أظهرت دراسة بحثية جديدة أن الجل المصنوع من مشيمة الماعز قد يمنع تساقط الشعر لدى المرضى الذين يخضعون للعلاج الكيميائي.
وتحتوي مشيمة الماعز على بروتينات تسمى عوامل النمو، والتي تحفز إنتاج الخلايا التي تشكل بصيلات الشعر- وهي جذور تشبه البصلة في الجلد ينمو منها الشعر.
وفي الاختبارات التي أجريت على مرضى مصابين بسرطان الثدي والذين كانوا يتناولون أدوية العلاج الكيميائي مثل الدوكسوروبيسين (حقنة) والسيكلوفوسفاميد (قرص)، نما المزيد من الشعر في المناطق المعالجة بالجل.
وكان الشعر أكثر كثافة أيضًا، وكانت خصلات الشعر الفردية أكثر سمكًا وقوة.
وقام المتطوعون بفرك جل مشيمة الماعز على رؤوسهم مرتين يوميًا لمدة ثلاثة أشهر أثناء تلقيهم العلاج من السرطان.
ويعاني حوالي ثلثي المرضى الذين يتلقون العلاج الكيميائي من تساقط الشعر الجزئي أو الكامل.
ويرجع ذلك إلى أن آلية عمل الدواء لا تميز بين الخلايا السرطانية والصحية.
وعلى الرغم من فعاليتها في تدمير الخلايا السرطانية، إلا أنها تضر أيضًا بالعديد من الخلايا السليمة - بما فيها تلك التي تشكل بصيلات الشعر.
وهذا الأمر يمكن أن يكون له تأثير نفسي كبير - وخاصة بالنسبة للنساء. قد يستغرق الشعر شهورًا أو حتى سنوات حتى ينمو بالكامل مرة أخرى، وعندما ينمو يمكن أن يكون له لون وملمس مختلفين.
وتوصي هيئة الخدمات الصحية البريطانية حاليًا باستخدام قبعات باردة (مليئة بجل بارد أو سائل يبرد فروة الرأس بسرعة) لمدة 30 دقيقة قبل العلاج الكيميائي لتقليل تدفق الدم، وبالتالي تقليل كمية الدواء السام التي تصل إلى بصيلات الشعر الحساسة.
لكنها ليست مناسبة لجميع أنواع الأورام وتختلف فعاليتها: تظهر بعض الدراسات أنها تحد من تساقط الشعر إلى أقل من 50 في المائة في ما يقرب من ثلثي المرضى.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن حوالي واحد من كل عشرة مرضى يتوقفون عن استخدام الأغطية بسبب الآثار الجانبية المتمثلة في البرد الشديد والصداع والغثيان.
وتشير أحدث الأبحاث التي أجرتها جامعة أوبون راتشاثاني في تايلاند ونشرت في مجلة الأدوية إلى أن مشيمة الماعز قد تكون حلاً بديلاً.
جل من مشيمة الماعز
وقام الباحثون بإنشاء جل من بروتين مستخرج من مشيمة الماعز - وهو مشابه من حيث تركيبه للمشيمة البشرية - وحمض الهيالورونيك، وهي مادة لزجة موجودة بشكل طبيعي في الجسم تعمل على تزييت المفاصل وتساعد الشعر على الاحتفاظ بالرطوبة والقوة.
وطلبوا من 11 امرأة يخضعن للعلاج الكيميائي لسرطان الثدي أن يضعن الجل مرتين يوميا على جزء واحد من رؤوسهن.
وعلى مدى الأشهر الثلاثة التالية، قام الباحثون بمقارنة نمو الشعر في المنطقة المعالجة مع نموه في المناطق غير المعالجة لدى كل مريض.
وأظهرت النتائج أن الجل أدى إلى زيادة طول الشعر بمعدل 7 ملم بعد أربعة أسابيع من العلاج.
وبحلول الأسبوع الثامن، كان الشعر المعالج قد نما بمعدل أكثر من 10 ملم، مقارنة بعدم نمو الشعر أو حتى تساقطه في المناطق غير المعالجة، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل".
ويخطط فريق البحث الآن لإجراء المزيد من الدراسات تشمل مجموعة أكبر من المرضى.
وقال الدكتور ديفيد فينتون، استشاري الأمراض الجلدية ومتخصص في تساقط الشعر في عيادة وان ويلبيك في لندن: "هذا بحث مثير للاهتمام، خاصة وأن تساقط الشعر الناجم عن العلاج الكيميائي يمكن أن يكون مؤلمًا للغاية بالنسبة للمرضى".
وأضاف: "ولكننا بحاجة إلى رؤية نتائج من دراسات أكبر بكثير قبل أن نتمكن من التأكد من فعاليتها".
الزنجبيل يمنع تساقط الشعر
وفي الوقت نفسه، قد يساعد جزيء موجود في الزنجبيل أيضًا على مكافحة تساقط الشعر الناجم عن العلاج الكيميائي، وفقًا لدراسة أجرتها جامعة يانبيان في الصين.
وقام باحثون بإطعام الفئران التي تعاني من تساقط الشعر الناجم عن عقار العلاج الكيميائي سيكلوفوسفاميد كميات صغيرة من سيدرول - وهو مركب طبيعي في الزنجبيل - ووجدوا أنه أدى إلى زيادة عدد بصيلات الشعر.
وقالوا إنها تمنع التأثيرات الضارة للدواء، حسبما ذكرت مجلة الكيمياء الحيوية العضوية.