أطلق باحثون من جامعة هارفارد، تحذيرًا بشأن مخاطر تناول اللحوم الحمراء، بعد اكتشاف علاقة بين نوع معين من الحديد ومرض السكري من النوع الثاني.
وحلل فريق من الخبراء الأمريكيين، بيانات من أكثر من 200 ألف مشارك على مدى 36 عامًا لاكتشاف تأثير "حديد الهيم" - الموجود في الدم والعضلات، ومصدره المنتجات الحيوانية- على الصحة.
وعلى الرغم من أنه قد لا يكون غريبًا، إلا أن هذا هو الشكل الأكثر امتصاصًا من الحديد في جسم الإنسان، الذي يوجد في أنواع مختلفة من اللحوم بما فيها لحم البقر ولحم الضأن والكبد وبعض أنواع الأسماك.
حديد الهيم ومرض السكري من النوع الثاني
ومن المثير للقلق أن الباحثين وجدوا "رابطًا كبيرًا" بين هذا النوع من الحديد وظهور مرض السكري من النوع الثاني، مما أثار مخاوف بشأن الخيارات الغذائية اليومية التقليدية، بحسب صحيفة "إكسبريس".
وقال المؤلف المشارك فرانك هو، أستاذ التغذية وعلم الأوبئة في فريدريك جيه ستار: "تؤكد هذه الدراسة على أهمية الاختيارات الغذائية الصحية في الوقاية من مرض السكري. إن تقليل تناول الحديد الهيمي، وخاصة من اللحوم الحمراء، وتبني نظام غذائي قائم على النباتات يمكن أن يكونا من الاستراتيجيات الفعالة في خفض خطر الإصابة بمرض السكري".
ويتأثر مرض السكري من النوع الثاني بالعديد من العوامل بما فيها الوراثة والعمر ووزن الجسم.
وغالبًا ما يعاني المصابون من العطش الشديد والتعب والتبول المتكرر، وعلى الرغم من عدم ظهور أي أعراض على الإطلاق لدى البعض.
وتشمل الآثار طويلة الأمد لمرض السكري من النوع الثاني، كما أشار الباحثون، زيادة خطر الإصابة بالخرف.
وكشفت نتائج الدراسة التي أجرتها جامعة هارفارد، أن المشاركين الذين تناولوا أكبر كمية من الحديد الهيمي كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 26% مقارنة بمن تناولوا أقل كمية منه.
كما كان هذا النوع من الحديد مسؤولاً عن أكثر من نصف خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني المرتبط باللحوم الحمراء غير المصنعة، وفق للنتائج التي نشرت في دورية "نيتشر ميتابوليزم".
استبدال اللحوم الحمراء بأطعمة نباتية
ويوصي الباحثون للتقليل من هذه المخاطر باستبدال اللحوم الحمراء بأطعمة نباتية تشمل البقوليات والمكسرات والبذور والفواكه المجففة التي تحتوي عادةً على الكثير من "الحديد غير الهيمي".
وتظهر النتائج أن هذا لا يرتبط بتفاقم خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. ومع ذلك، أقر الباحثون بأن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم التأثير الكامل له.