كشفت دراسة جديدة عن مدى تأثير فيروس كوفيد-19 على الصحة العقلية للأشخاص لمدة تصل إلى عام بعد التعافي من المرض، وكيف أن اللقاح يؤدي إلى تحسن أداء المرضى.
وفي دراسة نُشرت حديثًا بدورية جاما للطب النفسي، بذل باحثون من خمس جامعات في جميع أنحاء المملكة المتحدة، قصارى جهدهم لفك رموز آثار كوفيد -19 على الصحة العقلية.
ومع الأخذ في الاعتبار ما إذا كان المرضى قد تم تطعيمهم أو نقلهم إلى المستشفى، وجدت الدراسة أن تركيبة فريدة من نوعها تركت بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بمرض عقلي خطير بنسبة 16 مرة بعد إصابتهم بكوفيد.
وارتفعت احتمالية الإصابة بمشكلات الصحة العقلية بعد فترة تتراوح بين أسبوع إلى أربعة أسابيع من التشخيص مقارنة بأولئك الذين لم يصابوا بكوفيد.
وعانى الأشخاص الذين يحصلوا على اللقاح من نوبة حادة من الفيروس وانتهى بهم الأمر في المستشفى ظلوا معرضين لهذه الاحتمالات العالية للإصابة بأمراض عقلية لمدة تصل إلى عام بعد تعافيهم.
الإصابة بالاكتئاب
وكانت حالات الاكتئاب وحدها أكثر احتمالا بنحو 16.3 مرة بين الأشخاص غير المُطعمين الذين انتهى بهم الأمر في المستشفى بسبب كوفيد -19، وفقًا لصحيفة "إكسبريس".
وتبين أن الأشخاص في هذه الفئة العمرية الذين لم ينتهي بهم الأمر في المستشفى كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض عقلية بنحو 1.22 مرة فقط من أولئك الذين لم يمرضوا.
وبالمقارنة، لم يشهد الأشخاص الذين تلقوا اللقاح أي تغيير يذكر في فرص إصابتهم بأمراض عقلية إذا تمكنوا من البقاء خارج المستشفى بسبب كوفيد -19. كما ارتبطت الحالات الأكثر شدة من كوفيد-19 أيضًا بارتباطات أطول أمدًا بأمراض عقلية جديدة.
وقالت الدكتورة فينيكسيا ووكر، المؤلفة الرئيسة للدراسة من جامعة بريستول: "إن نتائجنا لها آثار مهمة على الصحة العامة وتوفير خدمات الصحة العقلية، حيث ترتبط الأمراض العقلية الخطيرة باحتياجات رعاية صحية أكثر كثافة وتأثيرات صحية طويلة الأمد وغيرها من الآثار السلبية".
وأشار جوناثان ستيرن، أستاذ الإحصاء الطبي وعلم الأوبئة في كلية الطب بجامعة بريستول، والمشارك في الدراسة، إلى أنه لا تزال هناك مشاريع ودراسات جارية لتحليل "ارتباطات كوفيد -19 بأمراض الكلى والمناعة الذاتية والعصبية التنكسية".
اللقاح يخفف من الآثار السلبية للمرض
وبعد فحص البيانات الصحية لملايين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و110 أعوام، وجدت الدراسة أن اللقاح بدا وكأنه يخفف من الآثار السلبية للمرض.
وتم إجراء الدراسة على أكثر من 18.6 مليون مشارك قبل توفر اللقاح، بمتوسط عمر 49 عامًا، و50.2% من الفئة العمرية من الإناث، وأكثر من مليون منهم تم تشخيص إصابتهم بـكوفيد -19.
كما تمت دراسة 14 مليون شخص آخرين، بمتوسط عمر 53 عامًا، 52.1% منهم إناث وأكثر من 866 ألف شخص تم تأكيد تشخيص إصابتهم بكوفيد -19، وتم تطعيم أكثر من 10 ملايين شخص.
وقام باحثون من كلية الطب بجامعة بريستول، وجامعة لندن كوليدج، وجامعة أكسفورد، وجامعة كامبريدج، وكلية الطب بجامعة سوانسي، بإدراج أمراض مثل الاكتئاب، والأمراض العقلية الخطيرة، والقلق العام، واضطراب ما بعد الصدمة، واضطرابات الأكل، والإدمان، وإيذاء النفس، والانتحار لقياس الأمراض العقلية في هذه الدراسة.