بقلم |
فريق التحرير |
الخميس 27 نوفمبر 2025 - 03:46 م
يظل ذكر الله تعالى من أعظم القربات التي يتقرب بها المؤمن إلى ربه، فهو العبادة التي لا تحتاج إلى وقتٍ مخصوص، ولا مكانٍ معين، ولا هيئةٍ محددة، بل يمكن للمسلم أن يذكر ربه قائمًا، أو قاعدًا، أو على جنب، وفي كل شؤون حياته. وقد جاءت النصوص الشرعية مؤكدةً فضله، ومبينةً أثره العظيم على النفس والإيمان والسلوك.
الذكر حياة القلوب
يقرر العلماء أن القلوب تموت بالغفلة، وتحيا بالذكر. فالذكر هو غذاء الروح، ودواء الهموم، ومفتاح الطمأنينة. قال تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}، ومن هنا كان الذكر سببًا لراحة النفس، وانشراح الصدر، وزوال القلق والتوتر.
ويشير المختصون في علم النفس الحديث إلى أن ممارسة التأمل الروحي والتسبيح تخفّض مستوى التوتر، وتزيد التركيز، وتمنح الإنسان شعورًا عميقًا بالسلام الداخلي، وهو ما يوافق ما جاءت به الشريعة منذ قرون طويلة.
فضل الذكر في السنة النبوية
تناولت الأحاديث الشريفة فضل الذكر بيانًا وافرًا، فمن ذلك قول النبي ﷺ:
"سبق المفردون"، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: "الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات".
وفي حديث آخر قال ﷺ: "ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وخيرٍ لكم من إنفاق الذهب والورِق، وخيرٍ لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟" قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "ذكر الله".
هذه النصوص تؤكد أن الذكر عبادة عظيمة تتفوق على نوافل كثيرة، لما فيها من إخلاص القلب وتعلق الروح بخالقها.
آثار الذكر في حياة المسلم
يُحدث الذكر في حياة المؤمن تحوّلات سلوكية واضحة، منها:
2. الوقاية من المعاصي: فاللسان المنشغل بالطاعة لا يجد وقتًا للغفلة أو الزلل.
3. زيادة الحسنات ومحو السيئات: فالذكر من أسهل أبواب الخير، وحسناته تتضاعف بلا مشقة.
4. جلب الملائكة وطرد الشياطين: كما في الحديث: "ما اجتمع قوم يذكرون الله إلا حفّتهم الملائكة…"
5. طمأنينة النفس وقوة الإرادة: فالذكر يمنح صاحبه قدرة على مواجهة الضغوط والصعوبات.
أبرز الأذكار التي حث عليها الإسلام
التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير
الاستغفار
الصلاة على النبي ﷺ
أذكار الصباح والمساء
أذكار ما بعد الصلوات
ويكفي أن النبي ﷺ قال عن كلمتين:
"سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم"
أنهما خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن.
يبقى ذكر الله هو النور الذي يبدد ظلمة الغفلة، والزاد الذي لا ينفد، والعبادة التي لا تحتاج مالًا ولا جهدًا. فهو حياة للقلوب، ورفعٌ للدرجات، وسكينة تسكن النفوس المتعبة. فطوبى لمن جعل لسانه رطبًا بذكر الله، وجعل من الذكر عادةً يومية تزيده قربًا وهداية وثباتًا.