تعرف على أهمية الحفاظ على الوقت وتنظيمه في الإسلام
بقلم |
فريق التحرير |
الثلاثاء 14 اكتوبر 2025 - 06:51 ص
يُعدّ الوقت من أعظم النِّعم التي أنعم الله بها على الإنسان، فهو وعاء الحياة الذي تُنجز فيه الأعمال وتتحقق فيه الغايات. وقد أولى الإسلام عناية بالغة بالوقت، فجعل حفظه واستثماره من علامات الإيمان والنجاح، كما جعله مقياسًا لتقدير قيمة الإنسان في دنياه وآخرته.
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: "وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ"
إشارة واضحة إلى أن الزمن رأس مال الإنسان، ومن ضيّعه فقد خسر حياته. كما قال النبي ﷺ:
"نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ"
وهو حديث يُلخّص فلسفة الإسلام في تقدير الوقت، إذ يحثّ المسلم على اغتنامه في الخير قبل أن يمرّ دون فائدة.
لقد فهم السلف الصالح هذه الحقيقة فكانوا أحرص الناس على أوقاتهم، لا يضيعون لحظة إلا في علمٍ نافع أو عملٍ صالح أو عبادةٍ خالصة. وكان الإمام الحسن البصري يقول: "يا ابن آدم، إنما أنت أيام، فإذا ذهب يومك ذهب بعضك."
إن تنظيم الوقت لا يعني مجرد تقسيم ساعات اليوم، بل هو منهج حياة يقوم على الانضباط والتخطيط والسعي الجاد. فالمسلم مطالب بأن يوازن بين واجباته الدينية والدنيوية، فيُعطي كل جانب حقه دون إفراط أو تفريط، قال تعالى: "وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا"
وفي عصر السرعة والانشغالات الكثيرة، أصبح الحفاظ على الوقت ضرورة لا رفاهية، فالأمم التي تُقدّر الزمن هي التي تتقدّم وتنهض، بينما تضيع حياة الأفراد والمجتمعات حين يسود الإهمال والكسل والتسويف.
إنّ الوقت هو عمر الإنسان الحقيقي، ومن ضيّعه فقد ضيّع حياته. والإسلام يدعو إلى اغتنامه في كل ما يقرب إلى الله ويفيد الناس. فلنجعل من تنظيم أوقاتنا عبادة، ومن دقّتنا في العمل طريقًا إلى رفعة أنفسنا وأمتنا، مصداقًا لقوله ﷺ: "احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز."