وتضيف إذا شعرت بنقص في هذه المشاعر، أصابتها الحيرة وتسللت إليها مشاعر الوحدة والغربة داخل بيتها. يعد هذا الأمر ميزة وفي نفس الوقت يراه البعض عيباً. بمعني أننا يمكننا استنباط سبب كون المرأة والأم مصدر الأمان والسكينة والاستقرار داخل البيوت، لأن ذلك بسبب حبها الشديد لتلك المشاعر وأنها تقدر قيمتها وتأثيرها الإيجابي على النفس البشرية. فنجدها تعطيها لمن حولها من أحباء وأبناء وأصدقاء بكل تلقائية وتتوقعها منهم أيضا بكل تلقائية. في حين أن الله سبحانه وتعالي إذا خلق المرأة على نفس القدر من العملية لدى الرجال، لاختفى الدفء من البيوت واستوحش المجتمع كله. 

وتوضح ان الذي يرى أن عاطفة المرأة عيباً هو الرجل الذي لم يقدر على احتوائها ولم يستطع فهم مشاعرها الرقيقة، فشعر بالإرهاق ولم يلتفت إلا للمجهود المبذول في إشعارها بالأمان والسكون، فاستسلم وفقد الأمل. فكانت النتيجة هي انشغال الأزواج بكسب العيش والترويح عن النفس فقط. في حين أنهم إذا نظروا إلى سيرة نبينا الحبيب سيدنا محمد (ص) لوجدوا أنه كان - صلي الله عليه وسلم – في خدمة أهله دائماً، وكان أحرص البشر علي إظهار المودة والرحمة في كافة تعاملاته وأبلغهم في التعبير عن الحب لكل أصناف البشر وأصحاب الطبائع المختلفة.

ولهذا أوجه نصيحتي للأخت السائلة بأن تصبر على زوجها وأن تحاول التحدث معه بأسلوب ودود وهادئ وأن تستقطب اهتمامه بطريقة غير مباشرة وبعيدة عن الانتقاد والتهكم والسخرية لما لهم من وقع نفسي سيئ علي الزوج. بالإضافة إلى الاهتمام بشئونها الخاصة وأن تشغل وقتها بما ينفعها وينفع المجتمع والأبناء إن وجد. فإنه على قدر انشغالك بنفسك ورعايتك لها، جاء قدر اهتمام زوجك بك والتفافه نحوك وانشغاله بأمرك.