الأطعمة الدسمة والمشروبات الغازية يمكن أن تسبب حرقة المعدة، لكن الشعور بالحرقان في الصدر أو الطعم الحامض في الفم قد يكون علامة على أحد أكثر أنواع السرطان فتكًا في العالم.
ويُعد سرطان المريء سابع سبب رئيس للوفيات الناجمة عن السرطان في جميع أنحاء العالم بسبب ارتفاع معدل الوفيات وضعف فرص البقاء على قيد الحياة.
غير أن اكتشاف الأعراض مبكرًا وتلقي الرعاية الطبية يمكن أن يحسن بشكل كبير من التشخيص وفرص العلاج الفعال، بحسب ما ذكرت صحيفة "ذا صن".
يكشف البروفيسور نيك ماينارد، استشاري جراحة الجهاز الهضمي العلوي في مستشفى مانور التابع لمؤسسة نوفيلد هيلث أكسفورد ببريطانيا، الأعراض الشائعة وغير الشائعة التي يجب الانتباه إليها- وتلك التي قد يغفل عنها الناس بسهولة.
صعوبة البلع
قد يلاحظ المرضى التصاق الطعام عند تناوله، في أي مكان من أسفل الحلق إلى أعلى البطن، أو قد يلاحظون البطء في بلع الطعام، وأن عليهم تعديل قوام الطعام الذي يتناولونه.
فقدان الوزن
غالباً ما يكون فقدان الوزن ناتجًا عن صعوبة البلع و/أو انخفاض الشهية، مما قد يؤدي إلى سوء التغذية.
ارتجاع الطعام إلى أعلى الحلق
يمكن أن يحدث ارتجاع الطعام مع نمو السرطان وانسداده للمريء، مما يتسبب في عودة الطعام إلى الأعلى بعد بلعه
الألم عند بلع الطعام
يُعزى الألم أثناء البلع إلى الورم الذي يضيق المريء، مع الشعور بالألم في الصدر والحلق و/أو الظهر مع نمو السرطان
يقول البروفيسور ماينارد: "لا يجب تجاهل صعوبات البلع أبدًا، ويجب دائمًا فحصها باستخدام التنظير المعدي (التنظير العلوي للجهاز الهضمي)".
علامات أقل شهرة
قد تشمل أعراض سرطان المريء الأقل شيوعًا:
تفاقم أعراض الارتجاع "التقليدية" أو ظهورها لأول مرة، مثل حرقة المعدة أو طعم حمضي في الفم.
يحذر البروفيسور ماينارد قائلاً: "ينبغي دائمًا التحقق من هذه الأمور إذا بدت "جديدة" بعد سن الأربعين تقريبًا".
في المراحل المتأخرة من المرض، عندما ينمو الورم إلى حجم أكبر، قد يحدث الغثيان وفقدان الشهية.
ويضيف البروفيسور ماينارد: "في حالات نادرة، يمكن أن يظهر سرطان المريء بأعراض مرتبطة بانتشار المرض مثل ألم البطن، وضيق التنفس، وألم العظام، أو الأعراض العصبية".
أعراض يسهل تفويتها
قد يكون من السهل تفويت أعراض سرطان المريء أو تجاهلها لأنها تحاكي أعراض ارتجاع المريء (المعروف أيضًا باسم حرقة المعدة) وعسر الهضم.
يقول البروفيسور ماينارد: "قد يكون من السهل تجاهل الأعراض الطفيفة مثل التفاقم الطفيف لأعراض الارتجاع التي كان من السهل السيطرة عليها سابقًا، أو ظهور هذه الأعراض لأول مرة".
ويمكن أيضًا تجاهل فقدان الوزن بسهولة- بخاصة إذا كان المرضى يحاولون عمدًا إنقاص وزنهم.
ويضيف البروفيسور ماينارد: "يمكن بسهولة تجاهل الأعراض غير المحددة مثل الغثيان أو عدم الراحة في البطن أو آلام الجسم الأخرى باعتبارها لا تستدعي القلق".
الأسباب وعوامل الخطر
يقول البروفيسور ماينارد إن الارتجاع المعدي المريئي هو عامل خطر رئيس للإصابة بسرطان المريء، ومن المرجح أن تكون السمنة وغيرها من التغيرات في نمط الحياة مسؤولة عن ذلك".
زيمكن أن تؤدي حالة تُعرف باسم "مريء باريت"، التي تحدث بسبب الارتجاع، إلى الإصابة بهذا المرض أيضًا.
وفي هذه الحالة، تتغير الخلايا في الجزء السفلي من المريء من خلايا طبيعية إلى خلايا غير طبيعية، وغالبًا ما يكون ذلك بسبب ارتجاع المريء طويل الأمد.
لكن إذا تم تشخيص مريء باريت، فيمكن مراقبته وعلاجه لمنع تحوله إلى سرطان، كما يقول البروفيسور ماينارد.
كما ينصح قائلاً: "يمكنك تقليل خطر الإصابة بسرطان المريء عن طريق اتباع نظام غذائي صحي، وإنقاص الوزن، ومعالجة أي أعراض ارتجاع بشكل فعال".
وأضاف: "يمكن السيطرة على معظم أعراض الارتجاع بشكل جيد للغاية من خلال تغييرات نمط الحياة مثل فقدان الوزن والتغييرات الغذائية، كما يمكن أن يستجيب الارتجاع بشكل جيد للغاية للأدوية التي تسمى مثبطات مضخة البروتون والتي تقلل من كمية الحمض الذي تفرزه المعدة وبالتالي كمية الارتجاع".
وأوضح أنه "في بعض الأحيان، إذا لم تنجح تغييرات نمط الحياة والأدوية، يمكن أن تساعد جراحة المنظار في تقليل الارتجاع".
بالإضافة إلى سرطان المريء، قد تكون هذه علامات على سرطانات الرأس والرقبة، وأورام الدماغ، والعدوى مثل داء المبيضات أو الهربس، والحالات العصبية والعضلية مثل السكتة الدماغية وتصلب الجلد (وهي حالة مناعية ذاتية تسبب تصلب الأنسجة).