توصلت دراسة حديثة إلى أن تناول حبة أسبرين في اليوم يمكن أن "تسلح" أجزاء من جهاز المناعة في الجسم لمساعدتها على تدمير خلايا سرطان الأمعاء.
وأظهرت الأبحاث السابقة، أن استخدام الأسبرين على المدى الطويل يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان الأمعاء، مما يوقف تطوره وتطوره، لكن العلماء لم يكونوا متأكدين من السبب.
لكن الدراسة الأخيرة التي نشرت في مجلة السرطان، أظهرت أن مسكن الألم الشهير يمكن أن يكون له تأثير وقائي ضد السرطان عن طريق تعزيز أجزاء معينة من الاستجابة المناعية للجسم ضد الخلايا السرطانية.
وينتمي الأسبرين، المعروف أيضًا باسم حمض أسيتيل الساليسيليك، إلى مجموعة من الأدوية تسمى مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs).
ويستخدم تناوله لتخفيف الألم لمن عمره أكثر من 16 عامًا، ويمكن أيضًا وصف جرعة يومية منخفضة منه للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية، لأن الدواء يجعل الدم أقل "لزوجة" وعرضة للتجلط. لكن لابد أن يكون ذلك بإشراف الطبيب.
وفي حين حذرت دراسات سابقة من أن الاستخدام المتكرر للأسبرين يمكن أن يسبب نزيفًا داخليًا لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، فقد تم ربط تناوله بانخفاض خطر الإصابة بسرطان المعدة والمريء والأمعاء والفم.
وقال باحثون من مستشفى جامعة بادوفا: "إن تأثير الأسبرين على الوقاية الكيماوية من سرطان القولون والمستقيم لا يتم من خلال هذه الآلية الفردية فحسب، بل من خلال عدة آليات مترابطة، غير معروفة في الغالب حاليًا".
وحصل الباحثون الإيطاليون الذين أجروا الدراسة الأخيرة حول الأسبرين ومخاطر الإصابة بسرطان الأمعاء، على عينات أنسجة من 238 مريضًا خضعوا لعملية جراحية في المستشفى بسبب المرض بين عامي 2015 و2019.
ووكان 31 (12%) من هؤلاء المرضى "مستخدمين للأسبرين"، بدأوا بتناول جرعة منخفضة 100 ملج من الأسبرين قبل عام على الأقل من تشخيص سرطان الأمعاء لديهم، لتقليل خطر الإصابة بالأزمات القلبية أو السكتات الدماغية.
وأظهرت عينات من الذين يتناولون الأسبرين يوميًا أن سرطان الأمعاء لديهم ينتشر بشكل أقل في العقد الليمفاوية. وكان هناك أيضًا تركيز أعلى للخلايا المناعية في الأورام، مقارنة بعينات المرضى الذين لم يتناولوا الأسبرين.
وقام الباحثون أيضًا بتحليل كيفية استجابة خلايا سرطان الأمعاء للأسبرين في المختبر.
ووجدوا أن تعريض الخلايا للأسبرين تسبب في زيادة التعبير عن بروتين يسمى CD80 على بعض الخلايا المناعية، مما عزز قدرتها على تنبيه الخلايا المناعية الأخرى لوجود البروتينات المرتبطة بالأورام.
وحصل الباحثون على نتائج مماثلة في المرضى الذين يعانون من سرطان المستقيم، مما يدعم نتائجهم.
وكان لدى مستخدمي الأسبرين المصابين بسرطان المستقيم تعبير CD80 أعلى في أنسجة المستقيم السليمة، مما يشير إلى أن الأسبرين يمكن أن يعزز قدرات مراقبة السرطان في الجهاز المناعي.
وقال الباحث الرئيس ماركو سكاربا من جامعة بادوفا: "تظهر دراستنا آلية تكميلية للوقاية من السرطان أو العلاج بالأسبرين إلى جانب آلية الدواء الكلاسيكية التي تنطوي على تثبيط الالتهاب".
