قد تفرض الظروف ما لم يكن متوقعا في الحسبان، خاصة في أحلك الظروف، عندما ينزل الموت وتتم مراسم الدفن.
وقد تظهر من الحالات ما يكون غريبا وغير معتاد في دفن الميت وإكرامه بعد وفاته.

سؤال محير:

ورد سؤال هل يجوز دفن النساء مع الرجال في عينٍ واحدة؟

الجواب:

وجاء رد لجنة الفتوي بمجمع البحوث الإسلامية علي هذا التساؤل قائلة :إن الأصل أن يدفن كل ميت في قبر مستقل، أما دفن الرجال والنساء في قبر واحد، فلا ينبغي إلا في حالات الضرورة المعتبرة شرعاً، ويجعل بينهما حاجزا من تراب .
وأضافت اللجنة في الفتوي المنشورة علي الصفحة الرسمية للمجمع علي شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك " : وإذا دفن الرجل بجوار المرأة أو العكس بلا ضرورة كره ذلك على الراجح من أقوال أهل العلم .

هل يجوز دفن الرجال مع النساء في قبر واحد؟

فتوي مجمع البحوث فصلت الأمر بشكل موسع موضحة أن الأصل أن يدفن كل ميت في قبر مستقل، وهذه هي السنة الموروثة من لدن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – إلى يوم الناس هذا، وقبور المسلمين شاهدة على ذلك ابتداء من البقيع وحتى الآن، فقد دُفِن في البقيع الصحابة رجالا ونساء، ولكن لكل ميت وميتة قبر مستقل .
وتابعت الفتوي: أما بخصوص دفن الرجل والمرأة في قبر واحد, فلا ينبغي إلا في الضرورة, ويكره في غيرها.
 قال عبد الله بن محمود بن مودود الموصلي الحنفي - رحمه الله - : "وَيُكْرَهُ أَنْ يُدْفَنَ اثْنَانِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ إِلا لِضَرُورَةٍ ، وَيُجْعَلُ بَيْنَهُمَا تُرَابٌ" .

اظهار أخبار متعلقة

ما حكم دفن الرجل والمرأة في مقبرة واحدة ؟ 

فيما قال العلامة الحطاب المالكي بحسب الفتوي عند قول الشيخ خليل - رحمهما الله تعالى- : "وَجَمْعُ أَمْوَاتٍ بِقَبْرٍ لِضَرُورَةٍ " قال: " وَيُكْرَهُ مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ, وَيُجْمَعُ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَالرَّجُلِ فِي قَبْرٍ لِلضَّرُورَةِ ".
وفي نفس السياق بحسب الفتوي وقول العمراني الشافعي - رحمه الله - : "إن دعت ضرورة أن يدفن رجل مع امرأة في قبر ... جعل الرجل أمامها وجعل بينهما حاجز من تراب "
حالات أخرى لجواز جمع الرجل والمرأة في قبر واحد:
وشاطره القول بحسب الفتوي ابن قدامة الحنبلي – رحمه الله " حيث أوضح أنه لا يُدْفَنُ اثْنَانِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ ، إلا لِضَرُورَةٍ كَكَثْرَةِ الْمَوْتَى وَقِلَّةِ مَنْ يَدْفِنُهُمْ ، وَخَوْفِ الْفَسَادِ عَلَيْهِمْ " فهذه أمثلة للضرورة التي تجوز جمع الأموات بالقبر، وأما في غير الضرورة فيكره ذلك.

الخلاصة:

خلصت لجنة الفتوي في النهاية للقول : يجوز دفن الرجل مع المرأة في قبر واحد عند الضرورة ويوضع حاجز بينهما وأما في الأحوال العادية فينبغي أن يدفن كل ميت في قبر لوحده .
واستندت فتوي مجمع البحوث الإسلامية على قول الإمام الشافعي – رحمه الله - : وَلَا أُحِبُّ أَنْ تُدْفَنَ الْمَرْأَةُ مَعَ الرَّجُلِ عَلَى حَالٍ، وَإِنْ كَانَتْ ضَرُورَةٌ، وَلَا سَبِيلَ إلَى غَيْرِهَا كَانَ الرَّجُلُ أَمَامَهَا، وَهِيَ خَلْفَهُ، وَيُجْعَلُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ فِي الْقَبْرِ حَاجِزٌ مِنْ تُرَابٍ .