أخبار

حكم الرطوبة والبلل الخارج من الفرج والطهارة منها؟

مواعظ مبكية بين عمر بن عبد العزيز والخليفة سليمان

داوم على طرق باب الله يوشك أن يفتح لك

أذكار وتسابيح كان يداوم عليها النبي كل صباح

هل تبحث عن السعادة.. حاول أن تكتشف نفسك وابدأ بهذه الحقائق

ماذا تعرف عن الريح التي تقبض أرواح المؤمنين؟

لماذا البعض يخاف أن يموت قبل أن يكمل النطق بالشهادة؟ (الشعراوي يجيب)

ابني بطيء في الكتابة مع أنه ذكي وسريع الاستيعاب.. ما الحل؟

كل ما يقربك من القرآن.. دعاء الحفظ وأسهل الطرق للوصول

حينما تأتيك المصائب فجأة وتشتد عليك الدنيا.. اقرأ هذه القصة

"امرؤ القيس" شاعر أذهل العرب.. سمع خبر مقتل أبيه.. فقال "اليوم خمر وغدًا أمر"

بقلم | محمد جمال | الاثنين 05 اغسطس 2019 - 12:23 م

قد ينشغل الشخص بعمل شيء ما لدرجة انهماكه الشديد فيه حتى وأن جاءه أمر آخر أشد أهمية، فلا يعطيه الاهتمام حتى يكمل ما هو يقوم بفعله، إلا أن الشاعر الجاهلي امرؤ القيس، وصل انهماكه الشديد بشرب الخمر، لدرجة أنه سمع خبر مقتل والده، فاستمر فيما هو فيه من اللهو والخمر، وقال قولته المشهورة: "اليوم خمر وغدًا أمر".

وقائل هذا المثل هو الشاعر الجاهلي أمرؤ القيس، كان أمرؤ القيس من قبيلة يمنيه اسمها قبيلة كندة، وكان أباه هو الملك حُجرًا، قد طرده أباه وأقسم بألا يقيم معه، فذهب أمرؤ القيس وهام بوجهه في أحياء العرب هو ورفاقه، فكان إذ صادفه صيد ذبحه وأكله هو ومن معه، وعند الانتهاء من الصيد وأكله كان يشرب الخمر مع رفاقه حتى أتاه خبر مقتل أبيه.

وكان والد امرؤ القيس قد أوصى وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، أن يعطى الملك من بعده لمن يأخذ خبر موته دون أن يجزع، ولما سمع أبناؤه خبر قتل أبيهم ،جزعوا جميعًا إلا أمرؤ القيس، فقد كان في مجلس مع رفاقه يلعب النرد ويشرب الخمر، وعندما قيل له خبر وفاة أبيه لم يهتم لما قيل وأكمل لعبه وطلب من رفيقه أن يرمي النرد، فلما لعب قال له ما كنت لأفسد عليك لعبك ، ثم نظر إلى الناعي، وقال: ضيعني صغيرًا وحملني دمه كبيرًا ، لا صحو اليوم ولا سُكر غدًا، اليوم خمر وغدًا أمر.


وأخذ أمرؤ القيس يشرب الخمر كثيرًا حتى فاق وأخذ على نفسه عهدًا ألا يأكل ولا يشرب خمرًا ولا يقرب من النساء حتى يثأر لأبيه.


عبقريته وشعره



يعد امرؤ القيس من الشعراء الجاهليّين العرب الأفذاذ، الذين ذاع صيتهم وانتشر، وهو من شعراء المعلّقات المشهورة، وقد لُقّب بالعديد من الألقاب التي منها ذو القروح، وحندج، والملك الضليل، ومعلّقته المعروفة قفا نبكِ من أجمل القصائد العربيّة، ويعتبر بذلك رأس الشعراء العرب، وقد وقف على دراسة حياته وشعره الكثير من النقّاد واللغويّين العرب، وحلّلوا قصائده تحليلاً تفصيليّاً أظهروا ما تُخفيه من معانٍ وجمال.


ولد امرؤ القيس في منطقة بطن عاقل في نجد، نشأ حياته في الترف واللهو، شأنه في ذلك شأن أولاد الملوك، وقد كان يفحشُ في غزله، وفي سرد قصصه الغراميّة، وسلك في شعره مسلكاً قد خالف فيه تقاليد البيئة، ويُعتبر من الشعراء الذين دخلوا بشعرهم إلى مخادع النساء، وكثيراً ما كان يتسكّع مع صعاليك العرب معاقراً للخمر، وبذلك فقد التزم نمطَ حياة لم يرضَ عنها والده، فقام بطرده وإرجاعه إلى أعمامه وبني قومه في حضرموت مُتأمّلاً في تغييره، ولكنه استمرّ في مجونه، واستدام بمرافقة الصعاليك.


ولم يعشْ امرؤ القيس طويلاً، ولكن كثرة ترحاله وتجاربه التي مرَّ بها فاقت أضعاف السنين التي عاشَها، فقد أمضى بدايةَ حياته في الشرب واللهو، ولكن سرعان ما تحوّلت إلى حياة مسؤوليّة أثبت فيها أنه فارسٌ مغوار حين أخذ على نفسه عهداً بالثأر لموت والده، الذي كان سبباً في صقل ملَكَته، وإذكاء وهجها، ومن تلك المرحلة في حياته كَثُر تنقله وترحاله حتّى وصل به المطاف إلى أنقرة، حيثُ حلَّ بجسده التعب وأنهكه المرض حين أصابه الجدريّ الذي كان سبباً في وفاته، وكان ذلك كما يُرجحُه المؤرخون في سنة خمسمائة وأربعين ميلاديّة، ويقع قبره في العاصمة التركيّة أنقرة على تلة هيديرليك.


 وكان شعر امرئ القيس عفويًا في التعبير عن خطرات قلبه ومعاناته، ينساقُ بأنسام البوادي، وقسوة الفيافي، وكغيره من الشعراء الجاهليين فقد اتسم شعره أيضاً بصدق التعبير، وبساطة الأخيلة والتشبيهات بالرغم من الألفاظ التي نراها غريبة وغير مفهومة، فقد جاءت تلك التشبيهات من البيئة المحيطة به والواقع الذي يعيشه، إلى جانب بساطة ووضوح قصائده بالرغم من تعدّد الموضوعات فيها من فخرٍ، ورثاء، وغزلٍ، كما هو معروف من تقاليد فنيّة عند الشعراء، أمّا لغتُه فتتميّز بالرقة في الغزل والنسيب، وبالفخامة والجزالة في الفخر والمدح.



ومن شعر امرئ القيس



ترى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصاتِها**** وقيعانها كأنه حبَّ فلفل


 كأني غَداة البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَلّوا **** لدى سَمُراتِ الحَيّ ناقِفُ حنظلِ


 وُقوفاً بها صَحْبي عَليَّ مَطِيَّهُمْ **** يقُولون لا تهلكْ أسى وتجمّل


من "كندة" إلى "أنقرة"


امرئ القيس.. أفضل من نطق الشعر في العصر الجاهلي، وواحد من أصحاب المعلقات، شغلت أشعاره النقاد، فوقفوا على شعره شرحًا وأفردوا له دراسات تفصيلية، فقد كان سباقًا إلى كثير من المعاني والصور.


نشأته:



ولد امرئ القيس في قبيلة كندة، وهو يماني الأصل ، ولد عام 496-544م بنجد ، في منطقة بطن ذي عاقل كان والده ملك أسد وغطفان ، واختلف في نسب أمه فقد ذكر الرواة أن أمه ، هي فاطمة بنت ربيعة بن الحارث بن زهير ، أخت كليب ومهلهل ابني ربيعة التغلبيين.


قال امرئ القيس الشعر مبكراً وهو غلام ، وجعل يتغزل في النساء ، ويلهو ، ويعاشر صعاليك العرب ، كعادة أبناء الملوك ، فانتهي ذلك إلى علم والده ، فأبعده إلى حضرموت موطن عشيرته ، وهو في العشرين من عمره ، ولكنه استمر يتنقل مع أصحابه في أحياء العرب ، يشرب ويطرب ، ويغزو ، ويلهو .


 وغلب على شعر امرئ القيس حبه للنساء ، والتغزل بهن ، وقد ورد في شعره الكثير من أسماء النساء ، ذكر ابن قتيبة منهن ثلاثًا هن : فاطمة بنت العبيد العامرية ، وأم الحارث الكلبية ، وعنيزة صاحبة يوم دارة جلجل ، وهناك نساء أخريات وردت أسماؤهن في شعره ، وفي أخباره المروية ، كأمّ جندب ، وزوجته هند الكندية ، وابنة القيصر .


