توصلت دراسة جديدة إلى أن قضاء خمس دقائق فقط في غرفة شديدة البرودة تصل إلى 54 درجة مئوية تحت الصفر قد يكون مفتاحًا لتحقيق نوم أعمق وأكثر راحة.
وخلال التجربة التي أجراها باحثون في جامعة مونتريال وجامعة بواتييه، قام 20 شابًا بالغًا يتمتعون بصحة جيدة - تسع نساء و11 رجلاً، يبلغ متوسط أعمارهم جميعًا حوالي 23 عامًا - بخلع ملابسهم باستثناء الملابس الداخلية والجوارب وأحذية كروكس والقفازات لخوض جلسات تحفيز بالتبريد لمدة خمسة أيام متتالية.
فوائد التعرض للبرد القارس
وقال أوليفييه دوبوي، الأستاذ المساعد في كلية علم الحركة وعلوم النشاط البدني بجامعة مونتريال، والذي عمل كمؤلف رئيس في الدراسة، في بيان: " إن نوم الموجة البطيئة، والذي يعتبر المرحلة الأكثر استعادة للنوم، زاد بمعدل 7.3 دقيقة خلال أول دورتين من النوم (بعد العلاج بالتبريد)".
لكن الأمر لا يقتصر على جلسة واحدة فقط. فقد وجدت الدراسة، التي نشرت في عدد ديسمبر من مجلة "كريوبولوجي"، أن جلسة واحدة من البرد القارس لم تكن كافية لتحسين النوم، حيث لم تظهر الفوائد إلا بعد خمس جلسات متتالية من البرد القارس.
كما حدد الباحثون أيضًا اختلافًا واضحًا بين الجنسين، حيث يبدو أن النساء يتمتعن بميزة أكبر من الجليد مقارنة بالرجال.
وعلى الرغم من أن الدراسة شملت مشاركين لا يعانون من مشاكل في النوم، قال الباحثون إن التحفيز بالتبريد قد يكون مفيدًا بشكل خاص لأولئك الذين يكافحون للحصول على قسط كاف من النوم.
وفي عام 2020، وهو أحدث عام تتوفر فيه بيانات فيدرالية، واجه 14.5 بالمائة من البالغين في الولايات المتحدة صعوبة في النوم معظم الأيام أو كل يوم في الشهر السابق، وواجه 17.8 بالمائة من البالغين صعوبة في البقاء نائمين، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها .
وهناك ميزة إضافية، إذ قد يساعد البرودة الشديدة في تحسين حالتك المزاجية أيضًا. فقد كان لجلسات العلاج بالتبريد المتكررة تأثير إيجابي على الصحة النفسية للمشاركين، حيث قللت من قلقهم وحسنت مزاجهم العام، كما استفادت النساء أيضًا من هذه الفوائد بشكل أكبر، وفقًا لصحيفة "نيويورك بوست".
فوائد للرياضيين
وهناك أيضًا جانب إيجابي لنجوم الرياضة.
وقال دوبوي: "بالنسبة للرياضيين النخبة، يمكن أن يساعد في التعافي، أما بالنسبة لعامة الناس، فيمكن أن يساعد الأشخاص الذين يعانون من التهاب مزمن أو خرف خفيف عند استخدامه مع التمارين البدنية".
وكانت الدراسة جزءًا من جهد أكبر لفهم تأثير التحفيز بالتبريد على الجسم، والذي بدأ في وقت سابق من هذا العام عندما تلقى دوبوا وزملاؤه تمويلًا لدراسة استخدامه لدى الرياضيين الذين يستعدون لدورة الألعاب الأولمبية في باريس عام 2024.
وأظهرت أبحاث أخرى أن قضاء الوقت في الغرفة الباردة يمكن أن يساعد في تخفيف آلام العضلات والمفاصل، وتعزيز جهاز المناعة وزيادة مستويات الطاقة. وبالنسبة لعشاق العناية بالبشرة، فقد ثبت أن العلاج يحفز إنتاج الكولاجين.
ولا زالت هناك العديد من الأسئلة العالقة حول كيفية مساعدة التحفيز بالتبريد في علاج أمراض أخرى ، لكن دوبوي قال إن هناك شيئًا واحدًا واضحًا: "هذا ليس تأثيرًا وهميًا".