لم يفرق بين طفل أو شيخ أو امرأة، متسائلين عن الحكمة من ذلك؟!

غير أن القرآن لم يدع الفرصة للشيطان حتى يدب روح اليأس والإحباط في قلوب المؤمنين، وهم يرون تلك الدماء الطاهرة تسيل على الأرض، فضلاً عما أحدثه المعتدون من فساد وتخريب أحال ديارهم إلى أطلال متهالكة جراء القصف البربري المتواصل على مدار الساعة في الليل والنهار.

فقد عالج القرآن وقائع مشابهة لما نعيشه الآن حدثت قبل آلاف السنين، من أجل أن يبدد الحيرة والاضطراب الذي أصاب بعضنا وجعل عقله مشوشًا، وحتى نستلهم الدروس والعظات والعبر، ونثبت على إيماننا وثقتنا في وعد ونصر الله الذي لايخلفه أبدًا.

وهذا هو الدليل من كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فقد نزلت سورة البروج في وقت كان فيه المسلمون يمرون بحالة من الضعف والهوان ويتعرضون للإيذاء الشديد في مكة قبل الهجرة إلى المدينة.

نزلت بعد أن قتل "أبوجهل" السيدة سمية زوجة في موضع عفتها، وسط اضطهاد وتنكيل شديدين يتعرض له الصحابة على يد رجال قريش، حتى إن عبد الله خباب بن الأرت ذهب إلى رسول الله ﷺ وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقال له: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟، فقال: قد كان مَن قبلكم يُؤخذ الرجل فيُحفر له في الأرض، فيُجعل فيها، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه، واللهِ ليتمنّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئبَ على غنمه، ولكنكم تستعجلون.

نزلت سورة "البروج" وهي تحمل في طياتها الإجابة على كل التساؤلات التي تعصف بأذهان الصحابة وقتذاك، حول لماذا يتعرضون لكل هذا الأذى؟، ولماذا لم يأتهم الله بالمدد من السماء ليدفع عنهم الأذى الشديد، وليس هم فقط وحسب، بل وكذلك لتجيب عن تساؤلاتنا في هذه الأيام، حتى لانفقد إيماننا.

فقد تناولت السورة ثلاث معارك، وإن اتفقت في المقدمة، لكنها اختلفت في النهاية؛ ‏الأولى في قوله: قُتل أصحاب الأخدود. ‏والثانية في قوله: هل أتاك حديث الجنود (فرعون)، ‏والثالثة في قوله: وثمود. ‏ففي المشاهد الثلاثة: قلة مستضعفة تحمل الحق يصارعها باطل قادر قوي مهيمن قاهر. ‏وفي المشاهد الثلاثة: يتجمع أهل الحق في كفة، وأهل الباطل في كفة ولكن النهايات مختلفة تمامًا.

السورة تقول لنا: سلموا لاختيار الله، الذي وعد بنصر المؤمنين في الدنيا والآخرة، لكنه وحده هو الذي يختار التوقيت والطريقة لذلك.

افهم عن الله.. كيف يدير ملكه الملك لله وحده، لذلك ستجد قوله في السورة: "فعال لما يريد".

الملك لله وحده، لذلك يقول في السورة: "الذي له ملك السوات والأرض"، ويقول أيضًا: "إن بطش ربك لشديد إنه هو يبدئ ويعيد".

نحن عبيد لله وهو سبحانه مالك الملك، وعد بنصر عباده، لكنه وضع ثلاثة طرق للنصر، فثق بالله وجدد إيمانك وشد عزيمتك "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين".
السورة تروي كيف أن أصحاب الأخدود احترقوا في الخندق وفنوا عن بكرة أبيهم، لأنهم آمنوا بالله، وأصحاب موسى – عليه السلام - انتصروا لكن بعد أن تصاعدت الأحداث تصاعدًا منطقيًا، ‏وأصحاب صالح – عليه السلام - انتصروا لكن بعد معجزة غيرت سير الأحداث في لحظة كانت متوقعة ومنتظرة.

تصف السورة الشهود على هذه المحرقة، "والسماء ذات البروج (عيون شاهدة) واليوم الموعود (يوم القيامة) وشاهد ومشهود (السماوات والأرض والنجوم والمجرات ويقوم القيامة)، كل هؤلاء كانوا شهداء على الجريمة التي ارتكبت بحق المؤمنين بالله، وكذا على صدقهم، كما أن من فعلوا ذلك ستشهد عليهم أيديهم وألسنتهم وكل ما في الكون يوم القيامة.
لم تنته قصة أصحاب الأخدود عند هذا الحد، حتى وإن كانت تلك نتيجتها في الدنيا، لكن العبرة بالخواتيم، والخاتمة الحقيقية هنا يوم القيامة، فكما أن هناك نصرًا في الدنيا، فإن هناك كذلك نصر في الآخرة، وهو انتصار أعظم بلاشك، فأين إيمانكم بعدل الله في الآخرة؟!

فأصحاب الأخدود وإن لم ينتصروا في الدنيا، لكنهم سينتصرون حتمًا في الآخرة، وكأن الله تعالى يقول لنا الآن: انظروا إلى يوم القيامة، ولاتنظروا فقط إلى العاجلة، "إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق"؛ فالجزاء من صنف العمل.

والويل لمن هدم على الناس بيوتهم وأذاهم، ويوم القيامة، هو يوم النصر الأكبر للمؤمنين وليس في الدنيا، "إن الين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير".

علينا أن نعي هذا الدرس القرآني العظيم، وأن نتيقن في عدل الله وحكمه، فالنهايات هذه يختارها الله لسنا نحن من يختار، لكن ‏المهم أن نبقى ثابتين على الحق، ثم ليقض فينا ما يشاء، فالملك لله وحده، سبحانه فعال لما يريد، له ملك السماوات والأرض.

الكلمات المفتاحية

عمرو خالد سورة البروج أحداث فلسطين غزة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled تعتصر قلوبنا ألمًا وحزنًا إزاء ما يتعرض له أهلنا في فلسطين من عدوان متواصل، حصد ولا زال يحصد أرواح الآلاف من أشقائنا الفلسطينيين، لكن ما حصل فجر مشاعر