أخبار

التسويف بالتوبة وفعل الخيرات… داءٌ خفي يُبدّد العمر ويُفوّت النجاة

هذه الأغذية تمنحك صحة أفضل وتساعدك على العيش لفترة أطول

لماذا قال الله : "إن رحمة الله قريب من المحسنين" وليس قريبة؟.. سبب ومغزى جميل تعرف عليه

لماذا نشعر بالتعاسة والفقر؟.. حصنوا بيوتكم وأرزاقكم بالعدل

ما هي الآيات المحكمات والأخرى المتشابهات في القرآن؟ (الشعراوي يجيب)

قبل أن تلعن الشتاء وتحمل إثمه.. آيات ونفحات ربانية في أجواء البرد والأمطار

ما علاقة التقوى بالاستغفار ورزق الله لك؟.. الدكتور عمرو خالد يجيب

35 عبرة نتعلمها من أحداث قصة يوسف و60 درسًا من شخصية النبي الكريم في الصبر والتقوى وحسن التخطيط

تيقن.. الذنوب والمعاصي ليست حاجزًا بينك وبين الله

ليست كلها ضدك.. أسباب تحول بينك وبين استجابة الدعاء

في هذه الأحوال ستشعر بقيمة النعمة؟.. كيف تدخر منها قبل زوالها

بقلم | أنس محمد | الخميس 13 فبراير 2025 - 02:14 م

 يقول النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : "اغتنِمْ خمسًا قبل خمسٍ : شبابَك قبل هِرَمِك ، وصِحَّتَك قبل سِقَمِك ، وغناك قبل فقرِك ، وفراغَك قبل شُغلِك ، وحياتَك قبل موتِك".

 هناك أشياء لا ينفع معها الندم بعد فوات الآوان، فربما يفرط الإنسان في النعمة، حتى إذا ما زالت من بين يديه عرف قيمتها، وندم عليها، ولكن كيف ينفع الندم، لذلك أرشَدَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه إلى اغتنامِ الفُرَصِ في الحياةِ؛ للعمَلِ للآخِرةِ بِـمَلْءِ الأوقاتِ بالطاعاتِ؛ لأنَّها هي عُمرُ الإنسانِ في الدُّنيا، وذَخيرتُه في الآخرةِ.

ومن أصعب الظروف التي يمر بها الإنسان، وتكشف عن عدم رضا خالقه، هو زوال النعمة، فأقسى اللحظات التي يمكن أن يعيشها إنسان أن تسلب منه نعمة، وتزداد هذه اللحظات قسوة عندما يكون الإنسان في حاجة إلى هذه النعمة، في الوقت الذي لا يستطيع الإنسان أن يعيش بدون هذه النعم التي وهبها الله لنا، وقال عنها: " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها"، وحكى القرآن الكريم عن حب الإنسان للنعمة بقوله تعالى : (أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب).

 وكان النبي صلى الله عليه وسلم، يستعيذ بالله من الحور بعد الكور، أي النقصان بعد الزيادة، وذلك في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وأصحاب السنن، أنه قال كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا سَافَرَ يَتَعَوَّذُ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ وَالْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ وَدَعْوَةِ الْمَظْلُومِ وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الأَهْلِ وَالْمَالِ.

 وهناك بعض الأمثلة التي تكشف لنا كيف يستهين الأغنسان بنعم الله عز وجل، فتجد في الوقت الذي تجوع فيه بطون ملايين البشر، من يقوم بشراء رقم مميز لسيارته بآلاف الدولارات لمجرد انها توافق تاريخ ميلاده او ميلاد زوجته، كما أن هناك من ينفق لعمل الولائم عشرات الآلاف من الجنيهات لشراء الأضاحي واللحوم والذبائح، لمجرد أن المدعوين ربما لا يتجاوز عددهم عشرة أفراد، فيكون مصير هذه الولائم من لحوم وأشهى المأكولات هو الدفن في القمامة، كما نجد من يقوم بشراء حذاء اللاعب الفلاني بملايين الدولارات، وسروال المطربة الفلانية، في صورة تبشر بانتشار الفقر نتيجة الاستهانة بالنعمة.

 ولقد صور القرآن هذه المسألة بشكل عام وأعطاها أمثلة من قصص الأولين، ففي سورة البقرة تحدث عن الصدقات وإحباطها بالمن والأذى وفي سورة الكهف تكلم عن صاحب الجنتين الذي قال للفقير أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا، ثم أحاط الله بثمره واحترقت الجنة لأنه لم يشكر الله ولم يعط الحق المعلوم من هذا المال، وكذلك في قصة أصحاب الجنة الذين تخفوا في الليل لجمع الثمار كي لا يعطوا الفقراء، فكان عقابهم السلب بعد العطاء وأخذ الله منهم جنتهم وأصبحت كالصريم.

  أما قارون فسلب نعمة الحياة وخسف الله به وبماله الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين.

 فالمسلم الفطن لابد وأن يكون بصيرًا بأفعاله، وأنه إذا ذهبت منه نعمة فهذا بسبب ذنب من ذنوبه، وهذا يدعوه إلى أن يرجع إلى ربه ويتوب وينيب.

 ولعل من أهم الفوائد التي يحققها المؤمن عند نزول مصيبة به أنها تجعله يقف مع نفسه وقفة ليحاسبها؛ فالمصائب وإن كانت ترفع الدرجات عند الصبر عليها فإنها قد تكون نتيجة خطأ قلبي وقع فيه العبد فأنزل الله به المصيبة، ولقد ذكر الله عز وجل هذا النوع من المصائب في القرآن الكريم أكثر من مرة؛ فقال بعد مصيبة أحد: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} [آل عمران: 165]، وقال بشكل عام في سورة الشورى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30].

اقرأ أيضا:

التسويف بالتوبة وفعل الخيرات… داءٌ خفي يُبدّد العمر ويُفوّت النجاة



موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled يقول النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : "اغتنِمْ خمسًا قبل خمسٍ : شبابَك قبل هِرَمِك ، وصِحَّتَك قبل سِقَمِك ، وغناك قبل فقرِك ، وفراغَك قبل شُغلِك ، وح