عندما أصلي الثلث الأخير قبل الفجر بأربع دقائق؛ فهل ذلك يعد عدم توفيق من الله لي أن أصلي في وقت أكبر؟ وهل تجوز كتابة رسائل إلى الله، وإخفاؤها عن الناس؟
الإجابــة:
تبين لجنة الفتوى بإسلام ويب انه لا شك أن قيام الليل يفضل ويكثرالأجر فيه، كلما كان وقته أكثر، فقد مدح الله المتهجدين بقوله تعالى: كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ {الذاريات: 17}. وقوله سبحانه وتعالى: وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا {الفرقان: 64}.
وتضيف: لكن من عزم على القيام، وطول التهجد عزما، وغلبه النوم، أو المرض؛ فلا يعتبر ذلك عدم توفيق، بل إن الكريم يتفضل عليه بنيل أجر ما نوى، وأن يكون نومه صدقة تصدق الله بها عليه.
فقد قال النووي رحمه الله: ينبغى له أن ينوي عند نومه قيام الليل نية جازمة، ليحوز ما ثبت في الحديث الصحيح عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- يبلغ به النبي صلي الله عليه وسلم قال: من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم فيصلي من الليل، فغلبته عينه حتى يصبح، كتب له ما نوى، وكان نومه صدقة عليه من ربه- رواه النسائي، وابن ماجه بإسناد صحيح، على شرط مسلم. انتهى.
وتوضح: لو استطعت قضاء القيام وقت الضحى، فإنه يكتب لك أجر القيام، فقد ذكر جمع من أهل العلم أنه يستحب قضاء ما فات من قيام الليل؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا شغله عن قيام الليل وجع، أو غيره، صلى بالنهار ثنتي عشرة ركعة. أخرجه مسلم عن عائشة رضي الله عنها.
وقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: من نام عن حزبه من الليل، أو عن شيء منه، فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر، كتب له كأنما قرأه من الليل. رواه مسلم.
قال الشوكاني رحمه الله: قوله: عن حزبه - الحزب بكسر الحاء المهملة، وسكون الزاي بعدها باء موحدة، الورد، والمراد هنا الورد من القرآن، وقيل المراد ما كان معتاده من صلاة الليل، والحديث يدل على مشروعية اتخاذ ورد في الليل، وعلى مشروعية قضائه إذا فات لنوم، أو عذر من الأعذار، وأن من فعله ما بين صلاة الفجر إلى صلاة الظهر كان كمن فعله في الليل.
وتذكر : أما عن موضوع كتابة رسالة إلى الله تعالى تتضمن مخاطبة الله -جل جلاله- بالثناء عليه، ودعائه، وسؤاله الحاجات، فلاحرج في هذا، ولكن المسلم لا يحتاج لكتابة رسالة إلى الله تعالى، فإن الله تعالى قريب، سميع، يجيب دعاء الداعي، فتضرعي إليه، وسليه؛ يُجِبْكِ، ويَقْضِ لك حاجاتك، فقد قال سبحانه وتعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ{ البقرة:186}
وفي الحديث: اربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصم، ولا غائبا، تدعون سميعا بصيرا قريبا. متفق عليه.