ألم الصدر هو علامة على وجود مشكلة في القلب، لكن هذا ليس الإشارة الوحيدة، وفي كثير من الحالات، تكون أجراس الإنذار المبكرة عبارة عن أعراض أكثر دقة قد ترجعها إلى الطقس الحار، أو تتجاهلها تمامًا.
لكن ليس كل ألم في الصدر مرتبط بالقلب، وليس كل مشاكل القلب مصحوبة بألم في الصدر، فهناك العديد من العلامات الدالة على ذلك، لأنها غالبًا ما تكون مرتبطة بحالات صحية أقل خطورة.
قالت نيام ماكميلان، مديرة الصيدلة في شركة سوبر دراج، لصحيفة "ذا صن": "عندما يفكر معظم الناس في مشاكل القلب، فإنهم يتخيلون ألم الصدر أو الانهيار المفاجئ. لكن العلامات المبكرة لسوء صحة القلب يمكن أن تكون خفية بشكل مدهش، مثل التعب، وضيق التنفس، أو تورم الكاحلين، وبالتالي يمكن أن يكون من السهل تجاهلها".
وكشف الخبراء عن الأعراض الأكثر إثارة للدهشة التي تشير إلى ضعف صحة القلب:
1. آلام المعدة
غالبًا ما يتم التعامل مع آلام المعدة على أنها عسر هضم أو مشكلة هضمية بسيطة، لكن في بعض الأحيان قد تكون علامة على ضعف صحة القلب.
يمكن أن تسبب الأزمة القلبية، ألمًا في الصدر ينتشر إلى مناطق أخرى من الجسم، من بينها المعدة، مما يسبب الشعور بالثقل أو الضيق أو الألم في الجزء العلوي من البطن.
ويمكن أن يظهر أيضًا على شكل غثيان أو عسر هضم أو حرقة في المعدة.
في حالات قصور القلب، يمكن أن يحدث ألم وتورم في البطن بسبب احتباس السوائل واحتقان الكبد والأمعاء. ويمكن أن يظهر في صورة الغثيان وفقدان الشهية وتورم الكاحلين أو القدمين أو البطن.
تقول نيام: "إذا كان ألم المعدة مستمرًا، أو يحدث مع بذل مجهود، أو يصاحبه ضيق في التنفس، أو تعب، أو تعرق، فمن المهم طلب المشورة الطبية لاستبعاد المخاوف الأكثر خطورة".
2. الشعور بالتعرق
في حين أن التعرق هو استجابة طبيعية للجسم لتنظيم درجة حرارته، فإن التعرق المفرط أو غير المبرر، خاصة عندما لا يكون سببه الحرارة أو النشاط البدني، يمكن أن يكون علامة تحذير مبكرة لمشاكل في القلب.
أثناء الإصابة بالأزمة القلبية، قد يقوم الجسم بتنشيط استجابة "القتال أو الهروب"، مما يؤدي إلى التعرق المفرط.
يمكن أن يؤدي انخفاض تدفق الدم إلى عضلة القلب، والذي يحدث غالبًا بسبب انسداد الشرايين التاجية، إلى تعرق الجسم أكثر لمحاولة تنظيم درجة الحرارة.
في بعض الحالات، قد يكون التعرق المفرط أحد أعراض قصور القلب، والتهاب الشغاف (التهاب البطانة الداخلية للقلب)، وبعض عيوب القلب الخلقية.
قالت نيام: "اطلب العناية الطبية العاجلة إذا بدأت تشعر بالحرارة والرطوبة، بالإضافة إلى آلام في الصدر".
3. تورم الكاحلين
أثناء الطقس الحار، قد يعاني البعض من تورم الكاحلين أو القدمين، نظرًا لأن الجسم يتوسع بشكل طبيعي في الأوعية الدموية لتبرد، مما يتسبب في انتقال السوائل من الأوعية إلى الأنسجة المحيطة.
ثم تقوم الجاذبية بسحب هذا السائل إلى الأطراف السفلية، مما يؤدي إلى تورم القدمين والكاحلين.
وقالت الدكتورة سوزانا هايتر، أخصائية الطب الرقمي، إن التورم يمكن أن ينتج أيضًا عن الوقوف لفترات طويلة من الزمن وقد يكون أحد الآثار الجانبية للأدوية.
لكنه قد يكون أيضًا علامة خفية ولكنها مهمة على ضعف صحة القلب. فعندما لا يضخ القلب الدم بكفاءة كما ينبغي، فقد يؤدي ذلك إلى احتباس الدم في مناطق أخرى من الجسم وقد يؤدي إلى تراكم السوائل، وهي حالة تعرف باسم الوذمة.
