هي فعلا أغلى أيام العمر وأغلى أيام الله وفات منها النص..الأيام بتجري واحنا عايزين نمسك في كل يوم ..وفي كل يوم نقول ياري لعل الأمنيات الكبيرة تحصل النهارده ..لكن في نفس الوقت انت لازم تروح لربنا بكل قوة وتبذل كل جهد بقوة في هذه الأيام الغالية على الله سبحانه وتعالي..وكان فيه حد بيسأل ليه الأيام ده بالذات هي الأغلى وإجابتي هي ان الخيرية والاختيار بيد الله يفعل ما يشاء ، فهو "له الخلق والأمر" و"ربك يخلق ما يشاء ويختار" فاختار الله عز وجل الأيام العشرة الأوائل من ذي الحجة لتكون أغلى الأيام وبقيت غالية علينا.. بهذه الكلمات بدأ الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد حديثه في الحلقة الخامسة من برنامج "أغلى أيام الله" الذي يبثه على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.

تعظيم شعائر الله

وتابع الداعية الإسلامي قائلًا: أصبحت هذه الأيام عظيمة وغالية في قلوبنا لأنه "ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب".. ده دليل أنك تقي.. كل ما الحاجات التي اختارها ربنا وفضلها تكبر جواك وتكبر غلاوتها في قلبك ده دليل على أنك تعظم شعائر الله فهي أيام غالية وأيام كبيرة الأيام العشر، ولأنه فات وقت طويل نفكر كل يوم في فكرة وعبادة وتلاقوني بقول امسكوا في ده، اتكلمنا عن قيام الليل وصيام بعض الأيام من العشرة الأوائل واتكلمنا عن قراءة القرآن الكريم ، والنهارده عايزين نتكلم عن "عمل الخير".

العبادة ومعها فعل الخير

وشرح الدكتور عمرو خالد فكرة عمل الخير فقال: مش كفاية أنك تعبد ..ولكن كفاية أنك تعبد وتعمل الخير ..أعمل الخير يعني ايه؟..يعني تساعد إنسان وتقف بجانبه ..فطول ما الناس بتخبط على بابك تعرف أن ربنا بيحبك..عارف تخاف امتى لو بطل حد يخبط على بابك لو بطل حد يطلب منك حاجة ..والله في هذه الحالة تخاف.. طول ما حد بيخبط على بابك افرح لأنك كدة غالي على الله ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لله عبادًا اختصهم بقضاء حوائج الناس يفزع الناس إليهم أولئلك الآمنون يوم القيامة" ، فهم يأمنون يوم القيامة يوم الفزع الأكبر وكانوا في الدنيا شغالين في الخير..اوعى تخلص العشرة الأوائل من غير ما تكون عملت الخيروبكون لك إضافة في فعل الخير، ويكون لها أثر في حياة الناس.

وواصل الداعية الإسلامي حديثه فقال: في سورة الحج تقول آخر آية بها " يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون".. ومن العجيب أن السورة تتحدث عن الحج وكان يمكن الاكتفاء بذلك ولكن الله عز وجل يأمرنا مع هذه العبادة بأن نفعل الخير، مش غريبة أن في سورة الماعون تقول الآيات" فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون" ..أي الإطعام، فعل الخير لازم يكون ملازم للعبادة ، كما تقول الملائكة لأهل النار: "ما سلكم في سقر" فيقولوا: " لم نكن من المصلين ولم نكن نطعم المسكين"، يعني مش كفاية تصلي ..فالله عز وجل يتكلم دائما عن العبادة وفعل الخير .. الاثنان متلازمان، كما يقول الله عز وجل في الحديث القدسي:" إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي ولم يستطل بها على خلقي ورحم الأرملة ورحم المسكين ورحم ابن السبيل"..افعلوا الخير.

وأضاف: يقول النبي صلى الله عليه وسلم :"الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ومن مشى في حاجة اخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ولأن يمشي أحدكم في حاجة أخيه خير له من أن يعتكف في مسجدي هذا أربعين سنة".