وأوضح: "يتم امتصاص الأسبرين في القولون عن طريق الانتشار السلبي بدرجة كبيرة".
لكنه أشار إلى أن كمية الأسبرين التي يتم امتصاصها "تعتمد على التركيز على طول الأمعاء".
وأضاف الدكتور سكاربا: "في المستقيم، يمكن أن يكون تركيز الأسبرين الذي يتم تناوله عن طريق الفم أقل بكثير منه في بقية القولون، وبالتالي، إذا أردنا الاستفادة من آثاره ضد سرطان القولون والمستقيم، فيجب أن نفكر في كيفية ضمان وصول الأسبرين إلى القناة القولونية والمستقيم بجرعات كافية ليكون فعالاً".
وأظهرت الأبحاث أيضًا أن الاستخدام المتكرر للأسبرين يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بسرطان المبيض.
لكن دراسة أخرى نشرت العام الماضي أشارت إلى أن تناول الأسبرين بانتظام دون إشراف الطبيب يمكن أن يزيد أيضًا من خطر الإصابة بفقر الدم، خاصة لمن هم في عمر 65 عامًا أو أكبر.
يمكن أن يسبب الأسبرين آثارًا جانبية لبعض الأشخاص. وفقًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية ببريطانيا، فإن واحدًا من كل 100 شخص يتناول الأسبرين لتخفيف الألم قد يتعرض لما يلي:
عسر الهضم الخفيف - تناول الأسبرين مع الطعام لمنع ذلك يجب مراجعة الطبيب في حال الاستمرارية
النزيف بسهولة أكبر من المعتاد – يجب توخي الحذر عند القيام بالأنشطة التي قد تؤدي إلى جروح أو إصابات
في حالات نادرة، يعاني الأشخاص من آثار جانبية خطيرة نتيجة تناول الأسبرين، تشمل:
السعال المصحوب بالدم أو اكتشاف دم في البول أو البراز أو القيء
تحول بياض العين إلى اللون الأصفر أو تحول لون البشرة إلى اللون الأصفر قد يكون هذا علامة على وجود مشاكل في الكبد
ألم في مفاصل اليدين والقدمين، وهذا يمكن أن يكون علامة على ارتفاع مستويات حمض البوليك في الدم
تورم اليدين أو القدمين – قد يكون هذا علامة على احتباس الماء
قد يؤدي استخدام الأسبرين أيضًا إلى حدوث قرحة في المعدة أو رد فعل تحسسي شديد يسمى الحساسية المفرطة.
لا يعطي الأسبرين أبدًا للأطفال دون سن 16 عامًا، إلا إذا وصفه الطبيب لهم.
للتأكد من أن الأسبرين كمسكن للألم آمن بالنسبة لك، يجب إخبار الطبيب أو الصيدلي إذا كنت:
هل سبق أن عانيت من حساسية تجاه الأسبرين أو مسكنات الألم المماثلة مثل الإيبوبروفين
هل سبق أن أصبت بقرحة في المعدة
المعاناة مؤخرًا من سكتة دماغية (على الرغم من أنه اعتمادًا على نوع السكتة الدماغية التي تعرضت لها، قد يوصي الطبيب بتناول جرعة منخفضة من الأسبرين لمنع الإصابة بسكتة دماغية أخرى)
المعاناة من ارتفاع ضغط الدم (ارتفاع ضغط الدم)
عسر الهضم
الإصابة بالربو أو أمراض الرئة
هل سبق لك أن واجهت مشكلة تخثر الدم
مشاكل في الكبد أو الكلى
المعاناة من النقرس - يمكن أن يزداد الأمر سوءًا بالنسبة لبعض الأشخاص الذين يتناولون الأسبرين
- دورات شهرية غزيرة - يمكن أن تصبح أثقل مع الأسبرين
الحمل أو محاولة الحمل أو الرضاعة