وقال الدكتور جون أبرون، إن التورم المستمر أو غير المبرر، بخاصة عندما يقترن بضيق التنفس أو التعب، قد يشير إلى قصور القلب أو مشاكل في الدورة الدموية.
وأضافت نيام: "إذا كان التورم مستمرًا أو يزداد سوءًا بمرور الوقت، فمن المهم طلب المشورة الطبية".
4. آلام الساق والذراع
يمكن أن يكون ألم الساق والذراع أمرًا طبيعيًا إذا كان خفيفًا ومؤقتًا، وغالبًا ما يكون ذلك نتيجة للإفراط في الاستخدام، والإصابات البسيطة، وحتى آلام النمو.
لكن آلام الساق أو التشنجات في عضلات الساق يمكن أن تكون أيضًا علامة على مرض الشرايين الطرفية، وهي حالة ناجمة عن ضيق أو انسداد الأوعية الدموية في الساقين.
وأوضحت نيام: "هذا النوع من الألم، المعروف باسم العرج أو العرج المتقطع، هو طريقة جسمك للإشارة إلى انخفاض تدفق الدم إلى العضلات. قد يؤدي الإصابة بمرض الشرايين المحيطية إلى تعريضك لخطر الإصابة بأمراض القلب التاجية أو السكتة الدماغية".
وتابعت: "إذا كنت تعاني من آلام مستمرة في الساق أو تقلصات أثناء ممارسة النشاط، فمن المهم التحدث مع أخصائي الرعاية الصحية لإجراء تقييم إضافي. يمكن أن يكون ألم الذراع علامة تحذيرية رئيسة للإصابة بأزمة قلبية وقد تشعر وكأن الألم ينتشر من صدرك إلى ذراعيك. وقد يكون هذا الشعور مصحوبًا أيضًا بأعراض أخرى مثل ألم الصدر أو ضيق التنفس".
وأردفت: "إذا كنت تعاني من آلام غير مبررة في الذراع مصحوبة بهذه العلامات، فمن المهم طلب المساعدة الطبية على الفور".
وحذر الدكتور أبرون، من أن آلام الذراع أو الفك المصحوبة بالتعب أو التعرق قد تكون علامة على الإصابة بأزمة قلبية.
5. السعال المستمر أو الصفير
على الرغم من أن السعال المزمن غالبًا ما يكون ثانويًا لعدوى فيروسية حميدة عابرة، ويمكن أن يحدث حتى بسبب الحساسية الموسمية في هذا الوقت من العام، فإن أمراض القلب يمكن أن تسبب هذه الأعراض أيضًا.
وقال الدكتور كريستوفر بويد، استشاري أمراض القلب في مستشفى نوفيلد هيلث برايتون، إنه في حالة مشاكل القلب، فإنها غالبًا ما تكون أسوأ في الليل أو عند الاستلقاء، وعندما تكون حالة القلب أكثر تطرفًا، يمكن أن ترتبط بإنتاج البلغم الوردي.
وأضاف: "هذا النوع من السعال ينتج عن رجوع السوائل إلى الرئتين. إذا كنت تعاني من سعال مستمر يزداد سوءًا عند الاستلقاء أو في الليل، فمن الجدير مناقشة هذا الأمر مع الطبيب".
بالإضافة إلى قصور القلب، يمكن أن يكون السعال المستمر ناجمًا عن حالات الجهاز التنفسي مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن أو الربو ، أو حتى كأثر جانبي لبعض أدوية القلب.
6. ألم الفك أو الرقبة
يعد ألم الفك شائعًا نسبيًا، وغالبًا ما يحدث بسبب صرير الأسنان أو مشاكل الجيوب الأنفية أو مشاكل الأسنان.
لكن الألم الخفيف الذي ينتشر من الصدر إلى الفك يمكن أن يكون بمثابة إشارة تحذيرية، لأن نفس الأعصاب التي تخدم القلب تخدم أيضًا الجزء السفلي من الوجه، وبالتالي يمكن إرسال الألم إلى هناك عندما تكون أنسجة عضلة القلب محرومة من الأكسجين، كما قال الدكتور ناهد علي، الطبيب في عيادة فيرا.
وقال: "إن الإشعاع على الفك أو الذراع مع الضغط على الصدر غالبًا ما يصاحب الذبحة الصدرية غير المستقرة أو احتشاء متطور، وهي المواقف التي يتم فيها انسداد الشريان التاجي جزئياً أو كلياً وتصبح أنسجة القلب إقفارية (كمية أقل من الطبيعي من تدفق الدم إلى جزء من الجسم)".