ثم تلا الشيخ إسلام أبو العلا الآيات التي تتحث عن الأمر  بفعل الخير في سورة " الحج".

أخرج أحلى ما عندك

وقال الدكتور عمرو خالد تعقيبا على الآيات : آيات جميلة ..والعباد كثيرون ولكن قليل منهم الذي يعرف ويفهم أنه لابد من فعل الخير مع العبادة ..فيجب أن تسأل نفسك ..ستطعم كام واحد؟ .. هتطلع ايه من الملابس التي عندك ولم تلبسها من 5 سنين وقد تحدثك نفسك ازاي اتصدق بها ده جميلة أوي وده براند وازاي أتصدق بها وأنت في الحقيقة لن تلبسها ولم تصبح لايقة عليك وقد تتركه سنين أخرى لحد ما يبوظ وتطلعه، وشوف الآية تقول ايه : "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" ويقول: "ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه" أي لا ترضوه ولا تأخذوه لأنفسكم إلا وأنتم مغمضي الأعين .. لذلك طلعوا الحلو اللي عندكم يا جماعة ومش معنى كدة أنك تطلع كل الحاجات التي عندك وتتصدق بها ولكن من ضمن 10 حاجات حلوة طلع حاجة ولا حاجتين.. انوي على فعل الخير وكتر الخير حولك.. انوي أنك سوف تضحي هذه السنة.

ثم قدم الداعية الإسلامي الفنان هيثم غراب الذي رسم لوحة كبيرة  التسابق على فعل الخير وتفاوت الدرجات في الجنة بحسب سرعة من يتقرب إلى الله.

وضرب الدكتور عمرو خالد عدة أمثلة لتسابق الصحابة على الإنفاق وفعل الخير حتى لو كانوا فقراء كما حدث عندما نادى النبي صلى الله عليه وسلم :"من يتكفل بأولاد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه"، وقال: إن الصحابة كانوا إذا افتقروا تصدقوا ، فينفقون أكثر ابتغاء مرضاة الله وتفريج الكرب.

ثم قدم الداعية الإسلامي شابًا من الصعيد هو مصطفى الدياري الذي حكى قصته مع فعل الخير وقال: كنت مدعو في محافظة الفيوم من أحد رجال الأعمال الذي كنت أعرفه معرفة شخصية وهو كان يبني بيوت للناس البسيطة وقد بني حوالي 20 منزل بسقف من الألواح  والعروق الخشب وكان محافظ الفيوم موجود ، وقمت بتصوير هذه المنازل بموافقة رجل الأعمال ومحافظ الفيوم وعملت مبادرة" ادعم فقراء الصعيد لبناء كل بيت بسيط" والحمد لله تم بناء 15 منزل بسقف من الخرسانة المسلحة، واستشهد الشاب بأثر فعل الخيرات على استجابة الدعاء بسيدنا زكريا عليه السلام الذي استجاب الله دعائه ورزقه يحيي عليه السلام لأنه من الصالحين الذي يسارعون في الخيرات.

ستنال نصيبك من كل شفاعة

واختتم الداعية الإسلامي بقوله: انووا على فعل الخير وسابقوا إليه وأن ما يفعله الإنسان من خير سينال نصيبًا منه كمل قال الله عز وجل " ومن يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها"، واستشهد بما حدثث عندما كان في مؤتمر بكلية في الأردن وطلب منه شاب أن يتحدث مع عميد الكلية حتى يتم تعيينه معيدًا بها لأنه متفوق، وأنه كاد يتجاخهل طلب الشاب لأنه لا توجد سابق معرفة مع عميد الكلية ثم تذكر الآية الكريمة" ومن يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها" وتحدث مع عميد الكلية الذي وافق على تعيين الشاب وفرح كثيرا بذلك، وبسبب هذه الشفاعة فرج الله عنه كربة كبيرة.

وخاطب متابعيه مذكرًا بالدعاء في منتصف الليل، ودعاهم كذلك إلى تفعيل هاشتاج "حياة الإحسان" من تجارب الأعمال الصالحة وأفعال الخير التي قاموا بها.