قال الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد أن العشر الأوائل من شهر ذي الحجة هي أفضل أيام الدنيا وهي  أفضل الأيام عند الله فهي أيام غالية علي الله تعالي ولن تجد وقتا يحبك الله فيه ويعطيك ويجود عليك بالفتح والعطاء أفضل من هذه الأيام  بل ويتجلي فيها عطاء الله وفتح ونصره وعطائه مضيفا انك لواغمضت عينيك ونظرت ماذا فعل الله معك طوال حياتك  وما الخير الذي ينتظرك في هذه الأيام لشعرت انك حياتك كلها وكوم والعشر الأواخر كوما أخر ولوجدت أن هذه أفضل أيام الله.

وقال خالد في الحلقة الرابعة من حلقاته في العشر الأوائل من ذي الحجة أن هذه الأيام هي أغلي أيام الله وذلك لعدة أسباب منها أن في هذه الأيام الحج كما أن شهر رمضان  غال علي الله كون نزل فيه القرآن فضلا عن أن العشر الأوائل من ذي الحجة نزلت فيها الأيام الكريمة : " اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا "وعندما سمع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذه الأيه قال هذا يوم عيد  فضلا عن أن هذه الأيام تجتمع فيها أمهات العبادات من حج وصيام وقيام الليل وحب الخير وبر الوالدين وحب العمل الصالح .

عشر ذي الحجة واجتماع أمهات العبادات

ولفت الداعية الإسلامي الي أن الرسول صلي الله  عليه وسلم كان يحرص خلال هذه الأيام علي التقرب إلي الله بعدد من الطاعات منها صوم التسع الأوائل من ذي الحجة لما فيها من غفران ذنوب عام مضي وعام قادم بل كان يحرص علي جمع أهله وذويه علي مائدة الأقطار في هذه الأيام المباركة  بعد الصيام وهي سنة نبوية يجب علي كل مؤمن أن يحرص علي إحيائها في هذه الأيام المباركة انطلاقا من هذه الأيام العمل الصالح فيها احب الأعمال إلي الله .

ولفت خالد إلي أربعة من العبادات تكرس معني الإحسان يجب الإكثار فيها  في هذه الأيام من عمل الخير وبر الوالدين والاخذ بيد الناس إلي الله "الدعوة " حيث يجب علي المؤمن القيام بهذه الطاعات الأربع حتي ولو بجزء ضئيل منها حيث كان يحرص النبي علي قيام الليل في العشر الأوائل من ذي الحجة مصداقا لقوله تعالي   أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا حيث تلاه الشيخ إسلام الذي يرافق الدكتور عمرو خالد خلال حلقاته عن العشر الأوائل حيث اوصي بسماع هذه الآيات بتدبر وبقلبك.

ونبه الدكتور خالد إلي أن هذه الآيات توضح فائدة قيام الليل في هذه الأيام المباركة حيث خاطب الله نبيه صلي الله عليه وسلم بوصفه بالمزمل حيث كان النبي ينزل من الغار وهو يرتجف من البرد حيث يوصيه ربه بقيام الليل ليجلب له الطمأنينة  ونهاية أوجاع القلب وتبتل القلب الذي يجلبه الله للمؤمن نتيجة حرصه علي قيام الله وانقطاع قلبه عن كل شئ الا الله  بل ان جبريل عليه السلام كان يوصي النبي بقيام الليل ويقول له "قيام الليل شرف المؤمن" في إشارة إلي أن الحرص علي قيام الليل يرفع مقام المؤمن ودرجته مصداقا لقوله تعالي "من الليل فتجهد له نافلة عسي ان يبعثك ربك مقاما محمودا"

شرف قيام الليل في عشر ذي الحجة

بل ان الرسول صلي الله عليه وسلم  والكلام مازال للدكتور خالد أعلي من شرف قيام الليل بقوله في الحديث الشريف "ركعتان خفيفتان يصلي بها العبد في جوف الليل أحب إلي الله من الدنيا وما فيها "مشيرا إلي أن البيوت التي تحرص علي قيام الليل هي البيوت التي يخرج الله منها نورا الي السماء مستحضرا لوحة للفنان هيثم غراب ظهرت خلال الدرس تخرج منها من البيوت أنوار من السماء في علامة علي حرص أهلها علي شرف قيام الليل في هذه الأيام المباركة .

قيام الليل  في عشر ذي الحجة شرف المؤمن

ووضع  الداعية الإسلامي عمرو خالد برنامجا عمليا لقيام الليل في هذه الأيام المباركة خصوصا في الثلث الأخير من الليل انطلاقا من ان الله ما ايقظك في هذا الوقت المبارك إلا لأنه يحبك عبر فتح المصحف وقراءة الورد خلال صلاة قيام الليل أو فتح الهاتف المحمول علي هذا الجزء من الورد الذي يمكن أن تقرأ جزءا منه صباحا أو خلال صلاة قيام الليل

واعاد الدكتور خالد الا الأذهان ذكريات الشاب أحمد خالد عن العشر الأوائل من ذي الحجة حيث أوضح خالد أن هذه الأيام المباركة كانت فارقا في حياته وكانت أيام فتح وعطاء حيث وصفها بأنها طريق مختصر للهداية إلي الله لاسيما أن يوم عرفة فيها يوم محدد يعرفه الجميع بالمقارنة مع العشر الأواخر من رمضان حيث يجتهد المسلمون في تحري ليلة القدر.

ودعا الدكتور عمرو خالد في نهاية الدرس الي ضرورة استحضار الهم وشخذها خلال هذه الأيام المباركة حرصا علي إرضاء الله ونيل محبته والحصول علي عطائه وفتحه باعتبار أن هذه الأيام هي أيام معجزات يتجلي الله فيها علي عباده بالفتوحات الكبرى والرزق الوفير والثواب الجزيل حيث اقسم الله بها في قوله والفجر وليال عشر والله تعالي لا يقسم إلا  بأيام عظيمة رفيعة يكثر فيها الخير والعطاء .