وأشار إلى أنه عالج مؤخرًا امرأة كانت تعاني من أزمة قلبية ولكنها كانت تعتقد أن سببها هو ألم الأسنان.
وتابع شارحًا: "هذا أمر مفهوم تماما، وبطبيعة الحال، في أغلب الحالات، تكون غريزة المريض الأولية صحيحة. ولكن في بعض الحالات، قد يكون ألم الفك أو الرقبة ناجماً عن ألم القلب. وهذا ينطبق بشكل خاص على النساء أو المرضى الأكبر سناً، حيث يمكن أن تظهر أعراض الأزمات القلبية لديهم بشكل غير طبيعي".
ونصح بأنه إذا شعرت بعدم الراحة في الفك أو الرقبة أو الحلق بشكل غير طبيعي - خاصة إذا كان مصحوبًا بالغثيان أو التعرق - فاطلب العناية الطبية.
7. التعب
نشعر جميعًا بالتعب من وقت لآخر، وعادة ما يحدث بسبب عوامل مثل التوتر أو عدم جودة النوم.
الطقس الحار هو سبب شائع آخر، حيث يعمل الجسم بجهد أكبر لتنظيم درجة حرارته، مما قد يؤدي إلى التعب والخمول.
لكن التعب المستمر، وخاصة عندما لا يكون بسبب قلة النوم أو الإجهاد، يمكن أن يكون بمثابة علامة تحذير مبكرة على ضعف صحة القلب.
وأوضحت نيام: "عندما لا يضخ القلب الدم بكفاءة، يصل كمية أقل من الدم الغني بالأكسجين إلى العضلات والأنسجة، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب أو الضعف المستمر".
وأشارت إلى أنه "يمكن أن يكون هذا ملحوظًا بشكل خاص أثناء الأنشطة اليومية التي كانت تبدو سهلة في السابق، مثل صعود السلالم أو المشي لمسافات قصيرة".
وأوصت بأنه "إذا وجدت نفسك منهكًا بشكل غير عادي أو تعاني من انخفاض الطاقة بشكل منتظم، فقد يكون الوقت قد حان للتفكير في إجراء فحص لصحة القلب".
8. الدوخة المفاجئة أو الدوار
يمكن أن يحدث الشعور بالإغماء أو الدوار نتيجة لأسباب عديدة، لكن عندما يحدث فجأة وبدون سبب واضح، فقد يكون ذلك بمثابة تحذير من أن قلبك لا يضخ كمية كافية من الدم إلى الدماغ.
وأوضح الدكتور بويد أن السبب الأكثر شيوعًا لذلك هو انخفاض مؤقت في ضغط الدم، وهو ما يسمى بالإغماء الوعائي المبهم. ويمكن أن يحدث هذا في كثير من الأحيان بسبب الوقوف لفترات طويلة، وبخاصة في الطقس الحار.
وقال: "يعتبر الترطيب الكافي وتقليل المواقف المثيرة للاستفزاز أمرًا ضروريًا للأشخاص المعرضين لذلك. ومع ذلك، فإن عدم انتظام ضربات القلب، أو مشاكل صمامات القلب، أو انسداد الأوعية الدموية قد تكون أيضًا سببًا لذلك، وإذا كنت تعاني من نوبات إغماء أو دوار متكررة أو مثيرة للقلق، فيجب عليك مناقشة هذا الأمر مع أخصائي طبي".
9. ضعف الانتصاب
يتفاجأ العديد من الأشخاص عندما يعلمون أن ضعف الانتصاب قد يكون علامة تحذير مبكرة لأمراض القلب.
إذ يمكن أن يؤثر تضييق الشرايين في القلب على تدفق الدم في أماكن أخرى، مما يؤدي إلى هذه الحالة.
وأوضح الدكتور بويد: "في الواقع، يمكن أن يسبق الضعف الجنسي تشخيص مرض الشريان التاجي بعدة سنوات. إذا كنت تعاني من هذا الأمر، فمن المفيد التحدث مع أخصائي طبي لتقليل عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لديك والمساعدة في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب في المستقبل".
وثبت أن اتباع نمط حياة صحي، بما في ذلك اتباع نظام غذائي صحي للقلب، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتجنب التدخين ، يعمل على تحسين صحة القلب والوظيفة الجنسية.
10. ضيق في التنفس
يصاب الجميع بضيق التنفس في مرحلة ما من روتينهم اليومي، وهذا أمر طبيعي في معظم المواقف، كما يرتبط ذلك بالتقدم في العمر وعدم ممارسة تمارين اللياقة البدنية.
لكن إذا وجدت نفسك تعاني من ضيق في التنفس أثناء القيام بأشياء كنت تستطيع القيام بها بسهولة فقد تكون تعاني من علامة مبكرة على قصور القلب أو مرض الصمام.
ونصح الدكتور بويد: "بعض الأشخاص يعانون من الذبحة الصدرية ليس على شكل ألم أو ضيق في الصدر، بل على شكل ضيق في التنفس، ومن المرجح أن يكون هذا أكثر وضوحا في الطقس البارد. إذا كانت هذه الميزات تنطبق عليك، فمن الأفضل استشارة طبيبك العام لإجراء التقييم".
11. خفقان القلب وارتفاع ضغط الدم
يعتبر خفقان القلب بشكل عام أمرًا طبيعيًا ولا يعد عادةً علامة على أي شيء خطير.
وقال الدكتور هايتر إن هذا قد يكون ناجمًا عن القلق ، أو تناول كمية كبيرة من الكافيين، أو الجفاف.
ومع ذلك، فإن الخفقان المتكرر أو الشديد قد يشير إلى وجود مشكلة كامنة في القلب.
وحذرت نيام: "يمكن أن يكون الخفقان علامة على عدم انتظام ضربات القلب، المعروف باسم عدم انتظام ضربات القلب، والذي يمكن أن يكون ناجماً عن حالة كامنة. يعتبر الرجفان الأذيني أحد أكثر اضطرابات نظم القلب شيوعًا، والذي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية".
وأردفت: "ومن المهم الانتباه إلى هذه الأحاسيس، خاصة إذا كانت مصحوبة بالدوار أو ألم في الصدر أو ضيق في التنفس، وطلب المشورة الطبية لضمان إدارة صحة القلب بشكل صحيح".
كما أن ارتفاع ضغط الدم يعد من أهم عوامل الخطر المسببة لأمراض القلب والأوعية الدموية. لكن العديد من الأشخاص لا يدركون أنهم مصابون به لأنه عادة لا تظهر له أعراض ملحوظة، لذا يسمى بـ "القاتل الصامت".
وعند ارتفاع ضغط الدم بشكل كبير، فقد يؤدي ذلك إلى تلف الشرايين، مما يؤدي إلى مضاعفات مختلفة، مثل الأزمة القلبية والسكتة الدماغية وأمراض الكلى وحتى فقدان البصر، وفقًا لنيام.
ما هي الأعراض الأكثر خطورة؟
تشمل الأعراض الأكثر إلحاحًا التي يجب البحث عنها الألم المفاجئ في الصدر أو الفك أو الذراع، وخاصة إذا كان شديدًا أو يستمر لأكثر من بضع دقائق أو يصاحبه التعرق أو الغثيان أو ضيق التنفس، كما قال الدكتور هايتر.
من الأعراض الأخرى التي لا يجب تجاهلها هي ظهور مفاجئ للتعرق البارد، وخفقان القلب، والدوار، والانهيار، وضيق التنفس (خاصة إذا جاء بسرعة أو كان أسوأ عند الاستلقاء)، أو ضربات قلب سريعة أو غير منتظمة (خاصة مع عدم الراحة في الصدر أو الدوار).
قد تشير هذه الأعراض إلى أزمة قلبية، أو اضطراب نظم القلب، أو قصور حاد في القلب. في هذه الحالات، كل دقيقة لها أهميتها.
وحذر الدكتور أبرون من أن الطقس الحار يمكن أن يضع ضغطًا إضافيًا على القلب، وخاصة لدى كبار السن أو أولئك الذين يعانون من مشاكل في القلب والأوعية الدموية.
وقال: "الحرارة يمكن أن تسبب الجفاف، وانخفاض ضغط الدم، وإثارة عدم انتظام ضربات القلب. قد يلاحظ الأشخاص الذين يعانون من قصور في القلب المزيد من التورم أو يشعرون بضيق في التنفس عند ارتفاع درجات الحرارة".
إذا كنت تعاني من أعراض مثل خفقان القلب، أو تورم الكاحلين، أو التعب غير المبرر، أو عدم الراحة الخفيفة في الصدر، فمن الأفضل استشارة الطبيب.
وأضاف: يمكنهم تقييم ما إذا كانت المشكلة مرتبطة بالقلب وإجراء فحوصات مثل تخطيط القلب أو فحوصات الدم أو الإحالة إلى طبيب القلب إذا لزم الأمر. إن التحقيق المبكر يمكن أن يساعد في اكتشاف المشاكل المحتملة قبل أن تصبح أكثر خطورة".