تنتشر نزلات البرد خصوصًا خلال فصل الشتاء، وفي حين لاتوجد طريقة معروفة للعلاج، فإن هناك بعض الطرق البسيطة التي لاتعمل فقط على تخفيف الأعراض بل قد تؤدي أيضًا إلى تقليل مدة المرض.
وكشف البروفيسور رون إيكليس، الخبير في العلوم البيولوجية بجامعة كارديف، والمدير السابق لمركز نزلات البرد الشائعة بالجامعة عن أفضل الطرق ليس فقط للتغلب على نزلات البرد ولكن التخلص منها في وقت قياسي.
ويوصي البروفيسور إيكليس بالعديد من العلاجات المتاحة دون وصفة طبية للتخفيف من حدة نزلات البرد.
بخاخات الأنف
وعلى وجه الخصوص ينصح باستخدام بخاخات الأنف، التي تحتوي على الكاراجيلوز والكابا كاراجينان - والتي يتم استخراجها من الأعشاب البحرية - خلال أول 48 ساعة من ظهور الأعراض.
وقال البروفيسور إكليس لصحيفة "ديلي ميل": "لا فائدة من ذلك عندما تكون لديك أعراض شديدة، يجب أن تتناوله خلال 24 إلى 48 ساعة كحد أقصى".
وأضاف "كلما تناولت الدواء في أقرب وقت كان ذلك أفضل، لأنه يتمتع بتأثير مضاد للفيروسات. المشكلة هي أنه بمجرد أن تبدأ الفيروسات في إثارة الأعراض، فإنها تصبح سلسلة من الأعراض التي تستمر دون توقف".
وتعمل مستخلصات الأعشاب البحرية المستخدمة في بخاخات الأنف كعامل مضاد للفيروسات، مما يساعد على تكوين حاجز وقائي يمنع الفيروسات والمواد المسببة للحساسية من الانتشار بشكل أكبر في الجسم - مما يقلل من مدة وشدة البرد بشكل عام.
وأظهرت بخاخات الأنف الأخرى أيضًا نتائج واعدة.
وفي عام 2024، اختبرت دراسة شملت ما يقرب من 14 ألف بالغ بريطاني نوعين - أحدهما يستخدم سائلًا ملحيًا لتقليل مستويات الفيروس والآخر يستخدم هلامًا صغيرًا لاحتجاز الفيروسات وتحييدها في الأنف ومنعها من الانتشار.
وأظهرت النتائج، التي نشرت في مجلة "لانسيت للطب التنفسي"، أن كلا البخاخين قللا مدة المرض بنحو 20 في المائة.
إدارة أعراض البرد
لكن إذا كنت لا تستخدم بخاخ الأنف، يقول البروفيسور إكليس إن إدارة أعراض البرد يمكن أن تكون بنفس فعالية التخلص من الفيروس نفسه.
وأضاف: "إذا تمكنت من التخلص من الأعراض، فلن تشعر بالقلق بشأن الفيروس، وسيتخلص جهازك المناعي من ذلك بنفسه. ولكن إذا تمكنت من التحكم في الأعراض، فإنك تتخلص في الأساس من نزلات البرد".
ويعد تناول مشروب ساخن حلو، مثل كوب من العسل مع الليمون أو الكشمش الأسود، طريقة بسيطة لتخفيف أعراض السعال والتهاب الحلق.
وأوضح البروفيسور إيكليس، أن مثل هذا المشروب فعال لأنه يعزز إفراز اللعاب مما يهدئ الحلق.
وبالنسبة لأعراض تشبه أعراض الأنفلونزا مثل الصداع أو الحمى أو القشعريرة أو آلام العضلات، نصح بتناول الباراسيتامول.
وأخيرًا، للتعامل مع احتقان الأنف، يحث البروفيسور إيكليس على استخدام بخاخ مزيل للاحتقان الأنفي يحتوي على المواد الكيميائية أوكسي ميتازولين أو زايلوميتازولين.
وأضاف أن "هذه الأشياء سوف تفتح أنفك وتمنحك نومًا جيدًا، لأنك لا تستطيع النوم مع وجود أنف مسدود".
