فيما يمكن أن يحدث ثورة في كيفية علاج المرض في مراحله المبكرة، اكتشف باحثون اسكتلنديون كيفية انتشار سرطان الثدي إلى أجزاء أخرى من الجسم.
وتوصل الباحثون خلال الدراسة التي أجريت في مختبرات البروفيسور جيم نورمان والبروفيسورة كارين بلايث إلى أن السرطان يغير عملية التمثيل الغذائي - الطريقة التي تنتج بها الخلايا الطاقة وتستخدمها - لخلايا مناعية محددة.
ووجدوا أن هذه الخلايا تفرز نوعًا معينًا من البروتين يسمى اليوراسيل، والذي يمكن استخدامه كـ "سقالة" بواسطة الخلايا السرطانية، مما يسمح لها بالنمو على أعضاء أخرى.
منع انتشار سرطان الثدي
وتمكن الباحثون من منع تشكيل السقالة المدعومة باليوراسيل في الفئران، مما أدى إلى استعادة قدرة الجهاز المناعي للمخلوقات على قتل الخلايا السرطانية الثانوية، ومنع انتشار السرطان، وفقًا للنتائج التي نشرت في مجلة "إمبو ريبورت".
ونجح الباحثون في تحقيق ذلك عن طريق منع إنزيم يسمى يوريدين فوسفوريلاز-1 (UPP1)، والذي ينتج اليوراسيل، آملين أن يساعد اكتشاف اليوراسيل في الدم في اكتشاف العلامات المبكرة لانتشار السرطان، كما أن حجب UPP1 بالأدوية قد يوقف الانتشار قبل أن يبدأ.
وقالت الدكتورة كاسي كلارك، المؤلفة الرئيسة للدراسة: "تمثل هذه الدراسة تحولاً كبيراً في كيفية تفكيرنا في منع انتشار السرطان. من خلال استهداف هذه التغيرات الأيضية في أقرب وقت ممكن، يمكننا إيقاف تطور السرطان وإنقاذ الأرواح".
في الوقت نفسه، قالت الدكتورة كاثرين إليوت، مديرة الأبحاث في مؤسسة أبحاث السرطان بالمملكة المتحدة: "إن الانتشار السريع للسرطان هو عامل رئيس في صعوبة علاج سرطان الثدي، خاصة إذا عاد السرطان بعد أشهر أو حتى سنوات عديدة".
وأضافت، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل": "يمنحنا هذا الاكتشاف أملاً جديدًا في الكشف عن النقائل ووقفها في وقت مبكر وضمان حصول الأشخاص على سنوات عديدة أخرى مع عائلاتهم وأحبائهم".
وقال سيمون فينسينت، كبير المسؤولين العلميين في مؤسسة سرطان الثدي الآن، إن البحث قد يساعد أيضًا في وقف انتشار أنواع أخرى من السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم.
وأضاف "الآن نحن بحاجة إلى المزيد من الأبحاث لمعرفة ما إذا كان من الممكن تحويل هذه الرؤية الجديدة إلى أدوية جديدة توقف سرطان الثدي الثانوي، وربما أنواع أخرى من السرطان الثانوي".
ويقوم فريق من الباحثين من معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة وجامعة جلاسكو حاليًا باختبار قدرة الأدوية على منع حدوث السرطان.
سرطان الثدي
وينتشر سرطان الثدي بشكل أكبر بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، وهو العمر الذي تصل فيه النساء عادةً إلى سن انقطاع الطمث.
والعلامات المبكرة للمرض هي ظهور كتلة في الثدي، أو تورم أو كتلة تحت الإبط، أو تغير في حجم أو شكل الثديين، أو خروج سائل من الحلمة.
وتشمل الأعراض الأخرى ظهور غمازات أو طفح جلدي أو احمرار على الجلد، فضلاً عن تقشر الجلد أو حكة في الحلمة.
ويمكن التحقق من ذلك أثناء الاستحمام، أو أثناء الاستلقاء على السرير، أو أمام المرآة قبل ارتداء الملابس.