كشف باحثون عن مزيج من الأدوية التي أظهرت فعالية كبيرة في علاج الرجال الذين يعانون من شكل عدواني من سرطان البروستاتا.
وتوصلت تجربة سريرية دولية كبيرة إلى أن إضافة عقار إنزالوتاميد إلى العلاج الهرموني التقليدي يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة تزيد عن 40 بالمائة لدى المرضى الذين عاد لهم سرطان البروستاتا.
سرطان البروستاتا المتكرر كيميائيًا عالي الخطورة
وركزت التجربة على مرضى مصابين بما يُسمى بسرطان البروستاتا المتكرر كيميائيًا عالي الخطورة، والذين خضعوا سابقًا لجراحة أو علاجًا إشعاعيًا، لكن فحوصات الدم تُظهر ارتفاعًا سريعًا ومثيرًا للقلق في مستويات مستضد البروستاتا النوعي.
وتشير هذه الزيادة إلى أن السرطان من المرجح أن يعود وينتشر بسرعة، غالبًا إلى العظام أو العمود الفقري، بحسب وكالة "يو بي آي".
وقال الباحث الدكتور ستيفن فريدلاند، مدير مركز الأبحاث المتكاملة في السرطان ونمط الحياة في مركز سيدارز سيناي للسرطان بلوس أنجلوس: "بعد العلاج الأولي، يرى بعض المرضى أن سرطان البروستاتا يعود بطريقة عدوانية ويصبحون معرضين لخطر انتشار المرض بسرعة".
على مدى عقود من الزمن، خضع هؤلاء للعلاج الهرموني، والذي يهدف إلى خفض مستوى هرمون التستوستيرون، وهو الوقود لسرطان البروستاتا. لكن هذا النهج لم يحسن بشكل ثابت معدلات البقاء على قيد الحياة بشكل عام.
نقلة نوعية في علاج سرطان البروستاتا
قال فريدلاند في بيان صحفي: "العلاج الهرموني، الذي نقدمه للمرضى منذ 30 عامًا، لم يُحسّن معدلات البقاء على قيد الحياة، ولا أي شيء آخر. وهذا يجعل هذه النتائج تُحدث نقلة نوعية".
وشملت التجربة، أكثر من 1000 مريض من 244 موقعًا في 17 دولة، مما يجعل النتائج قابلة للتطبيق على مجموعة متنوعة من السكان في جميع أنحاء العالم.
وُزِّع المشاركون عشوائيًا في ثلاث مجموعات. تلقت المجموعة الأولى العلاج الهرموني التقليدي (ليوبروليد) وحده. وتلقت المجموعة الثانية إنزالوتاميد وحده، بينما تلقت المجموعة الثالثة العلاج الهرموني التقليدي وإنزالوتاميد معًا.
على مدى ثماني سنوات من المتابعة، كانت فائدة العلاج المركب في البقاء على قيد الحياة واضحة. وبالمقارنة بالمجموعتين الأخريين، كان لدى المرضى الذين تلقوا العلاج المركب خطر أقل للوفاة المبكرة بنسبة 40.3 بالمائة.
وفي المجمل، أبلغ الباحثون عن أحداث سلبية خطيرة مرتبطة بتجربة الدواء لدى 8.5 بالمائة من المرضى الذين تلقوا العلاج المركب؛ و2.5 بالمائة الذين عولجوا بالليوبروليد؛ و7.6 بالمائة في المجموعة التي تناولت إنزالوتاميد فقط.
ارتفاع نسبة البقاء على قيد الحياة
بلغت نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة ثماني سنوات 78.9 بالمائة في المجموعة المركبة، ومتشابهة إحصائيًا في مجموعة الليوبروليد وحدها (69.5 بالمائة)، ومجموعة إنزالوتاميد وحدها (73.1بالمائة)، وفقًا للنتائج التي نشرت في مجلة "نيو إنجلاند" الطبية، وعرضت في اجتماع الجمعية الأوروبية لعلم الأورام الطبي ببرلين.
قال الدكتور روبرت فيجلين، المدير المؤقت لمركز سيدارز-سيناي للسرطان: "هذه التجربة السريرية، وهي واحدة من تجارب عديدة يقدمها مركز سيدارز-سيناي للسرطان لمرضاه، مثال على العمل التطبيقي الذي يقوم به أطباؤنا العلماء. وستكون النتيجة علاجًا أفضل ونتائج أفضل للمرضى في كل مكان".
ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بالفعل على استخدام عقار إنزالوتاميد في حالات أخرى من سرطان البروستاتا.
ومن المتوقع أن تعمل هذه النتائج الأخيرة على تعزيز إرشادات العلاج، وترسيخ العلاج المركب باعتباره المعيار الجديد للرعاية للرجال الذين يواجهون هذا السرطان العدواني، كما أشار فريدلاند.