الزواج السعيد يحمي من السمنة

بقلم | فريق التحرير | الاحد 07 ديسمبر 2025 - 01:45 م

توصلت دراسة حديثة إلى أن الرابطة العاطفية القوية بين الأزواج قد تكون بنفس أهمية الصحة البدنية مثل النظام الغذائي وممارسة الرياضة.

وقالت أربانا تشرش، الباحث الرئيس في الدراسة وعالم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: "لقد عرفنا لسنوات أن العلاقات الاجتماعية تؤثر على الصحة، حيث تعمل الروابط الداعمة على زيادة معدلات البقاء على قيد الحياة بنسبة تصل إلى 50 بالمائة".

وأضافت: "لا تزال الآليات البيولوجية التي تفسر هذه الصلة غامضة. تكشف دراستنا عن مسار جديد يُظهر كيف يؤثر الزواج والدعم العاطفي بشكل مباشر على خطر السمنة".

وفي إطار الدراسة، تم تقييم ما يقرب من 100 من سكان منطقة لوس أنجلوس، بدءًا من مؤشر كتلة الجسم ونمط النظام الغذائي، وحتى تصوير الدماغ، ومستويات الهرمونات، والدعم العاطفي، ونوعية البراز.

مؤشر كتلة جسم أقل

وتوصل الباحثون إلى أن الأشخاص المتزوجين الذين يتمتعون بدعم قوي لديهم مؤشر كتلة جسم أقل وعلامات أقل للإدمان على الطعام مقارنة بأولئك الذين يحظون برعاية أقل.

وعندما عُرضت صور الطعام على الأشخاص غير السعداء في زواجهم، كان لديهم نشاط أكثر قوة في القشرة الجبهية الظهرانية الجانبية، وهي منطقة في الدماغ تنظم الرغبة الشديدة في الطعام.

ولم يظهر العزاب والعوانس - مع أو بدون دعم اجتماعي قوي - نفس أنماط الدماغ.

وثبت أن نظام الاتصال المعقد بين الدماغ والأمعاء هو المفتاح.

وأظهرت نتائج دراسة أجريت على الأزواج الذين شعروا بالسعادة تغيرات إيجابية ملحوظة في مستقلبات التربتوفان، والتي يتم إنتاجها في الأمعاء لتنظيم الالتهاب، والتمثيل الغذائي، والاستجابات المناعية، والوظيفة العصبية.

وأحد المستقلبات البارزة هو السيروتونين، وهو هرمون يؤثر على الحالة المزاجية والنوم والشهية.

هرمون الأوكسيتوسين

وعندما نتحدث عن الحالة المزاجية، فإن المخطوبين السعداء أظهروا أيضًا مستويات أعلى من هرمون الأوكسيتوسين مقارنة بالأشخاص غير المتزوجين.

ويساعد ما يسمى بـ "هرمون الحب" على تقليل التوتر وضغط الدم ويساعد حتى على التئام الجروح بشكل أسرع، وفق ما ذكرت صحيفة "نيويورك بوست".

وافترضت تشرش أن تناول هذه الفاكهة قد يعمل على تحسين مناطق الدماغ المسؤولة عن ضبط النفس مع تعزيز صحة الأمعاء.

ونصحت، قائلة: "فكر في الأوكسيتوسين باعتباره قائدًا يدير سيمفونية بين الدماغ والأمعاء، إنه يعزز قدرة الدماغ على مقاومة الرغبة الشديدة في تناول الطعام مع تعزيز العمليات الأيضية المفيدة في الأمعاء، وكلاهما يساعد في الحفاظ على الوزن الصحي."

ضبط النفس

باختصار، قد تشجع العلاقات الزوجية المتناغمة على المزيد من ضبط النفس، وتحسين التمثيل الغذائي، وارتفاع مستويات الأوكسيتوسين.

قالت تشرش: "قد يكون الزواج بمثابة تدريب على ضبط النفس. فالحفاظ على علاقة طويلة الأمد يتطلب التغلب باستمرار على الدوافع السلبية والتوافق مع الأهداف طويلة المدى، مما قد يُعزز الدوائر الدماغية نفسها المسؤولة عن التحكم في سلوك الأكل".

واعترفت تشرش بوجود العديد من القيود على دراستها، التي نشرت في مجلة "جت ميكروبيز"، من بينها أن معظم المشاركين كانوا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة وأن البيانات تم التقاطها في نقطة زمنية واحدة فقط.

مع ذلك، أكدت على أهمية بناء علاقات "طويلة الأمد وإيجابية ومستقرة" لتحسين الصحة. وقد أظهرت الدراسات أن الروابط الاجتماعية القوية يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالخرف.