خبير: روبوتات الذكاء الاصطناعي تؤدي إلى الإصابة بأمراض عقلية جديدة

بقلم | فريق التحرير: | السبت 23 اغسطس 2025 - 02:01 م

حذر مصطفى سليمان، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في شركة مايكروسوفت من أن الاستخدام المفرط لروبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى إصابة الأشخاص الأصحاء بما سماه "ذهان الذكاء الاصطناعي".

وقال في سلسلة تغريدات عبر منصة "إكس"، إن التقارير حول الأوهام المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي آخذة في الازدياد، حيث يعتقد بعض الناس أن روبوتات الدردشة واعية وقادرة على منحهم قوة خارقة.

وكتب قائلاً: "تستمر التقارير حول الأوهام، والذهان الناجم عن الذكاء الاصطناعي، والتعلق غير الصحي في الارتفاع"، مضيفًا أن هذا "ليس شيئًا يقتصر على الأشخاص المعرضين بالفعل لخطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية".

ومصطلح "ذهان الذكاء الاصطناعي" ليس معترفًا به بعد، لكن تم استخدامه لوصف الحالات التي يفقد فيها الأشخاص الاتصال بالواقع بعد الاستخدام المطول لروبوتات الدردشة مثل "تشات جي بي تي"، أو "جروك".

وفي تلك الحالة، يصبح بعض الناس على قناعة بأن الأنظمة لديها مشاعر أو نوايا؛ ويزعم آخرون أنهم تمكنوا من اكتشاف ميزات مخفية أو حتى اكتساب قدرات غير عادية.

ووصفت هذه الظاهرة بأنها "الذكاء الاصطناعي الواعي ظاهريًا" - وهو وهم ينشأ عندما تحاكي الأنظمة علامات الوعي بشكل مقنع للغاية لدرجة أن هناك من يعتقد في كونها حقيقية.

لكن رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في شركة مايكروسوفت قال "إنه ليس (واعيًا)، ولكنه يحاكي علامات الوعي بشكل مقنع للغاية بحيث يبدو من غير الممكن تمييزه عن ادعائنا أنا وأنت بأننا واعون".

وعلى الرغم من تأكيده على أنه "لا يوجد دليل على وعي الذكاء الاصطناعي اليوم"، فقد حذر سليمان من أن الإدراك في حد ذاته قوي: "إذا كان الناس يدركونه فقط باعتباره واعيًا، فسوف يصدقون هذا الإدراك على أنه حقيقة".

واستدرك قائلاً: "حتى لو لم يكن الوعي في حد ذاته حقيقيًا، فإن التأثيرات الاجتماعية حقيقية بالتأكيد".

يأتي تحذيره بعد أن وصفت شخصيات بارزة تجارب غير عادية مع الذكاء الاصطناعي.

وادعى رئيس شركة أوبر السابق ترافيس كالانيك مؤخرًا، أن المحادثات مع روبوتات الدردشة دفعته نحو ما يعتقد أنه اختراقات في الفيزياء الكيمائية.

بينما قال رجل من اسكتلندا سي إنه أصبح مقتنعا بأنه على وشك الحصول على تعويض بملايين الجنيهات الاسترلينية بعد أن بدا أن موقع "تشات جي بي تي" يدعم قضيته المتعلقة بالفصل غير العادل من العمل، مما عزز معتقداته بدلاً من تحديها.

ودعا سليمان إلى وضع حدود واضحة، وحث الشركات على التوقف عن الترويج لفكرة أن أنظمتها واعية.

ردد خبراء آخرون مخاوف سليمان. وشبّهت الدكتورة سوزان شيلمرداين، الاستشارية في مستشفى جريت أورموند ستريت، الاستخدام المفرط لروبوتات الدردشة بالأطعمة فائقة المعالجة، محذرة من أنها قد تُسبب "طوفانًا من العقول فائقة المعالجة".