دراسة: المشروبات الغازية تؤدي إلى تدهور الدماغ

بقلم | فريق التحرير: | السبت 06 سبتمبر 2025 - 04:00 م

حذرت دراسة من أن تناول مشروب غازي واحد فقط يوميًا قد يزيد من خطر تدهور وظائف المخ بشكل أسرع.

ويرجع ذلك بشكل خاص إلى استخدام محليات مثل الأسبارتام، كبديل للسكر، والتي لطالما حذر الخبراء من ارتباطها ببعض أنواع السرطان ومشاكل القلب.

ويقول خبراء برازيليون، إن استهلاك مستويات عالية من هذه المواد المضافة قد يؤدي أيضًا إلى التأثير على وظائف الدماغ.

وأظهرت النتائج أن الاستهلاك المرتفع للسكريات المضافة، أي تلك التي تتجاوز المحتوى الطبيعي للطعام أو الشراب ــ علبة واحدة فقط من مشروب الحمية يوميًا ــ ترتبط بزيادة خطر شيخوخة الدماغ بنسبة 62 بالمائة.

وكان الخطر مرتفعًا بشكل خاص لدى المصابين بمرض السكري، الذين هم أكثر عرضة لاستخدام المحليات الصناعية كبدائل للسكر، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل".

وقال الخبراء، الذين وصفوا النتائج بأنها مهمة، إن تناول المحليات منخفضة السعرات الحرارية أو الخالية منها يمكن أن يشكل "ضررًا طويل الأمد" على وظائف المخ، لكنهم حذروا من أن إجراء المزيد من الأبحاث أمر حيوي لإثبات الارتباط.

وقالت الدكتورة كلوديا كيمي سويموتو، الأستاذة المساعدة في أمراض القلب والأوعية الدموية والخرف في جامعة ساو باولو والمؤلفة المشاركة في الدراسة: "غالبًا ما يُنظر إلى المحليات منخفضة السعرات الحرارية أو الخالية منها على أنها بديل صحي للسكر. ومع ذلك، تشير نتائجنا إلى أن بعض المحليات قد يكون لها آثار سلبية على صحة الدماغ مع مرور الوقت".

وأضافت: "في حين وجدنا روابط بين التدهور الإدراكي للأشخاص في منتصف العمر المصابين بالسكري وغير المصابين به، فإن الأشخاص المصابين بالسكري هم أكثر عرضة لاستخدام المحليات الصناعية كبدائل للسكر".

وشددت على أن "هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد نتائجنا وللتحقق مما إذا كانت البدائل الأخرى للسكر المكرر، مثل صلصة التفاح أو العسل أو شراب القيقب أو سكر جوز الهند، قد تكون بدائل فعالة".

يمكن أن يؤثر شيخوخة الدماغ على الوظائف الإدراكية مثل الذاكرة والانتباه وتعدد المهام، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض العصبية التنكسية مثل الخرف.

وخلال الدراسة، تتبع الباحثون العادات الغذائية لـ12772 بالغًا يبلغ متوسط أعمارهم 52 عامًا، تم تقسيمهم بعد ذلك إلى ثلاث مجموعات بناءً على الكمية الإجمالية للمحليات الصناعية التي تناولوها.

المحليات الصناعية

وشملت المحليات الصناعية التي تم فحصها الأسبارتام، والسكرين، وأسيسولفام-ك، وإريثريتول، وإكسيليتول، والسوربيتول، والتاجاتوز.

وتوجد هذه المواد بشكل رئيس في الأطعمة فائقة المعالجة، مثل الماء المُنكّه، والمشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة، والزبادي، والحلويات منخفضة السعرات الحرارية. كما يُستخدم بعضها كمُحليّات مستقلة.

وتناولت المجموعة الأدنى ما معدله 20 ملجم يوميًا من هذه المحليات، في حين سجلت المجموعة الأعلى 191 ملجم يوميًا في المتوسط.

بالنسبة للأسبارتام، تُعادل هذه الكمية علبةً واحدةً من مشروب غازي دايت. وكان السوربيتول الأكثر استهلاكًا، بمتوسط 64 ملغ يوميًا.

على مدار ثماني سنوات من المتابعة، خضع المشاركون لاختبارات معرفية في بداية الدراسة، وفي منتصفها، ثم في نهايتها. قيّمت هذه الاختبارات الذاكرة العاملة، وتذكر الكلمات، وسرعة المعالجة.

شيخوخة الدماغ

وبعد الأخذ في الاعتبار العوامل التي قد تؤثر على النتائج، مثل العمر وغيره من الحالات الصحية التي تم تشخيصها، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين استهلكوا أعلى كمية من المحليات عانوا من شيخوخة الدماغ بنسبة أعلى بنسبة 62 بالمائة من المجموعة الأدنى.

وقالوا إن هذا يعادل نحو 1.6 سنة من الشيخوخة.

وشهد الأشخاص في المجموعة المتوسطة انخفاضًا أسرع بنسبة 35 في المائة من المجموعة الأدنى، وهو ما يعادل نحو 1.3 سنة من الشيخوخة.

وعندما قسم الباحثون النتائج حسب العمر، وجدوا أيضًا أن المتطوعين الذين تقل أعمارهم عن 60 عامًا والذين استهلكوا أكبر كميات من المحليات أظهروا انخفاضًا أسرع في الطلاقة اللفظية والإدراك العام مقارنة بأولئك الذين استهلكوا أقل كميات.

لكنهم لم يجدوا رابطًا لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا.

وقال الباحثون في مقال نشر في دورية "علم الأعصاب": "تشير نتائجنا إلى احتمال حدوث ضرر طويل الأمد نتيجة استهلاك المحليات منخفضة السعرات الحرارية أو خالية السعرات الحرارية، وخاصة المحليات الاصطناعية منخفضة السعرات الحرارية أو خالية السعرات الحرارية والكحوليات السكرية، على الوظيفة الإدراكية".

لكنهم اعترفوا بأن الدراسة بها بعض القيود، بما فيها حقيقة أن المعلومات الغذائية تم الإبلاغ عنها ذاتيًا، وأن المشاركين "ربما لم يتذكروا بدقة كل ما تناولوه".