ما الصلة بين الدورة الشهرية للمرأة والقمر؟.. دراسة تكشف تفاصيل مثيرة

بقلم | فريق التحرير: | الخميس 18 ابريل 2024 - 12:27 ص

لطالما كان هناك ارتباط بين الدورة القمرية والدورة الشهرية على مر العصور.

ويعود ذلك إلى الثقافة اليونانية القديمة حيث اشتقت كلمة "الحيض" (mensis) والتي تعني الشهر من الكلمة اللاتينية واليونانية (القمر الذي يسمى "mene" في اليونانية القديمة).

ويعتقد الأطباء في اليونان القديمة، أن النساء أكثر قوة عقليًا وروحيًا خلال فترة الحيض لأنها تحدث عادةً أثناء اكتمال القمر.

في حين تُعرف الدورة الشهرية في ثقافات السكان الأصليين باسم "وقت القمر"، حيث تستريح النساء في المنزل ويتأملن تجاربهن.

لكن دراسة جديدة كشفت رسميًا عن وجود ارتباط جوهري بين الدورة القمرية والدورة الشهرية.

وحلل باحثون من فرنسا والولايات المتحدة، بيانات الدورة الشهرية من 3 آلاف و296 امرأة أوروبية و721 امرأة من أمريكا الشمالية، لمعرفة ما إذا كانت تواريخ الدورة الشهرية لديهن تقع في دورات قمرية محددة.

ووجد الفريق، أن النساء في أمريكا الشمالية يبدأن دورتهن الشهرية في كثير من الأحيان عندما يكون القمر مكتملاً، بينما تبدأ الأوروبيات دورتهن الشهرية وقت الهلال المتزايد.

الدورة الشهرية والساعة الداخلية للمرأة

ويعتقد الباحثون، أن المزامنة قد تنبع من النتائج الجديدة التي توصلوا إليها والتي تفيد بأن الدورة الشهرية تحكمها الساعة الداخلية للمرأة، والتي يمكن أن تتأثر بالدورة القمرية.

وتتحكم الساعة في إيقاع الجسم اليومي (أو "الإيقاع اليومي") في دورة مدتها 24 ساعة، المسؤول عن إيقاظ الجسم في الصباح وضمان حصوله على راحة جيدة أثناء الليل.

ولوحظ أيضًا أن الساعة الداخلية يمكن أن تتأثر بالدورة القمرية التي يمكن أن تتسبب في فقدان الناس للنوم، ويرتبط اضطراب إيقاعات الساعة البيولوجية بالاضطرابات في وظيفة الدورة الشهرية.

وقال عالم الأعصاب كلود جرونفييه، من جامعة ليون في فرنسا، لـ "بي بي سي ساينس فوكس": "يغير هذا كيفية معايرة ساعتنا الداخلية، لذلك إذا طالت الدورة، لأي سبب من الأسباب، فإن هذه العملية القائمة على الساعة تتكيف لتقصيرها بسرعة".

ووجد الباحثون أنه عندما يحدث هذا، فإنه يخلق شيئًا يسمى "قفزات الطور"، عندما تصبح الساعة البيولوجية غير متزامنة بسبب القمر المتنامي، وتحاول التصحيح الذاتي من خلال المضي قدمًا إلى الحالة المستقرة التالية للجسم.

وتُعرف القفزة المرحلية أيضًا باسم "التنسيق النسبي" الذي يحدث في الساعات البيولوجية مثل الشعور بالإرهاق وعدم التزامن الذي تشعر به عند السفر عبر المناطق الزمنية.

ونظر الباحثون في بيانات الدورة الشهرية لأكثر من 7 آلاف امرأة عبر قارتين.

وفي بعض الأحيان، يمكن أن يحدث القياس مرتين في كل دورة قمرية عندما تكون الرحلات في ذروتها، وقتما تكون الشمس والأرض والقمر في محاذاة بعض، وأثناء ظهور القمر الجديد أو اكتمال القمر.

تزامن دورات الحيض بشكل متقطع مع الدورة القمرية

وأشار الفريق إلى أن الأبحاث السابقة أظهرت أن دورات الحيض للنساء التي تزيد مدتها عن 27 يومًا كانت متزامنة بشكل متقطع مع الدورة القمرية.

وقالوا: "يؤكد عملنا ويوسع كلاً من الطبيعة التذبذبية للدورة الشهرية وإمكانية التزامن في مراحل مختلفة في مجموعتين كبيرتين من البيانات المشتركة في الدراسة".

وأضافوا: "ربما يكن (النساء) قد طورن ساعة داخلية بفترة قريبة من فترة الدورة القمرية في الوقت الذي واجهن فيه المد والجزر"، بحسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل".

وقالت الدراسة: "بعد ذلك، خلال ملايين السنين من تطور الإنسان، ربما كان هذا الإيقاع نشطًا، وربما مرتبطًا بدورة ضوء الليل القمري. وربما سمح هذا بالتزامن النسبي لدورات النساء اللواتي يعشن معًا".

وقال جرونفييه: "هناك الكثير من العمل الذي ينتظرنا، ونأمل أن يشرع زملاؤنا معنا في ما يمكن أن يكون مجالًا مستقبليًا لطب الساعة البيولوجية".

وتابعت الدراسة: "إذا تم تأكيد وجود ساعة داخلية تتحكم في الدورة الشهرية في دراسات أخرى، فإن العلاج الطبي لاضطرابات التبويض يمكن أن يستخدم الأساليب البيولوجية الزمنية التي أثبتت نجاحها في علاج السرطان، واضطرابات النوم والإيقاع اليومي، والاكتئاب".