مع احتوائها على مستويات عالية جدًا من الكافيين والسكر والمواد المضافة، هل يمكن لمشروبات الطاقة أن تتسبب الإصابة بالصلع؟
الجواب هو نعم، بحسب جراح زراعة الشعر التركي الدكتور عبدالعزيز بلوي، الذي قال إنه يحذر مرضاه من الإقلاع عن المشروبات نهائيا.
ويحتوي الكثير من مشروبات الطاقة على مكونات مهمة لنمو الشعر، بما فيها الفيتامينات والمعادن، لكن في حالة وجود "الكثير من الأشياء الجيدة"، قال إن استهلاك كميات زائدة منها يمكن أن يكون له تأثير معاكس.
وقال الدكتور بلوي الذي يدير مركزًا لزراعة الشعر في اسطنبول: "على الرغم من أن مشروبات الطاقة هذه قد تكون جيدة عند تناولها باعتدال، إلا أن الإفراط فيها قد يسبب خطرًا أكبر لتساقط الشعر بشكل مباشر أو يؤثر على الصحة العامة".
الإفراط في تناول مشروبات الطاقة
وأضاف، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل": "إن الإفراط في تناول مشروبات الطاقة يعد عاملاً مؤهبًا لتسمم بعض العناصر مثل الكافيين والسيلينيوم".
وتابع: "إن السيلينيوم وفيتامين أ سامان للشعر عند تناولهما بجرعات عالية ويمكن أن يكونا أيضًا سببًا لداء الثعلبة، وهو مرض يستهدف فيه الجهاز المناعي عن طريق الخطأ خلايا الشعر مما يعني تساقطها على شكل بقع".
ويمكن أن تحتوي بعض مشروبات الطاقة على 113% من الكمية الموصى بها من فيتامين أ و100% من السيلينيوم.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تحتوي بعض المشروبات الشهيرة على ما يصل إلى 150 ملجم من الكافيين، أي ضعف الكمية الموجودة في القهوة السوداء تقريبًا.
وفي حين أن المستويات المعتدلة من الكافيين يمكن أن تعزز نمو الشعر، إلا أن الدكتور بلوي قال إن تناول الكثير منه يمكن أن يؤدي إلى زيادة التوتر واختلال التوازن الهرموني الذي يمكن أن يؤدي إلى تلف بصيلات الشعر.
لذلك، فإن شرب علب متعددة أو تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي أيضًا على هذه المواد في غضون فترة قصيرة، يمكن أن يتسبب في استهلاك الشخص لكميات كبيرة منه، مما يجعله يعاني من عواقب صحية محتملة مثل تساقط الشعر نتيجة لذلك.
وأضاف أنه في حين أن مشروبات الطاقة يمكن أن تساهم في تساقط الشعر بشكل مباشر، إلا أنها يمكن أن تؤدي أيضًا إلى تفاقم المشاكل الصحية الأخرى التي تسبب الصلع لدى الرجال.
المحتوى العالي من السكر في مشروبات الطاقة
ويمكن أن يساهم المحتوى العالي من السكر في المشروبات في الإصابة بالسمنة ومرض السكري، وكلاهما مرتبط سابقًا بفقدان شعر الرجال.
ويمكن أن تحتوي بعض ماركات مشروبات الطاقة على ما يقرب من 28 جرامًا من السكر لكل علبة أو زجاجة.
وتوصي هيئة الخدمات الصحية ببريطانيا الوطنية البالغين باستهلاك 30 جرامًا فقط من السكريات الحرة (السكر المضاف إلى الطعام، من الشراب أو عصائر الفاكهة) يوميًا، ولهذا مشروب طاقة واحد يمكن أن يمثل أكثر من 90% من الاستهلاك اليومي للشخص.
واستشهد الدكتور بلوي أيضًا بدراسة صينية أجريت على أكثر من 1000 شاب بالغ نُشرت في يناير من العام الماضي والتي أشارت إلى أن الرجال الذين يستهلكون المشروبات السكرية، بما فيها مشروبات الطاقة، هم أكثر عرضة لفقدان شعرهم بنسبة 42%.
وبينما أشارت الدراسة إلى وجود صلة محتملة بين المشروبات السكرية وتساقط الشعر، أشار الباحثون إلى أنهم لم يتمكنوا من إثبات أن تناول مثل هذه المشروبات يتسبب في فقدان شعر الأشخاص بشكل مباشر.
ولفتوا أيضًا إلى أن عوامل مثل التوتر يمكن أن تلعب أيضًا دورًا في تشجيع استهلاك المشروبات السكرية والتسبب في تساقط الشعر، مشددين على أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لكشف هذه العلاقة.
ومن الممكن أيضًا أن يكون الاستهلاك المفرط لمشروبات الطاقة مؤشرًا على أنماط الحياة غير الصحية والنظام الغذائي السيئ الذي يمكن أن يساهم في تساقط الشعر بشكل عام بدلاً من تحفيزه بشكل مباشر.
وثبت أن استهلاك الكثير من السكر يزيد من خطر السمنة والذي بدوره يمكن أن يزيد من احتمالات الإصابة بحالات صحية خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم، وكذلك بعض أنواع السرطان.
وقال الدكتور بلوي إن الرجال يجب أن يسعوا إلى التقليل من مشروبات الطاقة لتقليل خطر الإصابة بالصلع.
وفقًا له، "يبلغ الاستهلاك المقبول في المتوسط ما بين خمسة إلى سبعة مشروبات طاقة أسبوعيًا. وفوق هذا هناك خطر حدوث أضرار جسيمة للصحة".
الصلة بين مشروبات الطاقة وتساقط الشعر
مع ذلك، قال جراحو زراعة الشعر في بريطانيا، إن أي صلة مفترضة بين مشروبات الطاقة وتساقط الشعر هي في أحسن الأحوال، علاقة ضعيفة.
وقال الدكتور بسام فرجو من معهد فارجو للشعر، إنه من الناحية النظرية، يمكن لمشروبات الطاقة أن تسبب تساقط الشعر، لكن لم يتم إثبات هذا بعد.
وأضاف: "في حين أنه من الممكن نظريًا أن تساهم مشروبات الطاقة في تساقط الشعر، إلا أن هذا غير مرجح على الإطلاق".
وتابع: "من منظور العلوم الأساسية، لا توجد جرعة سامة ثابتة من الكافيين تؤدي بشكل مباشر إلى تساقط الشعر - فاستهلاك مشروبات الطاقة باعتدال لا يشكل خطرًا كبيرًا على تساقط الشعر".
وأشار إلى أنه في حين أن المشاكل الأيضية، مثل مرض السكري، يمكن أن تساهم بالفعل في تساقط الشعر، إلا أنها تحتاج إلى معالجة على وجه التحديد بدلاً من التركيز على مشروبات الطاقة.
وأردف: "الاستهلاك المعتدل من مشروبين إلى ثلاثة مشروبات طاقة يوميًا من غير المرجح أن يسبب تساقط الشعر".
وأكمل: "ينبغي أن يكون الاهتمام الرئيس هو التأثير العام على الصحة، بدلا من إسناد تساقط الشعر مباشرة إلى مشروبات الطاقة".