أظهرت دراسة جديدة أن تعزيز العلاقات الجيدة بين الطلاب والمعلمين في المراحل الدراسية المبكرة قد يكون له فوائد طويلة الأمد.
وقالت الباحثة آريا أنصاري، الأستاذة المساعدة في التعليم والبيئة البشرية في جامعة أوهايو الأمريكية: "هذه الاتصالات المبكرة تؤثر بشكل كبير ليس فقط على التحصيل الدراسي، ولكن أيضًا على التطور الاجتماعي والعاطفي ومهارات الأداء التنفيذي، والتي تعد حاسمة للنجاح التعليمي".
ونظر فريق البحث في بيانات من دراسة مستمرة لطلاب رياض الأطفال بدأت في عام 2010-2011.
وعلى الرغم من أن الدراسة تضمنت بيانات عن تجارب الأطفال في المنزل والمدرسة حتى الصف الخامس، فقد ركزت على الأطفال حتى الصف الثالث. وذلك لأن معلمي تلاميذ الصف الرابع والخامس لم يقدموا تقارير عن علاقاتهم مع الطلاب.
تكوين علاقات قوية بين الطلاب والمعلمين
وتظهر الدراسات أنه من المهم للمعلمين في جميع المراحل الدراسية المبكرة أن يقوموا بتكوين علاقات قوية مع الطلاب.
وأضافت أنصاري أن ذلك يعني إقامة علاقات وثيقة وخالية من النزاعات، داعية مديري المدارس وأولياء الأمور إلى العمل مع المعلمين حتى يتمكنوا من تنمية هذه العلاقات.
ووجدت الدراسة التي نشرت في مجلة "تشايلد ديفلوبمنت"، أن العلاقات التي تتشكل منذ مرحلة رياض الأطفال لها أهمية كبيرة حتى نهاية الصف الثالث، وقد يكون لها فائدة كبيرة على نمو الطفل وتعلمه.
وقالت أنصاري في بيان صحفي للمجلة: "النتيجة الأكثر إثارة للدهشة هي الاتساق الذي كانت به العلاقات بين الطالب والمعلم مهمة لمجموعة واسعة من النتائج عبر فئات مختلفة من الطلاب، سواء على المدى القصير أو الطويل".
وفي حين استفاد جميع الأطفال من العلاقات الوثيقة مع معلميهم، قال الباحثون إن الفتيات يملن إلى الأداء الاجتماعي الأسوأ من الأولاد عندما يواجهن الصراعات ويقل قربهن من المعلمين، بحسب وكالة "يو بي آي".
كيفية بناء علاقات قوية
وحثت أنصاري المعلمين على تشجيع الطلاب على التواصل بشكل مفتوح والاستماع إليهم بنشاط.
وأضافت أنه لبناء علاقات قوية، يجب على المعلمين التحقق من مشاعر الأطفال وتشجيع التعاون. وأظهرت الدراسة أن الروابط تُبنى أيضًا من خلال تعزيز الاهتمامات الفردية للطلاب.
وأشارت إلى أن النتائج تشكل نقطة انطلاق لاستكشاف كيف تؤثر الجوانب المختلفة للعلاقات بين المعلم والطالب على التعلم وكيف تختلف هذه العلاقات في مختلف السكان والأوضاع.