لاشك أن أقل ما يمكن تسميته على هذه المرحلة التي يمر بها العالم أجمع، بالنازلة، بعد انتشار فيروس كورونا، ووفاة الآلاف حول العالم، فضلاً عن إغلاق المساجد في أكثر من بلد عربي وإسلامي.
وعلى الرغم كل ما حدث ويحدث وسيحدث، إلا أن المسلمين في شتى أنحاء العالم مأمورون بحسن الظن بالله تعالى، بل وتوقع الجميل من الرب الجليل.. وما ذلك إلا لأن حسن الظن بالله تعالى من حسن العبادة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال : قال النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم : يقول الله تعالى في حديثه القدسي: « أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة».
اقرأ أيضا:
التضرع إلى الله أكبر حكمة من الابتلاء.. به يستشعر المسلم ربوبية الخالق ويدرك مقتضى العبوديةالظن بالله وقوة الإيمان
في مثل هذه الأوقات، تظهر درجات الإيمان حسب قوتها وارتباطها من الله عز وجل، فمن كان على بينة بأن الله سينصره ويخرجه من هذه المحن سالمًا، فإن الله به عليم وقادر على ذلك، أما والعياذ بالله من لم يحسن الظن بالله، فلا ينتظر إما سوء المصير أو القلق المستمر.
كما حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على إحسان الظن بالله تعالى، فقال: «لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله»، فالمؤمن يحسن الظن امتثالاً واستجابة لله ولرسوله، قال تعالى: « يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ » (الأنفال: 24).
عزيزي المسلم، خذ هذه الحكمة واعمل بها تفوز، أنه من أحسن الظن بالله عز وجل نجا.. أما من ظن بالله سوءًا، وقنط من رحمته، ويئس من روحه، فقد أحبط عمله.
قال تعالى: « وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّآلُّونَ » (الحجر: 56).
وعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم دخل على أعرابي يعوده،. وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل على مريض يعوده قال: «لا بأس، طهور إن شاء الله»، فقال الأعرابي: ذاك طهور؟ كلا، بل هي حمى تفور - أو تثور - على شيخ كبير تزيره القبور، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "فنعم إذن».
فلو كان هذا الرجل آمن على دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كان قد كتب الله له النجاة والشفاء، أما وأنه يأس من رحمة الله فما كان من النبي إلا أن آمن على طلبه.