كشف الدكتور مايكل روسيو، المتخصص في الطب التقويمي والطب الطبيعي، أن الكركمين، المكون النشط الموجود في الكركم، قد يكون فعالاً في علاج ارتجاع المريء بنفس فعالية دواء أوميبرازول، مع تجنب المخاطر الصحية المرتبطة به.
وقال الدكتور روسيو، الذي نُشرت أبحاثه في مجلات طبية محكمة في مقطع فيديو على موقع "يوتيوب"، أن الكركمين قد يساعدهم في السيطرة على حرقة المعدة وارتجاع المريء دون الاعتماد على مثبطات مضخة البروتون.
واستند في ذلك إلى دراسة أجريت عام 2023 قارنت بين دواء أوميبرازول، وهو دواء شائع لخفض الحموضة، والكركمين بجرعة جرامين يوميًا لمدة شهر واحد، وأظهرت النتائج أن كلاهما كان له فعالية متقاربة في علاج عسر الهضم الوظيفي، والذي يتضمن الشعور بالامتلاء، وارتجاع المريء، وعسر الهضم.
وأضاف: "لذا، من المثير للدهشة أن الكركمين، الذي له فوائد جانبية أخرى مثل تخفيف آلام المفاصل، فعال مثل أوميبرازول. وبالطبع، لن يسبب المضاعفات طويلة المدى التي يسببها تثبيط الحموضة باستخدام أوميبرازول".
خصائص الكركمين المضادة للالتهابات
ويتمتع الكركمين بخصائص قوية مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة، مما قد يساعد في تقليل التهاب المريء الناتج عن حمض المعدة. وأظهرت الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أنه قادر على حماية بطانة المعدة من التلف الناجم عن بعض الأدوية والمواد المهيجة الأخرى.
ماذا كشفت نتائج الدراسة؟
ونُشرت الدراسة في مجلة "بي إم جى" تحت عنوان: "الكركمين ومثبطات مضخة البروتون لعلاج عسر الهضم الوظيفي: تجربة عشوائية مزدوجة التعمية مضبوطة".
وخلصت الدراسة إلى أن جرعة يومية من الكركمين عن طريق الفم توفر راحة مماثلة من أعراض عسر الهضم الوظيفي مقارنةً بالأوميبرازول، بحسب صحيفة "إكسبريس".
ولاحظ الباحثون في الدراسة عدم رصد أي آثار جانبية خطيرة؛ ومع ذلك، كشفت تقييمات وظائف الكبد عن تراجع في أداء الكبد لدى المشاركين الذين يعانون من زيادة الوزن والذين تناولوا الكركمين.
كما أشاروا إلى أن نطاق الدراسة كان محدودًا، وواجهت تحديات إضافية، بما فيها قصر مدتها وعدم توفر معلومات طويلة الأمد.
وشدد الباحثون على إجراء دراسات أكثر شمولاً وطولاً. ومع ذلك، خلصوا إلى أن: "هذه التجربة السريرية العشوائية متعددة المراكز توفر أدلة موثوقة للغاية لعلاج عسر الهضم الوظيفي".
وذكروا كذلك: "قد تبرر النتائج الجديدة لدراستنا النظر في استخدام الكركمين في الممارسة السريرية".
عسر الهضم
وعسر الهضم، أو ما يُعرف أيضًا بعسر الهضم المزمن، يحدث عندما تشعر بألم أو انزعاج مستمر أو متكرر في الجزء العلوي من البطن. وغالبًا ما يترافق مع انتفاخ، وتجشؤ، وغثيان، أو الشعور بالامتلاء المبكر.
وقد يشير هذا إلى وجود مشاكل في المريء أو المعدة أو الاثني عشر. وعلى الرغم من أن الأبحاث تبدو مشجعة، فمن الضروري استشارة الطبيب قبل إجراء أي تغييرات جوهرية على النظام الغذائي أو نمط الحياة، بما في ذلك استبدال الأدوية الموصوفة بالمكملات الغذائية.