قال الدكتور محمد طه أستاذ الطب النفسي بجامعة المنيا أن أهم التغيرات التي من المتوقع أن تحدث بسبب أزمة كورونا هي نمو ونضوج "الوعي" لدى الجميع، خاصة الوعي الصحي، على مستوى الأفراد والمجتمعات، مما ينعكس على السلوكيات اليومية، مضيفًا أننا سيصبح لدينا تصور محدد للحفاظ على الصحة، والمسئولية تجاه النفس والآخرين، والاهتمام والتكافل مع الجميع حتى من لا تجمعني به كشخص صلة قرابة أو صداقة أو أي سابق معرفة.
اقرأ أيضا:
ابني بطيء في الكتابة مع أنه ذكي وسريع الاستيعاب.. ما الحل؟وأضاف:" لقد أصبح كل شخص بسبب أزمة كورونا في مواجهة مباشرة مع الخوف من المرض والموت والوحدة، وهو خوف وجودي، وأشدها الخوف من العدم".
واستطرد أستاذ الطب النفسي قائلًا:" لقد كنا مشغولين في نمط حياة مادية، استهلاكية، فيها تخريب شديد للبيئة، وجاءت الأزمة لتوقف نمط الحياة السيء الذي كنا نعيشه جميعا، وفي هذا يحضرني قول الله عز وجل:
( حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) ، إن "أمرنا" هنا ليس ضروريً أن يكون يوم القيامة فقط، وإنما أشياء كثيرة مثل هذه الأزمة الحالية، بكل التغيرات التي أحدثتها عبر العالم كله.
اقرأ أيضا:
زوجي خائن ومتعدد علاقات والآن ابني المراهق يفعل مثله.. ما الحل؟إن هذا العزل الإجباري بسبب كورونا بحسب الدكتور محمد طه هو فرصة للتغير الشامل، وهو في الطب النفسي حالة شهيرة تحدث بعد الأزمات وبسببها، فالشخصية تتغير، والأفكار، ومن الممكن عند بعض الناس تجعلهم يتغيرون إلى الأفضل على المستوى الفردي، وفي علاقاته، خاصة بنفسه، وأسرته، فالأزمة تضعنا في مواجهة مع الواقع وجهًا لوجه، حتى نتعلم ونخرج بشيء جديد، وتغيير ايجابي، والأسر أولى بهذا، فلطالما تفككت، وابتعد أفرادها عن بعضهم البعض لأسباب عديدة.
ودعى أستاذ الطب النفسي لحسن استغلال فترات الحظر، والبقاء في البيت، بإعادة الروابط بين أفراد الأسرة، قائلًا:" فكلما كانت الأزمات لها علاقة بالموت والحياة كانت مؤثرة ومغيرة للشخص وهكذا الأحداث السيئة أيضًا، لأنها ترتبط بألم، ومخاوف".