سلوكيات يومية تُرهق المجتمع وتشوّه الصورة الحضارية لهذا حرمها الإسلام
بقلم |
فريق التحرير |
الاحد 21 ديسمبر 2025 - 04:31 م
في شوارعنا اليومية، تتكرر مشاهد قد تبدو للبعض عابرة أو عادية، لكنها في حقيقتها تمثل مخالفات وسلوكيات خاطئة تؤثر سلبًا على النظام العام، وتُرهق المرافق، وتُسيء إلى المظهر الحضاري للمجتمع. فالشوارع ليست مجرد طرق للعبور، بل فضاءات مشتركة تعكس وعي الناس واحترامهم للقانون والآخرين.
أولًا: إلقاء القمامة في غير مواضعها
من أكثر المخالفات شيوعًا رمي القمامة في الشوارع وعلى الأرصفة، رغم توافر صناديق مخصصة لذلك. هذا السلوك لا يقتصر ضرره على تشويه المنظر العام، بل يسبب انتشار الروائح الكريهة، ويجذب الحشرات، ويهدد الصحة العامة، فضلًا عن تكاليف إضافية تتحملها الدولة في أعمال النظافة.
ثانيًا: التعدي على الأرصفة
كثيرًا ما تُحتل الأرصفة بالمحال التجارية أو السيارات المتوقفة عشوائيًا، ما يضطر المشاة إلى السير في نهر الطريق، معرضين أنفسهم للخطر. والأرصفة وُجدت أساسًا لحماية المشاة، خاصة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، والتعدي عليها يُعد مخالفة واضحة للقانون واعتداءً على حق عام.
ثالثًا: الوقوف العشوائي للسيارات
التوقف الخاطئ أمام المنازل أو المحال أو في صف ثانٍ يتسبب في اختناقات مرورية ويعوق حركة سيارات الإسعاف والطوارئ. ومع أن هذه المخالفة قد تستغرق دقائق في نظر مرتكبها، إلا أن آثارها قد تمتد لساعات على المارة وقائدي المركبات.
رابعًا: الضوضاء والإزعاج
استخدام آلات التنبيه بلا داعٍ، ورفع أصوات الأغاني، وإحداث ضوضاء في أوقات الراحة، كلها سلوكيات تُخالف الذوق العام وتؤثر نفسيًا على السكان، خصوصًا المرضى والطلاب وكبار السن. فالشارع المشترك يفرض احترام خصوصية الآخرين وحقهم في الهدوء.
خامسًا: إهمال المرافق العامة
تشويه الجدران بالكتابة، وكسر أعمدة الإنارة، وإتلاف الحدائق العامة، كلها مخالفات تعكس غياب الوعي بقيمة المال العام. فهذه المرافق ملك للجميع، والحفاظ عليها مسؤولية مشتركة.
الأسباب والدوافع
تعود هذه المخالفات إلى عدة أسباب، من بينها ضعف الوعي المجتمعي، والتهاون في تطبيق القوانين، وغياب القدوة الحسنة، إلى جانب ضغوط الحياة اليومية التي تدفع البعض إلى اللامبالاة بحقوق الآخرين.
الحلول المقترحة
تكثيف حملات التوعية عبر الإعلام والمدارس والمساجد.
تفعيل القوانين وتطبيق الغرامات الرادعة على المخالفين.
تشجيع المشاركة المجتمعية في الحفاظ على نظافة الشوارع.
تعزيز دور المجالس المحلية في المتابعة والاستجابة للشكاوى.
إن الشارع مرآة المجتمع، وما نمارسه فيه من سلوكيات يعكس مستوى وعينا وتحضرنا. والالتزام بالقانون واحترام حقوق الآخرين ليس عبئًا، بل هو أساس العيش المشترك الآمن والنظيف. فبالتعاون بين المواطن والدولة، يمكن تحويل شوارعنا إلى مساحات آمنة تعبر عن قيم النظام والاحترام والمسؤولية.