على الرغم من أن سرطان البروستاتا أحد أكثر أنواع السرطان انتشارًا بين الرجال، إلا أن الكثير منهم لا يعرفون أبرز الأعراض التحذيرية التي يجب الانتباه إليها، كما حذر أحد كبار جراحي السرطان.
وبينما يتزايد خطر الإصابة بسرطان البروستاتا مع التقدم في السن، ينصح الدكتور تيم دودريدج، استشاري جراحة المسالك البولية ورئيس تجارب سرطان البروستاتا في مستشفى جامعة ساوثهامبتون ببريطانيا، جميع الرجال بإجراء اختبار مستضد البروستاتا النوعي (PSA) بمجرد بلوغهم سن الخمسين.
وقال دادريدج لصحيفة "ديلي ميل": "السبب الذي يجعلنا حريصين للغاية على برامج الفحص هو أن هذا مرض ينشأ في الأساس في مرحلته الأكثر فتكًا والأكثر قابلية للشفاء في وقت لا تظهر فيه عادةً أي أعراض".
ما هي البروستاتا؟
والبروستاتا هي غدة صغيرة تقع أسفل المثانة مباشرة، وتنتج جزءًا من السائل الموجود في السائل المنوي. وفي مراحله المبكرة، عادة لا تظهر أعراض سرطان البروستاتا، وهو ما يساعد على تفسير سبب تشخيص العديد من الرجال فقط بعد تقدم المرض.
وبحسب دراسة أجرتها مؤسسة سرطان البروستاتا في المملكة المتحدة، فإن ثلث الرجال فقط يدركون أن هذا المرض قد يكون موجودًا دون أي أعراض جسدية، مما دفع الأطباء إلى تحذير الرجال من عوامل الخطر الخاصة بهم بشكل استباقي.
ويقول الأطباء إن أحد أكثر المعتقدات المثيرة للقلق عندما يتعلق الأمر بسرطان البروستاتا هو أن الناس يعتقدون أنه أحد "الأمراض الجيدة"، لأنه ليس مميتًا. لكن دادريدج يقول إن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة.
على عكس الاعتقاد السائد، فإن صعوبة التبول يمكن أن تكون أحد أعراض مشاكل غير سرطانية، مثل تضخم البروستاتا، إلا أنها عادة لا تكون أحد أعراض سرطان البروستاتا، على الأقل في مراحله المبكرة.
والذهاب إلى الحمام بشكل متكرر أو عاجل قد يكون أيضًا علامة على التقدم في السن، لكن دادريدج ينصح بأنه إذا كان هناك شيء غير طبيعي، فمن الأفضل استشارة الطبيب.
ويمكن أن تظهر علامات سرطان البروستاتا الأكثر تقدمًا على شكل فقدان غير مبرر للوزن والتعب وآلام في الظهر أو العظام لا تختفي.
وقال دادريدج إن الألم العميق أو التصلب في أسفل الظهر أو الوركين أو أعلى الفخذين من بين الأعراض الأكثر شيوعا التي يتم تجاهلها.
ويمكن أن يكون هذا علامة على انتشار السرطان، لكن غالبًا ما يتم تجاهله باعتباره مجرد جزء من التقدم في السن، أو إصابة العضلات.
وأضاف دادريدج: "إن البداية المفاجئة لصعوبة الحصول على الانتصاب أو الحفاظ عليه، دون سبب واضح آخر مثل التوتر، يمكن أن تكون في بعض الأحيان علامة، كما يمكن أن يكون وجود الدم في السائل المنوي".
وتابع: "غالبًا ما يتجاهل الرجال هذا الأمر إذا حدث مرة واحدة فقط، ولكن يجب التحقق منه دائمًا".
عوامل خطر الإصابة بالبروستاتا
وعلى الرغم من أن أغلب الرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا من غير المرجح أن يصابوا بسرطان البروستاتا، إلا أن هناك عددًا من عوامل الخطر التي يتعين على الرجال أن يكونوا على دراية بها، كما يقول دادريدج.
إذ أن وجود أقارب مقربين مصابين بسرطان البروستاتا أو الثدي أو المبيض، أو يحملون أحد متغيرات الجين BRCA1 أو BRCA2 (الجينات المسؤولة عن إصلاح الخلايا)، يزيد من خطر الإصابة بالمرض لدى الرجال. لذلك، يُنصح أقارب المرضى بالبدء بإجراء الفحص ابتداءً من سن 45.
وفي حال شك الأطباء في وجود شيء ما بعد إجراء اختبار مستضد البروستاتا النوعي (PSA)، يمكن إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي والحصول على خزعة عبر العجان - إزالة عينات الأنسجة من غدة البروستاتا - للتحقق من وجود خلايا سرطانية.
ويعتمد علاج سرطان البروستاتا على مدى اكتشافه مبكرًا ومدى سرعة نموه. تشمل العلاجات الرئيسة الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الهرموني، لكن بالنسبة للعديد من المصابين بسرطان البروستاتا في مرحلة مبكرة لا تكون هناك حاجة للعلاج الفوري دائمًا.
بدلاً من ذلك، سيطلب الأطباء إجراء اختبارات وفحوصات منتظمة لمراقبة السرطان عن كثب، دون الحاجة إلى إجراء جراحة غير ضرورية يمكن أن تؤدي إلى العجز الجنسي وسلس البول.
وفي هذه المرحلة، عندما يتم اكتشاف المرض مبكراً، فإن أكثر من 85 في المائة من الرجال سيعيشون لمدة عشر سنوات على الأقل بعد تشخيص إصابتهم به، وفقًا لمؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة.