توصلت دراسة إلى أن نوعًا من الأحماض الدهنية الموجودة في زيت الزيتون هو الحل للمساعدة في تخفيف التهاب المهبل الجرثومي (BV).
والتهاب المهبل الجرثومي هو حالة شائعة لدى النساء. ويحصل عندما يختل التوازن الطبيعي للكائنات الحية الدقيقة في المهبل، ويمكن أن ينتشر عن طريق الاتصال الجنسي.
وعلى الرغم من أن السبب الدقيق لالتهاب المهبل الجرثومي غير معروف، لكن جراثيم عديدة ترتبط بالمرض. ويوجد العديد من هذه الجراثيم عادةً في المهبل السليم.
ويمكن أن تسبب العدوى حرقة وحكة، وهي السبب الأكثر شيوعًا للإفرازات غير الطبيعية.
كما يمكن أن يزيد أيضًا من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا مثل الكلاميديا والسيلان بسبب تأثيره على قدرة المرأة على محاربة مسببات الأمراض الأخرى.
على الرغم من إمكانية علاجه بالمضادات الحيوية، إلا أن التهاب المهبل الجرثومي، الذي يحدث بسبب اختلال التوازن بين الميكروبات الطبيعية، غالبا ما يعود.
واكتشف الباحثون في معهد برود التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد أن حمض الأوليك، وهو حمض دهني طويل السلسلة يوجد بكثرة في زيت الزيتون، قد يساعد في مكافحة العدوى.
حمض الأوليك له خصائص مضادة للميكروبات
وأظهرت النتائج، التي نشرت في مجلة "سيل"، أن حمض الأوليك والعديد من الأحماض الدهنية طويلة السلسلة الأخرى يمكن أن يكون لها خصائص مضادة للميكروبات.
ويمكن للأحماض الدهنية أن تعيق نمو الميكروبات المهبلية الضارة وتعزز نمو الأنواع الأخرى المرتبطة بأجهزة تناسلية أكثر صحة، بحسب صحيفة "ديلي ميل".
ويقول الباحثون إن العلاجات التي تعزز هذا التوازن بين الميكروبات يمكن أن تستخدم للمساعدة في منع تكرار الإصابة بالعدوى لدى النساء.
وتعتبر الإفرازات غير العادية ذات الرائحة السمكية القوية والتغير في اللون والقوام، كأن تصبح بيضاء رمادية اللون ورقيقة ومائية، من العلامات الشائعة لالتهاب المهبل الجرثومي، وفقًا لهيئة الخدمات الصحية ببريطانيا.
ولا تعتبر العدوى، التي تصيب حوالي 29 في المائة من النساء على مستوى العالم، من الأمراض المنقولة جنسيًا، ولكن يمكن أن تحدث عن طريق ممارسة الجنس.
ويتم علاجها عادة باستخدام أقراص المضادات الحيوية أو المواد الهلامية أو الكريمات.
بكتيريا إنرز اكتوباكيللوس
لكن هذا يؤدي إلى إرسال نوع من البكتيريا المهبلية تسمى "إنرز اكتوباكيللوس" إلى العمل بشكل زائد، مما يخلق بيئة أكثر عرضة لتكرار الإصابة بالتهاب المهبل الجرثومي.
قالت مؤلفة الدراسة البروفيسور ميلين تشو، وهي طبيبة أمراض معدية في مستشفى ماساتشوستس العام بالولايات المتحدة: "إن طرق العلاج الحالية تعمل بنفس فعالية رمي العملة المعدنية، وهذا لم يتغير منذ أكثر من 40 عامًا من الممارسة الطبية، لذلك هناك حاجة إلى طرق جديدة لمساعدة المرضى".
وفي دراستها، قامت البروفيسور تشو بزرع سلالات مختلفة من البكتيريا المهبلية مع حمض الأوليك، ووجدت أن الأحماض الدهنية تمنع نمو البكتيريا الضارة من نوع "إنرز اكتوباكيللوس"، بينما تعمل في الوقت نفسه على تعزيز نمو سلالات أخرى أكثر صحة.
كما وجد أن حمض الأوليك يثبط بشكل فعال البكتيريا الأخرى المرتبطة بالتهاب المهبل الجرثومي، بما في ذلك بعض السلالات المقاومة للعلاج بالمضادات الحيوية القياسية.
ويشير هذا إلى أن حمض الأوليك قد يكون وسيلة فعالة لاستعادة ميكروبيوم مستقر وصحي في الجهاز التناسلي الأنثوي بعد التهاب المهبل الجرثومي.
وفي معهد راجون، يعمل دوج كوان، الأستاذ المشارك في الطب بكلية الطب بجامعة هارفارد والمؤلف المشارك الرئيسي للورقة البحثية، على نقل هذا البحث نحو تجربة سريرية على البشر.
وقال كوان: "نعتقد أن هناك إمكانات مثيرة لترجمة هذه النتائج لتغيير ميكروبيوم المهبل بشكل دائم لتحسين علاج التهاب المهبل الجرثومي وتقليل النتائج الصحية السلبية للنساء على مستوى العالم".