كيف تأثر؟



عاش الشاعر حياته بين قطبي اللهو والحرب ، فقد كان لاهيًا عابثًا ، حتى ثار بنو أسد على أبيه فقتلوه ، فبلغه ذلك وهو جالس للشراب فقال: رحم الله أبي ! ضيعني صغيرًا وحملني دمه كبيرًا ، لا صحو اليوم ولا سكر غدًا ، اليوم خمر وغدًا أمر ، حيث طاف شبه الجزيرة طولها وعرضها باحثًا عن أنصار ، لدعمه في سعيه للثأر لأبيه واسترداد ملكه ، أو هاربًا من أعدائه.


موهبته:



كان امرئ القيس نجمًا ساطعًا في سماء الشعر العربي في كل عصوره ومراحله ، ولا يمكن أن ينكر منكر دوره في شكل القصيدة العربية في العصر الجاهلي ، حيث انطلق من ملكة شاعرية متفردة ، وأساليب شعرية غير مسبوقة.


 فأصبحت أشعاره مع الأيام والعصور ، سننًا وطرائق لا سبيل إلى تجاوزها أو حتى تغييرها وتطويرها ، من ذلك استيقاف صحبه ، والبكاء في الديار ، ورقة النسيب ، وقرب المأخذ ، وتشبّيه النساء بالظباء وتشبّيه الخيل بالعقبان والعصيّ ، وقيّد الأوابد .


 من أشعاره الخالدة:



وقف كثير النقاد حول أبيات أنارت الطريق لمن بعده في الخيال والصور ، وتخلدت في ذاكرة الزمان ، وأصبح بسببها أشعر الشعراء في تاريخ آداب العرب ، فمنها قوله في وصف الفرس:


مكر مفر ، مقبل مدبر ، معًاك جلمود صخر حطه السيل من عَلِ


وقوله في اشتداد الهم في الليل ، مع استواء الليل والنهار في أنواع الظلمة والهموم:


ألا أيها الليل الطويل ألا انْجلي بصبح ، وما الإصباح منك بأمثل



بناء القصيدة والصور في شعره :



من التقاليد الفنيّة للقصيدة الجاهلية ، تعدّد الموضوعات فيها من فخرٍ ، ورثاء ، وغزلٍ ، وكذلك جاءت قصائده تحمل الكثير من الموضوعات ، وكان شعره عفويًا في التعبير عن خطرات قلبه ومعاناته ، ويحمل شعره بين طياته أنسام البوادي ، وقسوة الفيافي.


 واتسم شعره أيضًا بصدق التعبير ، وبساطة الخيال والتشبيهات والصور ، بالرغم من الألفاظ التي نراها غريبة ، وغير مفهومة فقد كانت مفهومة وقتها ، فقد جاءت تلك التشبيهات من البيئة المحيطة به والواقع الذي يعيشه ، إلى جانب بساطة قصائده ووضوحها ، أمّا لغتُه فتتميّز بالرقة في الغزل والنسيب ، وبالفخامة والجزالة في الفخر والمدح .


وفاة امرئ القيس:



كانت وفاته أثناء تنقله بين البلاد ليبحث عمن ينصره في إعادة ملكه الضائع ، حيث وصل إلى بلاد الروم إلى القسطنطينية ، وبعد شباب قضاه في الحرب ، والثأر والتنقل ، تعب جسده وأنهك وتفشى فيه ، وهو في أرض الغربة داء الجدري ، فلقي حتفه هناك في أنقرة في سنة لا يكاد يجمع على تحديدها المؤرخون .

الكلمات المفتاحية

امرؤ القيس شعراء العرب شعراء الجاهلية

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled قد ينشغل الشخص بعمل شيء ما لدرجة انهماكه الشديد فيه حتى وأن جاءه أمر آخر أشد أهمية، فلا يعطيه الاهتمام حتى يكمل ما هو يقوم بفعله، إلا أن الشاعر الجاهلي امرؤ القيس، وصل انهماكه الشديد بشرب الخمر، لدرجة أنه سمع خبر مقتل والده، فاستمر فيما هو فيه من اللهو والخمر، وقال قولته المشهورة: "اليوم خمر وغدًا أمر".