مع انتشار أي فيروس في الجو، ترى حديث المتخصصين والعلماء، يتوقف عند ضرورة وأهمية النظافة، وكأن الناس أول مرة يسمعون عن أهمية هذا الفعل الذي علمنا وحثنا عليه النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم.
بل أنه بالأساس الوضوء الذي يقدم عليه المسلم 5 مرات في اليوم، إنما هو من النظافة، لذلك كان صلى الله عليه وسلم حريصًا جدًا أن يؤكد أن النظافة من الإيمان، والمعنى واضح جدًا، فإن كنت مؤمنًا حقًا بالله تعالى لابد أن تكون نظيفًا، مهندم الثياب، مصلحًا شعرك ولحيتك.
ليس الأمر بالغنى والفقر، وإنما بالمداومة على النظافة وهي أمور لا تفرق بين غني وفقير.
اقرأ أيضا:
كلما رأيت الخير.. أسرع الخطى إليهعن مالك عن زيد بن أسلم أن عطاء بن يسار أخبره قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فدخل رجل ثائر الرأس واللحية فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده أن اخرج كأنه يعني إصلاح شعر رأسه ولحيته ففعل الرجل، ثم رجع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أليس هذا خيرا من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان».
منهج الرسول في النظافة
ولأهمية النظافة، وضع النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم منهاجًا خاصًا بها، بداية من الاستيقاظ حتى النوم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يدخلها في وضوئه، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده».
ثم يشرع العبد المؤمن بعد الاستيقاظ في الوضوء لصلاة الصبح، وهي مهمة جدًا لنظافة البدن.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أمتي يأتون يوم القيامة غرًا محجلين من أثر الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل».
ثم إذا شرع المسلم في الشرب أو الأكل، عليه أن يبدأ بنظافة أيضًا، فعن أبي قتادة رضي الله عنه أنه قال، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا شرب أحدكم، فلا يتنفس في الإناء»، وتقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، إنه كان النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يأكل غسل يديه.
منهج حياة
إذن النظافة كانت منهج حياة للنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، ونقلها إلى أمته، ليعلمهم كيف ينظفون أبدانهم وثيابهم، بل كيف يكون الإتيكيت والبريستيج.. بينما نحن الآن نسينا كل ذلك للأسف.
ومما لاشك فيه أنه من أهم عمليات الغسل والنظافة اليومية، الوضوء.
فقد روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسًا، ما تقول ذلك يبقي من درنه؟»، قالوا: لا يبقي من درنه (وسخه) شيئًا، قال: «فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله به الخطايا».
إذن النظافة مثلما هي طهارة حسية ومعنوية للإنسان معًا، وهي سلوك ملازم له في حياته دائمًا، حتى يقي نفسه من الأمراض.