الله تعالى " يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور"، فالإنسان مسجل ومكتوب عليه بكل ما تحدث به قال الله تعالى: " وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد".
سؤال:
ما حكم من حدّث نفسه بصوت مسموع -كأن يكون في غرفة وحده، ويتحدث مع نفسه بصوت مسموع-؟ وهل يؤاخذ بما يقول؟
الجواب:
قالت لجنة الفتاوى بإسلام ويب: إذا ترتب على ذلك (أي حديث النفس بصوت مسموع) قول، أو فعل، فيؤاخذ صاحبه، ففي الحديث الذي رواه البخاري، ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل، أو تكلم به.
وكون المرء في حالة انفراد، لا ينفي عنه المؤاخذة، إن كان هذا القول مما يؤاخذ به، وكان القائل تناله الأحكام، أي: مكلفًا.
ومضت لجنة الفتاوى موضحة في إجابتها أن الإنسان إن كان لا يحاسب عليه فمعناه أنه معفو عنه، ولن يفضح به بين الخلائق، أما ما سوى حديث النفس مما يتلفظ به الإنسان بلسانه أو يعمله بجوارحه عن قصد، وكذا أعمال القلوب، فإن ذلك يكتب في صحيفته، فإن تاب منه وأناب فإنه لا يفضح به أيضا على رؤوس الأشهاد، بل يغفر له ربه، ويتوب عليه، ويمحو سيئاته، ويبدلها حسنات، ويستره في الآخرة.
وإن لم يتب منه فهو تحت مشيئة الله إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذبه.
اقرأ أيضا:
هل يحرم الصوم فى النصف الثاني من شعبان؟هل يفضح المؤمن بذنوبه؟
وأضافت لجنة الفتاوى: وقد دلّت النصوص على أن المؤمن لا يفضحه الله بذنوبه.
جاء في صحيح البخاري عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله يدني المؤمن، فيضع عليه كنفه ويستره، فيقول: أتعرف ذنب كذا، أتعرف ذنب كذا؟
فيقول: نعم أي رب، حتى إذا قرره بذنوبه، ورأى في نفسه أنه هلك، قال: سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته، وأما الكافر والمنافقون، فيقول الأشهاد: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين {هود: 18}.
ولفتت إلى قول الإمام الغزالي رحمه الله تعالى:الذي جاء فيه: فهذا إنما يرجى لعبد مؤمن ستر على الناس عيوبهم، واحتمل في حق نفسه تقصيرهم، ولم يحرك لسانه بذكر مساويهم، ولم يذكرهم في غيبتهم بما يكرهون لو سمعوه، فهذا جدير بأن يجازى بمثله في القيامة.