لطالما نصح الخبراء بالتوقف عن استخدام الشاشات، والامتناع عن شرب الكافيين، والحصول على نفس العدد الثابت من ساعات النوم كل ليلة كثلاث طرق بسيطة لمكافحة الأرق.
لكن كيرستي فانت، الباحثة في مجال النوم بجامعة رويال هولواي في لندن قالت إن هذه الطرق ليست فعالة لضمان حصول الناس على قسط كاف من النوم.
5 حيل تؤدي إلى تفاقم الأرق
وفقًا لها، فإن هناك خمسة حيل شائعة قد تؤدي إلى تفاقم الأرق، ذلك أنه عندما تجد صعوبة في النوم، قد يكون من المغري الذهاب إلى السرير مبكرًا أو البقاء في السرير حتى وقت متأخر على أمل "التعويض".
لكنها حذرت من أن "هذه الاستراتيجية غالبا ما تأتي بنتائج عكسية". وأضافت لموقع "ذا كونفرزيشن": "كلما زاد الوقت الذي تقضيه مستيقظًا في السرير، كلما أضعفت الارتباط العقلي بين السرير والنوم، وعززت الارتباط بين السرير والإحباط".
عوضًا عن ذلك، حثت الخبيرة على الذهاب إلى النوم في وقت متأخر قليلاً والاستيقاظ في نفس الوقت كل صباح، قائلة: "هذا يعزز ضغط النوم - الدافع الطبيعي لجسمك للنوم - ويساعد على استعادة السرير كإشارة للنوم، وليس اليقظة" .
استخدام الشاشات قبل النوم
على نحو مماثل، حث الخبراء على التخلص من الشاشات قبل النوم لأن الضوء الأزرق الذي تنبعث منها يعمل على قمع الميلاتونين - وهو هرمون ينتج بشكل طبيعي في الجسم ويلعب دورًا حاسمًا في تنظيم دورة النوم والاستيقاظ.
ويقولون إن هذا النوع من الإضاءة يمكن أن يخلق تباينات حادة وظلالاً، وهو ما قد يجهد الرؤية.
في المساء، يمكن أن يرسل الضوء، إشارة إلى الجسم بأنه لا يزال الوقت مناسبًا للانتباه، مما يفسد عملية الاسترخاء الطبيعية لديك، ويساهم في الإرهاق البدني والعقلي.
مع ذلك، قالت فانت، "إن الاستلقاء في الظلام دون أي شيء يشغل عقلك يمكن أن يخلق العاصفة المثالية للقلق والإفراط في التفكير، وكلاهما يؤدي إلى الأرق".
وتابعت: "بدلاً من حظر الشاشات بالكامل، فكر في استخدامها بشكل استراتيجي. اختر محتوى هادئًا وغير محفز، واستخدم إعدادات الوضع الليلي، وتجنب التمرير بلا تفكير"، وفق صحيفة "ديلي ميل".
الكافيين
وإذا كان الشخص حساسًا تجاه الكافيين فمن "الحكمة" تجنب تناوله في وقت لاحق من اليوم. وقالت فانت إن التوقف عن تناوله تمامًا "ليس ضروريًا دائمًا". بل إن "فهم استجابتك الفردية هو المفتاح".
لكن المحاولة "المفرطة في تحسين النوم" تؤدي إلى زيادة حالات الأرق واضطراب النوم الصحيح - وهو هوس بالنوم بشكل صحيح، كما ادعت فانت.
وشرحت قائلة: "النوم هو وظيفة لا إرادية، مثل الهضم أو ضغط الدم"، وتابعت: "مع أننا نستطيع التأثير على النوم من خلال عادات صحية، إلا أننا لا نستطيع فرضه. فالهوس بجودة النوم قد يزيد الأمر سوءًا، على نحو متناقض".
وذكرت أنه "في بعض الأحيان، يكون النهج الأفضل هو عدم الاهتمام بالنوم - والسماح لجسمك بالقيام بما تم تصميمه للقيام به".
وأشارت إلى أن توقع النوم لعدد محدد من الساعات كل مساء قد يزيد من خطر الإصابة بالأرق، لافتة إلى أن "توقع ثبات نومك يُنشئ توقعات غير واقعية. بعض الليالي ستكون أفضل من غيرها، وهذا أمر طبيعي".
النوم الصحي
وبينت فانت أن "النوم الصحي ليس عددًا ثابتًا من الساعات، بل هو ديناميكي ومتجاوب مع حياتنا". وأضافت أن "عوامل مثل التوتر والصحة البدنية والعمر والبيئة وحتى مسؤوليات الأبوة والأمومة تؤثر جميعها على النوم".
وقالت خبيرة النوم إن "الأرق أمر شائع ويمكن علاجه - ولا، إنه ليس خطأك".
ويربط الخبراء بين قلة النوم وعدد من المشاكل الصحية، من بينها السرطان والسكتة الدماغية والعقم.
مع ذلك، فإن الاستيقاظ أثناء الليل لا يعني بالضرورة الإصابة بالأرق، وهو ما تشير الأرقام إلى أنه يؤثر على ما يصل إلى 14 مليون بريطاني .
لكن الحرمان من النوم له آثاره السلبية، بدءًا من التهيج وانخفاض التركيز على المدى القصير، إلى زيادة خطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والسكري.