حتى قبل أن ننهض من فراشنا نسارع إلى تصفح الهاتف، وهي ممارسة معتادة لدى كثير من الناس، لكن الأطباء يحذرون من مخاطرها الصحية والعقلية.
وحذّرت الدكتورة ويندي سوزوكي، عالمة الأعصاب في جامعة نيويورك في مقطع فيديو نُشر مؤخرًا على تطبيق "إنستجرام"، قائلة: "لقد بدأت يومك بشكل خاطئ تمامًا، وعقلك يكره ذلك. إذا كانت أولى خطواتك في الصباح هي التحقق من هاتفك، فإن عقلك يُفوّت أقوى فرصة له في اليوم".
بعد الاستيقاظ مباشرةً، أكدت الدكتورة سوزوكي أن الدماغ يكون عادةً في ذروة نشاطه العصبي، وهو ما يشير إلى قدرة متزايدة على التكيف والتحول بناءً على البيئة والتجربة. كما يستعيد الدوبامين، المعروف بأنه "المادة الكيميائية المسؤولة عن الشعور بالسعادة"، نشاطه أثناء النوم، مما يعني أن تركيزاته ترتفع بشكل طبيعي.
مع ذلك، قالت سوزوكي إن أي شخص يلجأ إلى الشاشة أولًا قد يتداخل مع هذه الآلية. وتابعت: "الدوبامين والكورتيزول مرتفعان بشكل طبيعي، مما يمنحك دفعة من التحفيز والإبداع والتركيز. لكن الشاشات تسلب هذه الإمكانية"، وفق ما أوردت صحيفة " ميرور".
ونصحت عالمة الأعصاب في جامعة نيويورك بما يجب فعله عقب الاستيقاظ من النوم، قائلة: "إليك تجربتك: خلال الخمسة صباحات القادمة، أجّل وقت الشاشة لمدة 20 دقيقة فقط. بدلًا من ذلك، مارس تمارين التمدد. دوّن ثلاثة أشياء ترغب بالتركيز عليها. أو اجلس مع قهوتك وأفكارك. راقب ما يحدث عندما تمنح عقلك مساحة للانطلاق".
تصفح الإنترنت قبل النوم
علاوة على ذلك، من الضروري إدراك أن تصفح الإنترنت قبل النوم قد يكون له تأثير ضار على الصحة النفسية أيضًا. فقد كشفت دراسة أجرتها جامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية أن تسعة من كل عشرة مشاركين يستخدمون الشاشات قبل النوم، وهو رقم مذهل.
في حين أن أقل من نصفهم بقليل (41.7 بالمائة) عانوا من "جودة نوم سيئة"، فإن الخبراء قدروا زيادة "ضعفين" في المخاطر بين الأفراد الذين يستخدمون هواتفهم المحمولة لمدة "16 إلى 30 دقيقة" قبل النوم.
وكتب فريق البحث: "تشير نتائجنا إلى أن الموظفين الذين يستخدمون هواتفهم الذكية أكثر وقت النوم أكثر عرضة لاضطرابات النوم. ينبغي لفت المزيد من الانتباه إلى إساءة استخدام الهواتف الذكية وتأثيرها على جودة نوم البالغين وصحتهم وإنتاجيتهم".
الأهم من ذلك، أن هذه الدراسة كانت "دراسة مقطعية"، أي أنها لم تُثبت بشكل قاطع أن استخدام الهاتف هو السبب المباشر لقلة النوم، بل أبرزت وجود علاقة في النتائج. مع ذلك، يعتقد متخصصون آخرون بوجود صلة مباشرة.
قالت روزي ديفيدسون، مستشارة النوم، إن عادات وقت النوم يمكن أن تؤثر بشكل كبير على جودة نومنا.
وأضافت: "إن النظر إلى محتوى الهاتف في وقت متأخر من الليل يؤثر على نومنا من خلال تعريضنا للضوء الأزرق، الذي يثبط إنتاج الميلاتونين، وهو هرمون ضروري للنوم".
التوقف عن استخدام الشاشات قبل النوم
وتنصح بإنشاء روتين للنوم يحدّ من وقت استخدام الشاشات قبل ساعة من النوم، وعدم استخدام الهواتف أولًا في الصباح، لأن هذه العادة قد تؤثر بشكل كبير على مزاجك طوال اليوم.
عندما نستيقظ، ينتقل دماغنا من موجات النوم العميق (مثل موجات دلتا وثيتا) إلى موجات ألفا، ثم إلى موجات بيتا".
وتابعت: "هذا الانتقال يجعلنا أكثر استرخاءً وقابليةً للتأثر، ولهذا السبب، فإن استهلاك محتوى الهاتف فور الاستيقاظ يمكن أن يؤثر بشدة على مزاجنا وحالتنا النفسية طوال اليوم".
عند الاستيقاظ، خذ بضع لحظات للتنفس وحدد نواياك قبل استخدام هاتفك. إذا تمكنت من شحنه في مكان بعيد عنك داخل غرفة النوم، أو خارجها، فهذا سيوفر حاجزًا إضافيًا.