ومع ذلك، يمكن أيضًا اتخاذ خطوات استباقية ليس فقط لتقليل مدة الإصابة بنزلة برد، ولكن أيضًا لمنع العدوى في المقام الأول من خلال الحفاظ على صحة الجهاز المناعي.
وقال البروفيسور إكليس إن تناول نظام غذائي متوازن من الفواكه والخضروات الطازجة، بالإضافة إلى ممارسة تمارين خفيفة مثل المشي، يكفي للحفاظ على عمل الجهاز المناعي بشكل جيد.
المكملات الغذائية
ولكن هناك أيضًا العديد من المكملات الغذائية والعلاجات التي تعد بتخفيف أعراض البرد.
ومن بين هذه العناصر الزنك، وهو معدن حيوي ضروري لنمو الخلايا التي تشكل الجهاز المناعي.
ونتيجة لذلك، هناك بعض الاقتراحات بأن تناول مكملات الزنك قد يساعد الجسم على محاربة نزلات البرد الشائعة.
وتوصلت إحدى مراجعات مكتبة كوكرين إلى أن تناول جرعات صغيرة تتراوح من 10 إلى 40 ملجم من مكملات الزنك على مدى بضعة أيام قد يكون مفيدًا في تقليل مدة الإصابة بنزلة البرد.
ويتواجد هذا المعدن بشكل طبيعي في اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان، ويمكن لمعظم الأشخاص الحصول على الجرعة الموصى بها من نظامهم الغذائي وحده.
وعلى الرغم من أن تناول المكملات الغذائية يمكن أن يساعد في تعزيز مستويات الزنك، إلا أن هيئة الخدمات الصحية ببريطانيا توصي بتجنب تناول أكثر من 25 ملج من الزنك يوميًا لأن الإفراط في تناوله يمكن أن يسبب مشاكل في الجهاز الهضمي وحتى إضعاف جهاز المناعة.
فيتامين سي
وفيتامين سي، وهو فيتامين أساسي آخر يساعد في إعادة نمو وإصلاح الأنسجة في الجسم، وقد يساعد أيضًا في تقصير مدة نزلات البرد.
ويحتاج البالغون إلى حوالي 40 ملجم من فيتامين سي يوميًا، أي نصف الكمية الموجودة في كوب قياسي من عصير البرتقال.
وجدت إحدى المراجعات التي تدعم تناول فيتامين سي لمحاربة نزلات البرد، والتي نشرت في المجلة الأمريكية لطب نمط الحياة في عام 2016، أن البيانات "تظهر انخفاض شدة ومدة نزلات البرد عندما يتم استهلاك فيتامين سي بجرعات تبلغ 0.2 جرام / يوم أو أكثر".
وفي دراسة أخرى نشرت العام الماضي، أجراها باحثون من الجامعة الوطنية الأسترالية وجامعة هلسنكي، خلصت إلى أن فيتامين سي يقلل من شدة ومدة أعراض البرد.
لكن هيئة الخدمات الصحية ببريطانيا تقول إن هناك أدلة قليلة على أن فيتامين سي يمنع نزلات البرد أو يسرع الشفاء.
وفيتامين د هو مكمل آخر يمكن أن يساعدك في محاربة نزلات البرد، ويوجد في الأطعمة مثل الأسماك الزيتية واللحوم الحمراء وصفار البيض وأيضًا من أشعة الشمس المباشرة.
ويساعد فيتامين د على تنظيم كمية الكالسيوم والفوسفات في الجسم - وهما عنصران غذائيان حيويان للحفاظ على صحة العظام والأسنان والعضلات.
ولكن وفقا للمعهد الوطني للتميز الصحي والرعاية، الذي يقدم المشورة والتوجيه الصحي إلى هيئة الخدمات الصحية ببريطانيا، فإن فيتامين (د) قد يلعب دورًا في استجابة الجهاز المناعي للفيروسات التنفسية بما في ذلك نزلات البرد الشائعة.
لذا، فإن تناول فيتامين د قد يساعد في الحفاظ على نظام المناعة في حالة جيدة.