أيلجأ معظم الناس إلى غسل الفواكه والخضروات قبل تناولها، لكن دراسة حديثة أظهرت أن هذا قد لا يكون كافيًا لإزالة المبيدات الحشرية الضارة المحتملة منها.
واستخدم خبراء في جامعة آنهوي الزراعية بالصين، فيلمًا شديد الحساسية لالتقاط آثار المواد الكيميائية التي فشلت الاختبارات الأخرى في اكتشافها.
وأظهرت الاختبارات التي أجريت على التفاح والخيار، بالإضافة إلى أطعمة أخرى مثل الروبيان والأرز، أن غسل الأطعمة لا يزيل آثار المبيدات الحشرية المرتبطة بسرطان الكبد.
ويقول الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها تقدم دليلاً على أن غسل الفاكهة والخضروات ليس كافيًا، وينصحون بتقشير الأطعمة مثل التفاح والخيار بدلاً من ذلك.
وفي دراسة نشرت في مجلة "نانو ليترز"، خلص الباحثون إلى أن "خطر تناول المبيدات الحشرية من الفاكهة لا يمكن تجنبه من خلال الغسيل البسيط بدلاً من التقشير".
وقالوا: "نعتقد أن عملية التقشير يمكن أن تتجنب بشكل فعال مخاطر المبيدات الحشرية في بشرة الفاكهة واللب القريب من البشرة، وبالتالي تقليل احتمال تناول المبيدات الحشرية".
لكن هل تقشير الفاكهة والخضروات أمر ضروري لحماية صحتنا على المدى الطويل؟
في الدراسة الجديدة، قام الباحثون برش الفاكهة التي اختبروها بالمبيدات الحشرية الثيرام والكاربندازيم، ثم قاموا بغسلها، لكنهم استخدام فيلمهم الخاص، أثبتوا أن الغسيل لم يكن كافيُا لإزالة وجود هذه المبيدات الحشرية، إذ لا يزال من الممكن اكتشافها عند "تركيزات منخفضة".
ثم قاموا بتكرار الدراسة على أطعمة أخرى بما فيها الخيار والروبيان ومسحوق الفلفل الحار والأرز والتي أظهرت نتائج مماثلة بينت أن هذه الأطعمة أيضًا ملوثة بالمبيدات الحشرية، وفق ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل".
وأظهرت بعض الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن الكاربيندازيم يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد. كما ارتبط الثيرام بمشاكل النمو لدى الأجنة، كما أنه يسبب تهيج الجلد، وفقًا لوكالة حماية البيئة الأمريكية.
ويرتبط التعرض العالي للكاربندازيم بالصداع والدوار والغثيان والقيء بالإضافة إلى مشاكل الحركة.
وربطت دراسات منفصلة، حول المبيدات الحشرية بشكل عام، التعرض لها بزيادة خطر الإصابة بالسرطان لدى الأشخاص.
وتوصلت إحدى الدراسات الحديثة إلى أن المبيدات الحشرية لها تأثير أكبر على أنواع السرطان مثل سرطان الغدد الليمفاوية، وسرطان الدم، وسرطان المثانة مقارنة بالتدخين.
ومع ذلك، يقول الخبراء إن الفوائد الصحية لتناول الفاكهة والخضروات تفوق إلى حد كبير المخاطر التي يفرضها استهلاك الأغذية التي تحتوي على كميات لا تذكر من المبيدات الحشرية.