تبين د. مروة عبد الحميد استشاري العلاقات الاسرية والتربوية ان شهر رمضان الكريم هو شهر الرحمة والعتق والغفران، ينكب فيه المسلمون على العبادة والتقرب لله عز وجل بكل السبل الممكنة حتى ننال رضا الله ونفرح بتوبته علينا. وتعد المرأة المتزوجة – خاصة وإن كانت أماً – أمام تحدي كبير وهو تنظيم الوقت وترتيب الأولويات في حياتها، بحيث تؤدي عباداتها بالشكل المناسب وكذا رعاية مسئوليات بيتها وزوجها.
وتضيف ان هذا الأمر ليس بالهيّن أبداً وله ثمن كبير لابد أن يدفع من رصيد الحب والمودة بين الزوجين. فمن الطبيعي جداً أن يعاون الزوج زوجته على أداء العبادات وهي أيضا عليها أن تشد أزره وتشجعه على العبادة سوياً في رمضان، ويعد هذا من الأسباب الرئيسية في نجاح الزواج وزيادة القرب بين الزوجين نفسياً وروحياً. يتبقى أمراً بالغ الأهمية وهو أن الإنسان العادي بطبيعة الحال قد يفقد التوازن بين العبادات وبين باقي المسئوليات الموكلة إليه وهو ما يسمي بالخلل في ترتيب الأولويات.
ينتج عن هذا الخلل اضطراب واضح في أسلوب الحياة وهو ما يؤثر بشكل مباشر على أفراد الأسرة والمحيطين.
وتستطرد انه كما هو حال الأخ السائل، أوجه له نصيحتي بأن يلتمس لزوجته عذراً وألا يمل من لفت نظرها وبأن يتودد إليها بما تحب من قول عمل وأن يدعو لها بالمزيد من الهدي. كما أنه عليه أن ينصحها بالحسني وأن يبلغها أن في اهتمامها بك طاعة لله عز وجل وتقوي لله.
وتؤكد ان هذا هو الغرض من الصيام في المقام الأول، فكما قال الله تعالي في كتابه الكريم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ". فالوصول لتقوي الله عز وجل في كل قول وعمل هو الغرض من صوم شهر رمضان الكريم. وتكون التقوى مع الله بالإحسان في أداء العبادات ومع الناس والأهل والأقربون بكف الأذى عنهم والإحسان لهم في حقوقهم.